حوار مع النص .. عن رواية ” جروح الروح ” للكاتب محمود الورواري

خواطر يكتبها الشاعر / ناصر النوبي منصور
الوروارى يأخذ دور الراوى من أول الرواية ،ويتكلم مع روح البطل من أول الحكاية.. أحيانا يلومها ويحاسبها .. فقد أضاعت منه حبيبته ،أضاعت منه روحه ، واختار الغربة كى يتعذب اكثر ربما يكفر عن ذنبه الكبير
عندما جاءت له (منى) وقالت له تزوجنى فلن أعود الى أبى ، لكن اخلاقه لم تسمح بهذا الزواج ،ويلوم نفسه لماذا لم أفعل ،لماذا اخترت العذاب ؟ فانا بدونها الآن قد فقدت روحى ،ولم اخلو من محبتها !
ظلت اتون الاشواق تحرقنى .. شفه الشوق فأصبح حزينا ، تشققت روحه ،فربما هو مثل الجرانيت يبدو أمام الناس صلبا ،لكنه سهل الكسر ،
شفه الشوق فامسى
سقما لا يستبين
صار للأشواق نهبا
فنبت عنه العيون
هل يستطيع الفتى ان يدفع القدر
هيهات …!
لم يستطع ان يهنأ بعد أن حاول النسيان مع أخريات ،لكن لم يكن بينهن منى !
ضاعت منى ، وعاد من الغربة …واصرت ( منى ) على العذاب اكثر ،فلم تنتظر وصوله الى المستشفى ،وفارقت الحياة,
كان يمكن ان يلحق لوداعها لكن طارت روحها ولم تحتمل اللحظة الأخيرة ، او ربما علمت ان تظل فى قلبه للأبد
فكما لا تتحقق احلام .. هذا لا يعنى انها احلام انتهت ، فان حياة الحالمين أطول لأنهم عاشوا مع أحلامهم ،مع أن العمر لا يكفى لتحقيق كل الأحلام
رحلت ( منى ) ولم يكف عمرها ان ترى حبيبها ،
فهذا لا ينفى انها كانت تود ان ترى محبوبها ، ( منى )  لم تمت ولن تموت من الوجود ،فمازالت الشمس تشرق، وما زال الكروان يغنى من آن لآخر ،
حبيبي فينك ..فينك ،
قلبى لك لك
( منى ) ألهبت أحداث الرواية ، التى لم تنته بعد،
انه الحب عندما يجيئ ضحى من أجله ،
كن صبوراً وتخلص من اى ثقب يدخل منه البين
دون حبيبك لن تستمتع بالحياة ،حتى لو كنت تسكن قصر من القصور
هى لم تعرف كم عانيت بدونها ، وان الشوق يقتلنى اليها ، أبحث عنها ،
كان يمكن ان يتحول البطل الى مجنون ليلى ،لكنه عاقل ، فماذا أخذ الآن بعد ان اتبع عقله ، هل انتهت ذكرى منى من قلبه ؟ !
هو عقلانى ، ويشبع رغباته مع ذات الذراعين الناهدين ، هو لا يتوقف عن البحث المضنى عن ( منى ) التى ضاعت ، لكنه لا يجدها ، وكيف يجدها فى امرأة اخرى .. كان قد انتهت الرواية !!
( منى ) امرأة فريدة وحرقت قلبه ،فأصبح يحمل قلبا محترق ،
لا يتوقف عن المغامرة بطل الرواية الملتاع لفقد( منى )
كان يمكن ان يتيه فى الصحراء أو يبكى دموعا تنبت شجرا للأبدية مثلما فعلت ايزيس بكاء على محبوبها أوزوريس ، فنبتت شجرة لخلود الحب
فالحب لا يموت ،بل يستعر فى القلوب ، والشوق الى بلدى المحبوب ودينى ، والغربة عن الحبيبة أو الوطن ، فالوطن لم يضع  ولن يضيع فهو قديم وابدى ،
دموع ايزيس كانت سبب الخلود ،نحب ان نقابل احبتنا بعد الموت ،
الروح تطير مثل طائر (البا) تعكسها الشجرة
شجرة الحب والحياة والموسيقى ، والسحر والجمال
على بلدى المحبوب ودينى .. أنا ليا فى مصر خليل
مبروك الرواية كان يمكن ان تنتهى بنفس سرعة المشاهد العنيفة للجماعات المجنزة، لكن ايقاع
الرواية يتحكم فيه قدرة الراوى على التوضيح احيانا، او الاختزال ، فهى احداث تحدث ،وفكر  صحراوى ينتشر ، ونعود للبداوة ،من جديد ،
طالما ظل تغيب الوعى للشباب ،وتركهم فرصة للتطرف ، وذلك بسبب الفراغ ، الفنى ، أو السياسى
أو الثقافى ،
هل يكمل الأبناء مشوار التطرف ؟
ونظرة بعيدة للمستقبل تسأله الرواية ؟!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.