لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الخطير الذى يمكن أن بلعبه الإعلام فى بناء أو هدم أعتى الدول والإمبراطوريات ، ولعل التجربة التى
مرت بها مصر فى 2011 كانت درسا يجب الوقوف أمامه طويلا بالدراسة والتحليل ، وكيف كان الإعلام واحدا من أهم الأدوات التى
أدت إلى كل الأحداث التى شهدتها مصر ، وتابعناها لحظه بلحظه ،
بدءا من العباره الشهيرة ” خليهم يتسلوا ” مرورا بالفترات العصيبة التى مرت بها البلاد لولا عناية الله التى جنبت مصر الإنزلاق فى حرب أهلية لايعلمها إلا الله .
الحقيقة أن مصر كانت على وشك الدخول فى نفق مظلم فى ظل حكم جماعة إرهابية إستطاعت فى غفلة من الزمن بقصد أو
بدون أن تختطف البلاد محاولة طمس هويتها تحت غطاء من الدعاوى الدينية الزائفة ، لمدة عام ، ولكن سياسة الإخوان الفاشلة
وتحكمهم فى مفاصل الدولة وإدعاء المعرفة عجلت بنهايتهم ، ولم يكن يخطر ببال أحدهم أن ملايين الشعب المصرى التى خرجت
فى مختلف محافظات مصر مطالبة برحيل الرئيس محمد حسنى مبارك أنهم يمكن أن يعودوا مره ثانية للإطاحة بمن إختاروه خلفا له
لو نظرنا إلى المشهد الإعلامى فى مصر خلال 2011 ومابعدها نجد أنه إتسم بالسيولة الشديدة ، وإن شئت قل” الفوضى الإعلامية
” سواء على مستوى الإعلام الرسمى للدولة ” صحافه / تليفزيون ” الذى عانى من حالة إرتباك شديد ، وعلى الرغم من ذلك لعب
دورًا مؤثرًا فى تبصير الجمهور بالعواقب الوخيمة للإستسلام لإرادة خطف الدولة المصريه وتغيير هويتها ، رغم محاولات الجماعة
تحييده والتضييق عليه بل وتجميده إلى أجل معلوم .
أو إعلام خاص ساهم خلال تلك الفترة بدعوى الحرية فى تبنى خطاب إعلامى يحض على الكراهية والتحريض على العنف وإنتهاك
حرمة حياة المواطنين الشخصية فى ظل غياب ميثاف الشرف الإعلامى ، وجاءت إنتفاضة الشعب المصرى فى الـ 30 من يونيو من
أجل تعديل المسار وإنقاذ مصر من المصير الغامض تحت حكم جماعة الإخوان وأعوانهم وحرمانهم من حلم تغيير الهوية المصرية .
وإستجابة لمطالبات الجماعة الصحفية والإعلامية والحقوقية المنادية بإعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية ، ومع تعديلات دستور
2013 – 2014 إستجابت لجنة الخمسين لتلك المطالب وألغت وزارة الاعلام ، من أجل تحرير الإعلام من قيود السلطة ، وإستحدثت
بالمواد 211/212/ 213 المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ــ الهيئة الوطنية للصحافة ــ الهيئة الوطنية للإعلام
وأعتقد أن هذا هو الخطا الكبير الذى وقعت فيه الدولة المصرية ، وخاصه وأن وزارة الأعلام لها مهام كثيرة ومنها اقتراح السياسة
والخطة العامة للدولة في كافة مجالات الاعلام الداخلية والخارجية ، وتمثيل الدولة فى المحافل الدولية وتنظيم المؤتمرات المحلية
والدولية لرئيس الجمهورية إلى جانب التغطية الإعلامية لزيارات القيادة السياسية الخارجية .. وغيرها العديد والعديد من المهام ،
وفى محاولة للخروج من هذا المأزق صدر في ديسمبر 2019 قرار جمهوري ينص على إستحداث وزارة دولة للإعلام وهى الوزاره
التى عانت من إنفصام شديد بين الإفصاح عن المعلومات وصراع الهيمنة على الإعلام .
على أرض الواقع يعانى المشهد الصحفى والإعلامى فى مصر من عشوائية وفوضى شديدة مابين إعلام رسمى مشتت ، فاقد