انهيار حلف الناتو .. هل أصبح وشيكا ؟ !
رسالة بروكسل يكتبها / عبد الله مصطفي

انهيار حلف شمال الاطلسي ” الناتو” .. هل سيكون هذا العنوان في صدارة اخبار العالم في يوما ما في المستقبل، سواء القريب او البعيد ؟ سؤال خطر على بالي عندما بدأت التصريحات من عواصم عالمية اعتبرها العديد من المراقبين مؤشرا قويا على قرب حدوث هذا الأمر ولكن هل سيتحقق ذلك ؟ ونفيق في الصباح على خبر تفكك حلف الناتو ، ويصبح الأمر عاديا بعد فترة قصيرة ، مثلما حدث عندما فوجئنا بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك حلف وارسو المنافس الوحيد للحلف الاطلسي!
والملفت للنظر انه بين الحين والاخر كان هناك جدلا حول جدوى حلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة ودول غرب وشمال اوروبا بعد مرور سنوات على انهيار حلف وارسو، الذي كان يضم دولا في اوروبا الشرقية الى جانب دول الاتحاد السوفيتي السابق وفي مقدمتها روسيا الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي
وكان ملف انهيار الحلف يطرح نفسه في أروقة الصحافيين داخل مقر حلف الناتو عندما كنا نقوم بتغطية فعاليات القمة الاطلسية ، وكنا نرى حجم الخلافات وحاصة بين واشنطن ومعظم الدول الاوروبية حول ملف الانفاق الدفاعي في ظل تكرار دعوة واشنطن المتكررة بضرورة تقاسم الاعباء المالية للحلف ولابد من وضع حد لاستمرار تحمل الولايات المتحدة لمايقرب من 70 في المئة من النفقات .
وقبل ساعات قليلة جرى الاعلان في بروكسل أن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ سيتوجه الى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة تستغرق ثلاثة ايام على الاقل ورغم ان الهدف من الزيارة هو المشاركة في اعمال الدورة 76 للجمعية العامة للامم المتحدة وقيل ايضا النه سيلتقي بعدد من قادة العالم

وانا شخصيا اتوقع ان يكون في مقدمة هؤلاء الرئيس الاميركي جو بايدن كما اتوقع ان يكون النقاش خلال هذا اللقاء حول ماتردد خلال الايام الماضية حول فكرة التحالفات العسكرية ودعوة بعض العواصم الاوروبية الى ضرورة التركيز على الدفاع الأوروبي المشترك
وقال وزير الخارجية الايطالي، لويجي دي مايو ان الاحداث في افغانستان واعلان اتفاقية (Aukus) الأمنية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا تعيدان الحاجة “الملحة للدفاع الأوروبي (المشترك) الذي يوفر أيضًا تنسيقًا للصناعة (العسكرية) القارية”.
ووصف رئيس الدبلوماسية الايطالية، الدفاع الاوروبي المشترك بأنه سيكون “خطوة مهمة وضرورية للغاية، ليس لمخالفة حلفائنا”، ولكن لكي يكتسب الاتحاد الاوروبي “ثقلا أكبر” على الساحة الدولية.
وفيما وصف بانه محاولة لطمأنة الاطراف الدولية المختلفة أضاف الوزير “لا أحد منا (في الاتحاد الاوروبي) يفكر في منافسة الولايات المتحدة أو الصين كدولة بمفردها”، مشيرا إلى أن النقاش في الاروقة الاوروبية بشأن الدفاع المشترك “قد بدأ للتو” ولكن لدينا “علامات مشجعة”.
وأردف “مع ذلك، فإننا لا نتوهم أن الأمر سيكون بسيطًا لأن النقاش حول الدفاع، على وجه التحديد، يرتبط أيضًا بالسياسة الخارجية”.
وقال “في هذين المجالين، نريد أن نكون قادرين على اتخاذ القرارات بالأغلبية، وتجنب شلل وضع حق النقض في أيدي الحكومات الوطنية”.وأشار إلى أن مسألة تجاوز اتخاذ القرارات بالاجماع في الدفاع والسياسة الخارجية سيكون “نقطة تحول تاريخية وملحة وأعتقد أنه يجب أن يطال أيضًا (قطاع) الصحة”.

أما المنسق الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فقد أكد على أن التحالف المعلن بين الولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا والمملكة المتحدة بشأن التعاون العسكري في منطقة المحيط الهندي – الهادئ، يدل على أهمية العمل من أجل الدفع باتجاه تنفيذ الاستراتيجية الأوروبية الجديدة تجاه هذه المنطقة.
وأثار بوريل الموضوع خلال مؤتمر صحفي عقده في بروكسل لعرض الاستراتيجية الأوروبية الجديدة تجاه منطقة المحيط الهندي – الهادئ (المنطقة الممتدة من مدغشقر إلى اليابان). ووصف بوريل بـ “المؤسف” عدم استشارة أو اعلام الأطراف الأوروبية بموضوع هذا التحالف المُسمى (AUKUS)، وقال: “لست بالتأكيد سعيداً بهذا الأمر، ولكن الأحداث تدل مرة أخرى على أهمية تحقيق استقلالنا الاستراتيجي”.
واعتبر بوريل أن الوقت لا زال مبكراً بالنسبة للأوروبيين للإعلان عن موقف من هذا التحالف، مؤكداً أن الأمر يحتاج للوقت من أجل دراسته ومعاينة أثاره.لكنه شدد على أن ما حدث لن يؤثر على العلاقات الأوروبية – الأمريكية، مؤكدا أن هذه العلاقات تقدمت كثيراً من الإدارة الأمريكية الجديدة.
كما عبر بوريل عن تفهمه لشعور السلطات الفرنسية بالإحباط، بسبب الغاء صفقة تسليم 12 غواصة لصالح استراليا. وكان الاتحاد الأوروبي أعد استراتيجية مفصلة لمنطقة الهندي والهادئ بهدف تعزيز الوجود الأوروبي في هذه المنطقة، باعتبار أن الاستثمارات الأوروبية فيها تصل ضعف الاستثمارات الأمريكية هناك.
