جيهان عبد الرحمن تكتب : عالمية التعليم

في القمة العالمية للتعليم التي عقدت مؤخرا في المملكة المتحدة بالشراكة مع كينيا -2021 2025نجحت جهودها في جمع 4 مليار دولار منهم 3 مليار من المملكة العربية السعودية وحدها,
يتم تخصيصها لصالح دعم التعليم العالمي, وحسب ما اعلن تهدف القمة منح 175 مليون طفل فرصة الحصول علي تعليم جيد, وتعزيز الخدمة التعليمية المقدمة للأطفال المحرومين في الدول والأقاليم محدودة الدخل.
تأتي هذه القمة مع ذكري وفاة الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق الذي تولي حقيبة التعليم في مصر عام 1991 و أستمر في منصبه 13عام حتي 2004
وأذكر له كيف كان يخصص وقته للصحفيين سواء في المؤتمرات أو الحوارات الخاصة حتي يستطيع إيصال أفكاره ومحتويات حقيبته ورؤيته في التطوير للرأي العام
أختلف مع قراراته أو أتفق معها كيفما شئت, حمله لواء مشاعل التطوير التي بشر بها ولم يستطع إتمامها, أو حتي تحميله أسباب انهيار العملية التعليمية وما وصلنا له من تداعيات خطيرة في ملف التعليم في مصر, أنت حر في رؤيتك وتقيمك لتلك الفترة
لكني أتحدث عن تجربة شخصية وإنسانية, وكيف كان الرجل يحرص ويعمل علي توضيح الفرق بين مفهوم التعليم كخدمة مجتمعية كما كان سائدا وقتها و فكرة تحول التعليم إلي أمن مصر القومي.

القمة العالمية للتعليم في لندن علقت مشاكل التعليم في رقبة كوفيد 19 لأن الوباء العالمي منع ملايين الفتيات من التعليم بسبب إجراءات الإغلاق

حتي ان بوريس جونسن رئيس وزراء بريطانيا قال نواجه معركة لضمان أن كوفيد لن يفسد فرص الحياة لملايين الأطفال تاركا إرثا دائما من المواهب الضائعة, وان تمكين الأطفال من التعليم والوصول إلي إمكاناتهم الكاملة هو أعظم شيء يمكننا القيام به للتعافي من هذه الأزمة وبناء مجتمعات أفضل وأكثر عدالة.
العالم يواجه أزمة تعليميه قبل كورونا لكن الجائحة تسببت في تفاقم الوضع مع تعطل 1,6 مليار طفل عن الدراسة ولهذا حذر وزير خارجية بريطانيا دومينك راب من خطر حقيقي يتمثل في عدم عودة ما يصل إلي 24 مليون طفل إلي المدرسة,
وغالبا ما تكون عودة الفتيات للتعليم أبطأ بسبب مجموعة من العوامل, أجملها وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي في ظاهرة زواج الأطفال والعنف الجسدي وختان الإناث والإتجار بالبشر قائلا نحن نجازف بضياع جيل من الفتيات والمملكة المتحدة عازمة علي عدم السماح بحدوث ذلك.
حين نطبق هذه الظواهر علي مجتمعاتنا تكتشف أن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر كشف في أبريل الماضي عن أرقام صادمة عن نسب التسريب من التعليم بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية علي مستوي الجمهورية نحو 150 الف بالمرحلة الابتدائية و121 الف في المرحلة الإعدادية,
إضافة إلي حالة الارتباك الشديد التي يشهدها ملف التعليم قبل وبعد وباء كورونا, خاصة بعد رفض مجلسي الشيوخ والنواب إقرار قانون التعليم المقدم من الوزير الحالي, لعدم توافقه مع الواقع,
مما يضع كل ما بشر به الوزير وعمل علي تحقيقه طوال الفترة الماضية علي المحك, مع تراجع في ما اتخذ من قرارات علي مدي السنوات الأربع الماضية, وامتحانات الثانوية العامة هذا العام خير دليل. وهذا يجعلنا غير بعيدين عما تناوله المؤتمر العالمي, ويجعلنا ضمن الدول محدودة الإنفاق علي التعليم.
بريطانيا تعهدت بتمويل 430 مليون جنيه إسترليني مما يعد أكبر تبرع تقدمه لندن عن تعهداتها السابقة, ويبدو أنها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي تريد إيصال رسالة عن طريق مؤتمر التعليم بأنها بدون الاتحاد الأوروبي أصبحت عالمية أكثر, وأنها تقدم التزاما بدعم المجتمعات الضعيفة وتتعهد بتعليم الفتيات في جميع أنحاء العالم.
يوجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلي معدل بطالة بين شباب العالم وأكثر من ثلث الشابات في الشرق الأوسط عاطلات عن العمل.
وحسب التقديرات بدخول الفتيات المتعلمات سوق العمل يمكن إضافة 28 ترليون دولار إلي الناتج المحلي الإجمالي العالمي إذا لعبت النساء نفس الدور الذي يلعبه الرجال في سوق العمل.
فما بالنا بالناتج القومي المحلي إذا استعاد التعليم المصري هيبته ومكانته التي يستحقها خاصة, وماذا لو تم تفعيل مفهوم أن التعليم هو أمن مصر القومي لا خدمة تقدم لمن يستطيع دفع ثمنها, والفرق بين المفهومين عظيم, رحم الله الدكتور حسين كامل بهاء الدين.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.