إبراهيم نصر يكتب: منظومة القيم

الكاتب الصحفى إبراهيم نصر
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

إن أقوى أنواع الضبط للسلوك الإنساني هو الضبط الإرادى الذاتى،

وهذا الضبط لا يمكن أن ينتج إلا من خلال الأخلاق التي ترتبط بمنظومة قيم يدعمها الإيمان، وهي أخلاق لا تتبدل حسب الأهواء والطلب،

وإنما تبقى منظومة القيم ثابتة، فمثلا الولايات المتحدة الأمريكية حين أدركت مخاطر شرب الخمر على الفرد والمجتمع،

أنفقت المليارات لكى تحرم الخمر ولم تسطع، وأما عندنا فى الأمة الإسلامية آية واحدة من كتاب الله نزلت لتحريم الخمر:

يقول الله تعالى فى الآية 90 من سورة الأنعام: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

هذه الآية الكريمة جعلت المسلمين ينتهوا عن شرب الخمر ويسكبونها في الشوارع.

وتقف أمة الإسلام شامخة بإسلامها

ومنذ فجرِ التاريخ تنهار الأمم لضمور المبادئ وهشاشة القيم القائمة عليها، وتقف أمة الإسلام شامخة بإسلامها،

وقوية بإيمانها، عزيزة بمبادئها؛ لأنها أمة القيم والمثل والأخلاق.

وإن انهيار الأمم والحضارات المادية دليل على أن قيمها ومثلها ضعيفة نفعية، بل إنها مفلسة في عالم القيم، وذلك لأنها

من صنع البشر، فكم مِن القتلى.. وكم من الجرحى.. وكم من التدمير تمارسه تلك الحضارات باسم الحرية والحفاظ على المصالح.

وحسنا فعلت وزارة الأوقاف المصرية حين تبنت عملية إعادة بناء وهيكلية منظومة القيم الإيمانية والعلمية والأخلاقية،

وهي القيم التي نهضت بالأمة في عصورها الزاهرة، وجعلت من المسلمين العالم الأول، هذه الهيكلية التي تأسست في الأصل على الوحيين:

القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة،

في حياتنا الفكرية والثقافية عشوائيات وفدت إلينا

 

وإذا كنا نعترف بأن في حياتنا السكانية عشوائيات في المدن والقرى نشأت في غياب التخطيط والمراقبة، فإن في حياتنا

الفكرية والثقافية عشوائيات وفدت إلينا، ثم زادت عن طريق الوافد الثقافي الذي مكن لها في بيئتنا، فعشعشت في ثقافتنا،

وهذا ما فطنت إليه القيادة السياسية النابهة لبلادنا، من أهمية منظومة القيم في تهيئة الأجواء للبناء والازدهار، والإقلاع الحضاري للانطلاق نحو المستقبل.

ولذلك عملت الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى على بسط قيم المواطنة، وبسط قيم التعددية، وبسط قيم قبول الآخر المخالف في الدين أو العرق أو اللون، وبسط قيم المساواة التامة في الحقوق والواجبات.

وزارة الأوقاف في عصرها الذهبي

وفى هذا السياق أسست وزارة الأوقاف في عصرها الذهبي في عهد وزيرها الهمام الدكتور محمد مختار جمعة جهودا فريدة

ومتميزة في نشر القيم الإيمانية والأخلاق الإسلامية العظيمة، وذلك عبر منابرها المنتشرة في ربوع البلاد

وعبر إصدارتها ومؤتمراتها وندواتها وآلياتها الإعلامية والاتصالية المتعددة، واستثمرت وزارة الأوقاف أموالا طائلة

في عالم البشر وفي عالم الدعاة، وذلك من أجل البناء والتقدم وإحياة منظومة القيم، وتأتى على رأسها: قيم التقدم والإبداع والابتكار والإتقان والإحسان في المجتمع، والاهتمام بالشباب والمرأة والطفل، وذلك إيمانا من وزارة الأوقاف بأن

المجتمع الذي تسوده القيم تزدهر طاقاته الجسمانية والفكرية والروحية، وتسوده علاقات المحبة والمصالح المشتركة، وتزدهر فيه الثقافات وتتعايش الحضارات جنبا إلى جنب بغير عداوات أو كراهية أو صراع.

كان المسلمون الأوائل هم العالم الأول المتقدم

 

وكان المسلمون الأوائل هم العالم الأول المتقدم فى زمانهم، وأسسوا حضارة شامخة زاهرة علمت الدنيا وأضاءت الكون

يوم أن التزموا بالقيم التي جاء بها الإسلام الحنيف.

وإن منظومة القيم هي المبادئ الخلقية الحسنة، وإن أعظم القيم وأساسها الإيمان بالله تعالى، الذى منهُ نشأت، وبه تتقوى،

وحين يتمكن الإيمان في القلب يجعل المسلم يسمو فيتطلع إلى القيم العليا، فمنظومة القيم هي الأساس والقاعدة العامة التي يلزم  أن تكون موجودة وفاعلة ومؤثرة لكي ينهض المجتمع ويتقدم ويزدهر،

ما فائدة الدواء إذا كانت ذمة من صنعه خربة؟

 

فما فائدة النهوض وذمم بعض الناس خربة؟.. وما فائدة البناء والإعمار إذا كانت ذمة المهندس الذي بناه خربة؟.. وما فائدة

الدواء إذا كانت ذمة من صنعه خربة؟.. وما فائدة الطب إذا كانت ذمة الطبيب المعالج خربة؟..وما فائدة الخطب الرنانة

والأحاديث البليغة إذا كان الشيخ يخالف قولُه فعلَه؟.. وما فائدة التعليم إذا كان المعلم يفتقد إلى القيم الإنسانية الأساسية؟.

 

IBRAHIM.NSSR@GMAIL.COM

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.