مقالات عبد الناصر البنا يكتب : ماذا بعد سقوط ” كابول ” فى يد طالبان ؟ بواسطة جريدة الرئيس آخر تحديث 2021/08/18 at 12:02 مساءً عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية ما أشبه اليوم بالبارحة ، كما تناقلت وسائل الإعلام فى مصر صورا لـ محمد مرسى العياط وجماعة الإخوان فى القصر الجمهورى إعتبرها المصريون لاتليق بالمكان ، تناقلت وكالات الأنباء العالمية صورا تبدو متطابقة لـ إحتفالات مقاتلى طالبان بالنصر بعد إستيلاءهم على القصر الرئاسى فى العاصمة الافغانية ” كابول ” وإنهيار الدولة فى أفغانستان بعد فرار الرئيس الأفغانى ” أشرف غنى ” إلى خارج البلاد ، والعديد من التساؤلات حول : المصير الغامض الذى ينتظر أفغانستان بعد إنهيار الدولة ــ وماهو مستقبل أفغانستان ــ وماهى ردود الأفعال الدولية بعد سقوط العاصمة الأفغانية كابول فى يد طاليان ـ وماهو إنعكاس مايحدث فى افغانستان على االعالم ؟ أفغانستان دولة ” حبيسة ” فى آسيا الوسطى وليست لها ” رئه ” بحرية ، وهى محاصرة ب 6 دول ثلاث دول فى الشمال إستقلت عن الإتحاد السوفيتى السابق هى ” طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان ” وإيران من الغرب ، والصين شرقا ، وباكستان جنوبا . وأفغانستان بلد ممزق ، عانى أهلها من غزو سوفيتى فى عام 1979 ، كما عانى من حرب أهلية ” مستعرة ” إستمرت لسنوات طوال ، ومرت بالحرب الأمريكية الغربية على الإرهاب منذ عام 2001 . والأوضاع الميدانية المتأزمة كان لها إنعكاسها بطبيعة الحال على الوضع الإقتصادى فى أفغانستان الذى وصفه البنك الدولى فى عام 2019 بأنه ” بحر من الغموض ” ، أما من ناحية الخسائر البشرية ، فالجميع ذاق مرارة الخسارة البشرية ، وخاصة بعد مرور 20 عاما من الحرب على الإرهاب فى أفغانستان ، الجيش الأمريكى فقد مايقرب عن الـ 3 آلاف جندى منذ بدء العمليات ، الجيش الأفغانى فقد مايقرب من الـ 66 ألف قتيل وهناك أكثر من ألف قتيل من الدول الحليفة التى وقفت إلى جوار واشنطن عسكريا ، ودفع المدنيون الثمن الأكبر بأكثر من 50 ألف قتيل بحسب تقارير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية . ويعد عام 2014 وفقا لـ BBC هو أكثر الأعوام دموية بعد أن أنهت قوات” الناتو “ الدولية مهمتها القتالية ، وتركت مسئولية حفظ الأمن للجيش الأفغاني ، خلال الحرب الأهلية التي أعقبت انسحاب القوات السوفييتية في عام 1989 . ظهرت حركة طالبان في جنوب غربي أفغانستان ومناطق الحدود الباكستانية ، متعهدة بمحاربة الفساد وإحلال الأمن ، وبعد مرور 10 سنوات من ظهورها ، وتحديدا في عام 1998 أحكمت حركة طالبان سيطرتها على جميع أنحاء أفغانستان وتقول التقارير أن ” الدولة الطالبانية ” إتبعت نمطا متشددا صارما من الإسلام حيث ألزمت جميع الرجال الأفغان بإطلاق اللحى كما ألزمت النساء بارتداء البرقع وتغطية أنفسهن بالكامل . وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 فى أمريكا جرى الإطاحة بحركة طالبان من الحكم في أفغانستان ، حيث حملت أمريكا تنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن المقيم فى أفغانستان المسئولية عن الهجوم . وعندما رفضت طالبان تسليم بن لادن لأمريكا تدخلت أمريكا عسكريا وأزاحت طالبان من السلطة . واليوم وبعد نحو 20 عاما عادت حركة طالبان للسيطرة على أفغانستان مرة أخرى تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان . الحقيقة أن الصورة فى أفغانستان ” ضبابية ” وخاصة بعد إستيلاء مقاتلى طالبان على طائرات مروحية ، ومعدات عسكرية بملايين الدولارات قدمتها الولايات المتحدة ، وهو مايؤكد فشل الزولايات المتحدة الأمريكية فى محاولتها التي إمتدت لـ نحو 20 عاماً لـ إعادة بناء الجيش الأفغاني ، وتحويله إلى قوةٍ قتالية قوية ومستقلة . وأن أمريكا كما يرى البعض هُزمت “هزيمة كبرى” في أفغانستان ، وعلى خلفية انتصار حركة طالبان ، أورد الرئيس الأمريكي السابق ” دونالد ترامب ” فى بيان له : عار ما سمح بحدوثه في أفغانستان ، وقال : حان الوقت كي يستقيل ” جو بايدن” . واليوم بعد إنهيار أفغانستان وسيطرة طالبان على البلاد مجددا ، يثير تساؤل حول مصير أفغانستان بعد سيطرة الحركة على البلاد ، والمخاوف من أن سيطرة طالبان على الحكم “تفتح الباب أمام تشكل مرحلة يكون فيها للفكر المتطرف دولة يحكمها وهوية يسعى لنشرها “. وهناك من يحذر أن ما حدث ستترتب عليه ” أحداث إقليمية وعالمية كبرى”. وهناك احتمالات غير مستبعدة من غرق البلاد في حرب أهلية عرقية ، أما السؤال الأبرز لـ تقرير أعدته صحيفة تليجراف البريطانية كان عن سبب الإنهيار السريع لجيش قوامه 300 ألف جندي أمام حركة طالبان ؟ والغريب فى الأمر كما ترى صحيفة ” نيويورك تايمز ” أن إستسلام الجيش الأفغاني تم بنفس سرعة تقدم عناصر حركة طالبان . أما على الصعيد الداخلى تخشى النساء ” أياما سوداء” وخاصة مع إلغاء الحركة أغلب الحريات التي انتزعنها خلال 20 عاما . ويبقى السؤال عن النصر الذى حققته حركة طالبان وحلفائها من الجماعات الإرهابية ، وأولها تنظيم القاعدة ، هل سوف يعطيها مكاسب كبرى بإعتبار أن ذلك يعد إنتصارا على الجيش الأمريكي وحلفائه وهو مايعنى أن يتربع التطرف فوق الكرسى ، ومعنى هذا كما يرى الأستاذ سليمان جوده فى ” المصرى اليوم ” أن يغيب الاعتدال وتتوارى الوسطية ، ومعناه أن يحل الظلام فى مكان النور، ومعناه أن ينطفئ كل شعاع يمكن أن يكون قد أضاء فى بلاد الأفغان طوال السنين الماضية .. والحقيقة ان الله وحده هو أعلم !! أمريكاافغانستانالاتحاد السوفييتيالصينروسيا شارك FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestالبريد الإلكترونيTelegramطباعة