منال قاسم تكتب : تجربة الإصابة بكورونا صعبة وثقيلة .. عافاكم الله منها

منال قاسم
لم أكن اعلم أن فيروس كورونا سيغزو بدنى ويوقف نشاط حياتى ويقلق من حولى .. فأنا أعتنى
بالنظافة والتعقيم إلي درجة درجة
الوسوسة وآخذ بكل الإجراءات اللازمة احتياطيا ووقائيا مع الاستخدام الأمثل لأدوات التعقيم
والتى أصبحت جزء من حياتنا وحياة
عائلاتنا بشكل روتيني .. دوامة تعقيم لا تنتهي ومع كل هذا أتى متسللا دون أى انذار ودون أن
أشعر به أو من أين أتى !
للأسف لقد وقعت فريسة لهذا الفيروس الخبيث ليكون ضيفا ثقيلا بدرجة معتدى غزا بكل
اسلحته جسدي بلا هوادة ، وجدته فجأة
في كل شئ فى جسدى محتلا لكل خلية فما كان منى إلا الالتزام ببروتوكول العلاج والسماع لنصائح الأصدقاء المقربين والذين لولا
رعايتهم ما تمكنت من تخطى تلك المرحلة الصعبة والعوده للحياة
المرض المفاجئ يجعلنا ندرك أن هناك لحظات مفصلية لا نستطيع أن ندركها الا فى حينها ، وعندما تأتينا فجأة فتنزل علينا حالة من
السكينة ، ويبدو لنا أننا نقف بعيدا عن كل الاشياء لنرى الكون بصورة جديدة ونتأمل مستقبل غامض
ومن هنا تبدأ رحلة اكتشاف كل من حولك .. حينها فقط تدرك من المحبين والخائفين وأصحاب القلوب الجميلة والدعوات الصادقة
من فرط الاهتمام تعرف كيف انت وما قيمتك فى حياة أصدقائك حتى ولو لم يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة فهم كثر وهم حياة
نحيا بهم .. خوفهم على صحتك وعلى فقدانك يزيد المناعة والمقاومة لتدرك أن الخير مازال موجودا ،
وان الإنسانية  مازالت تجرى فى عروقنا وان ما زرعتة من حب يعود اليك فيضان محبة وقت الشدة فعندما ندخل فى مرض حصد
الكثير من الأرواح تعرفت فيه على أعراض من خلال تطور حالتى المرضية فوجدتها اعراض مؤلمة لم يشهدها الجسم من قبل ..
حرارة ملتهبة ونوبات برد شديد ألم فى كل عضلات الجسم صداع شديد عرق غزير نوبات برد وكأنى فى برد يناير بملابس صيفية
وفيما يبدو أن جميع الوسائل الدفاعية فى الجسم باتت فى حالة ضائعة مضطربة لا يؤثر فيها شئ الفيروس متمكن وعايش حياته ،
واعراضة وصعوبة المقاومة للجسم تمكنة من أن يكون ضيفا ثقيلا علي الجسم البشرى بكل أسلحته وأدواته !
حب الحياة موجود داخل كل منا وهو الأساس وخط الدفاع ، وبسرعة اكتشفت أن الاصدقاء هم مصدر شفائى وتمسكى بالحياة ..
فى لحظات لم أجد للحياة معنى ولا حتى قيمة كانت المرة الأولى التى افكر فيها بهذة الطريقة المختلفة تماما عن طريقة تفكيري
المعروفة فقد شعرت بأن لهذا الفيروس قوة كيميائية تغير أدق تفاصيل الحياة  فى كل شئ وتحولها إلي اللون الاسود  في شاشة
الهاتف وحتى فى ضوء الشمس
ولكن وبقدر الأعراض الصحية والنفسية الصعبة أؤكد أن التعافى يحدث بالاهتمام بالمحبة والمودة والرحمة والقلوب العامرة بالحب
كورونا تشبة إلى حد كبير العبور بالحياة من مكان إلى آخر أو من بوابة كانت مغلقة ثم فتحت لأرى من خلالها الحياة لكن بطريقة
جديده مختلفة
العفو يأتى دائما من عند الله والتعافى يأتي بالمحبين ودعواتهم ومابين الإصابة والتعافى تجربة قاسية جدا مع كورونا ادعو الله الا يمر
بها احد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.