” النحل ” مملكة ذهبها سائل .. ونظامها سائد ( 3 )

كتب : عاطف محمد
التلقيح ضرورة إيكولوجية
يلعب التلقيح من خلال الحشرات وخصوصا” النحل” دورا بارزا فى استكمال المنظومة البيئية على كوكب الأرض ،فتلقيح زهور
النباتات من أهم الضروريات لحياة البشر بشكل عام من خلال الأنظمة الإيكولوجيةفى مجال الزراعة،
وإذا خضنا فى هذا الغمار نجد أنه التلقيح غاية فى الأهمية لإنتاج الكروم و الحدائق والبساتين وأغلب الأعلاف بالإضافة لبذور
المحاصيل الجذرية ومحاصيل الألياف وهذا بدوره يحافظ على منظومة الحياة..
التلقيح ونتائجه
وعند التلقيح تبدو الصورة أكثر وضوحا وهنا تبرز أهمية النحل مع الخفافيش والطيور إذا أن لهم جميعا التأثير الأكبر على
35 ٪ من إنتاجية المحاصيل في العالم إضافة إلى إنتاج 87 نوعا من المحاصيل الغذائية الرئيسية في جميع العالم وتوفير الكثير من
العقاقير والأدوية المشتقة من النباتات.

ليس النحل فقط

ليس النحل فقط هو المكلف بالتلقيح ، فحسب الإحصائيات التى قام بها المتخصصون وجد أن هناك 20 جنسا من الحيوانات الأخرى
تقوم بالتلقيح لأغلب محاصيل الإنسان من الفواكه والخضروات
مما يؤدي للتنوع الغذائى وتوفر الفيتامينينات وجودة الغذاء.
النحل هو المثالي
يعد النحل من أكثر الكائنات الملقحة مثالية فهو يضمن التلقيح المثالي لإمكانية التحكم فيه، بعمل تجمعات من الخلايا قرب الحقول
والمحاصيل كما أن النحل يتكيف مع الظروف المحيطة
مما يضمن تلقيحا يتسم بالأمان خصوصا مع التغير المناخي المتكرر وهذا يضيف مرونة في النظم الايكولوجية الزراعية من خلال هذا
التنوع البيولوجي.
اختفاء وغموض
فى ظاهرة فريدة من نوعها حدث اختفاء مفاجىء للنحل بمصر ، ولكن لم تثبت أى دراسات حديثة أسباب هذا الاختفاء المفاجيء
للنحل فى مصر ، مما أدى لخسائر جمه للنحالين والعاملين فى مجال النحل ،
وحدثت هذه الظاهرة منذ عام2019 واطلق عليها الاختفاء المفاجئ وأوضح” أحد المتخصصين فى هذا المجال
أن الظاهرة ليس لها سبب واضح
ولكن يمكن أرجاء الأمر إلى عدة أمور منها البيئة المحيطة والتغيرات المناخية والسلوكيات البيئية الخاطئة .
النحل هو الأكثر
يشكل النحل حوالى 80% من الكائنات الحية على كوكب الأرض مشكلا عالما مذهلا وغريبا له قوانينه الخاصةالتى تحكمه، وترتبط حياة الانسان ارتباطا وثيقا بحياة النحل .
نظم النحل
ومن المعروف عن النحل أنه من أول الحشرات التى تعيش فى مجموعات منظمة من خلال مملكة اجتماعية ولا أروع وهذا من أجل
الحفاظ على نوعها بالإضافة لخدمة النظام البيئي بشكل عام .
النحل البري
والنحل البري على كافة أنواعه يتميز بقدرة فائقة على تلقيح كافة الأزهار، مما يؤدى لتكاثر النباتات فيحافظ هذا على النظم البيئية
الطبيعية وتوفير الثمار كغذاء للإنسان والحيوان والطيور ،
وبات التوسع العمراني وزيادة استخدام المبيدات الحشرية وتغيرات المناخ من أبرز العوامل التى تشكل خطرا داهما على النحل
البري مما ادخله فى دائرة الكائنات المهددة بالاندثار والانقراض
وجاء هذا وفق تقديرات الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).
الدراسات تقول
_ اثبتت الدراسات أن للنحل مايقرب من 20 ألف نوع من النحل ترجع إلى رتبة غشائية الأجنحة وهى نفس رتبة النمل والزنابير.
_عرف النحل عن كافة البشر بأنه نحل العسل والذى ينتمى إلى جنس أبيس Apis، وله تسعة أنواع كلها منتجة العسل ، وتعيش
أغلب تلك الأنواع فى جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية،
_ يعد نحل العسل الغربي أبيس ميليفيرا أكثر الأنواع انتشارا وشهرة من الناحية التجارية لتميزه فى الإنتاج من العسل والشمع
والمنتجات الأخرى .
المملكة الأعلى
وبالدراسة الدقيقة نجد أن مملكة النحل من أعلى المجتمعات المنظمة فهى تبدأ بالملكة وهى الأنثى كاملة الأجهزة التناسلية و
التى تمكنها من وضع البيض والتكاثر المستمر وتسليم البيوض للشغالات.
والشغالات العقيمات نجد أن عقمهن يأتى نظرا لنوعية الغذاء أثناء أطوار نموهن وحتى يقمن بالرعاية وكافة أعمال الخلية ومنها:
_ انتاج العسل
_تخزين العسل
_تربية الصغار
_حماية الخلية
_الدفاع عن الخلية
والغريب أن عمر الشغالات 21 يومًا فى كل خلية وعلى كل شغالة انجاز الاعمال السابقة فى تلك الفترة التى تبدأ بالرعاية وتنتهى
بجمع الرحيق .
الذكور
كل ماعليها هو تلقيح الملكة خلال فترات التزاوج ثم ينتهى دورهم بالمذبحة الشهيرة.
القدماء والنحل
منذ 4500 عام على وجه التحديد قام القدماء المصريين باحتواء النحل والإستفادة منه فهم أو من “دجن ” النحل وقام بترويضه
لصالحهم عندما ايقنوا ما للنحل من منافع جمة،
وظهر اهتمامهم واضحا من خلال ما تم تسجيله على جدران المعابد والتى أوضحت وظيفة جديدة وهى من يربون النحل وهم
النحالة …
لم تنتهى رحلة النحل بعد فلها محطات عجيبة وغريبة سوف نستكملها إن شاء تباعا….. فى صباح جديد
وما الصباح إلا ضياء ذهبى يحضن أزهاراً يزورها النحل فرحا أو فى مساء جديد
وما المساء إلا حضن النحل الدافىء والرعاية الواجبة التى تحمل العجب العجاب …….
لننتظر ونرى……..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.