الدكتور عادل خلف يكتب عن : الأخوة الإنسانية

الدكتور عادل خلف
يا أخي في الإنسانية تعامل معي كأخ لك،تعامل معي كإنسان بغض النظر عن دينك وديني ، فالدين لله، تعامل معي كذات مفكرة ، ككيان وجودي يحيي ، ويفكر ويبحث ويتأمل.
تعامل معي من منطلق الإخوة الإنسانية، اسمع لي ،ولا تتجاهلني،. لا تصعر خدك لي ،ولاتحتقر حديثي، فقد يكون حديثي تعبير عما يجيش في خلدك ولا تستطيع البوح به.
فأكون انا حال لسانك وحال تعابيرك، قد أكون ترياقا يشفي ما بك من سقم. وقد أكون متنفسك، قد أكون متكأك، وقد أكون منسأتك، قد أكون كاتم أسرارك.
في أيامنا هذه قد تكون شغلتنا دوامة الحياة،وانشغلنا بأعمالنا ودراستنا واللهاث خلف لقمة عيش نتقوت بها ونقوت من نعول.
لكن هل هذه الأمور المادية تنسيني إنسانيتنا، نحن لسنا مجرد قطعان تسوقنا المادة، لا لسنا أرقام ،لسنا مفعول بنا ،لسنا سراب.
بل نحن ذوات وأرواح،والارواح تسعي إلي راحتها وريحانها، تسعي إلي أرواح تشبهها، تسعي لتتعانق معها.
هل طواحين الحياة انستنا إخواننا،هل بات الواحد منا لا يسأل عن أخيه ابن أبيه وأمه،رحمه، والحجة عجلة الحياة وضغط العمل.
أين صلة الأرحام،اين التزاور بين الإخوة، اين التراحم.
أما تعلم أنك بزيارتك لأخيك تسعده وتسري علي نفسه وقلبه، حتي وان لم يبدأك هو فخذ الخطوة أنت
أما تعلموا أن صلة الأرحام ترقق القلوب، وتطيب النفوس، وبها ومن خلالها تتعانق الأرواح.
أما تعلم أن مصافحتك لأخيك الإنسان تزكيك عند الله ،اما تعلم أن تبسمك في وجهه صدقة تؤجر عليها من الله تعالي.
حتي وان كانت هي أسماء وأمور مستحدثة عيد الاخ،عيد العمال،عيد الأم ، وغيرها، أعلم أن هذه مسميات، وأنه في ديننا ليس ثم عيدين،اعلم ذلك جيدا، ولاينبغي لأحد أن يزايد علينا في ذلك.
لكن ما المانع أن نذكر بعضنا البعض،بهذه القيم النبيلة،الانسانية،جميعنا يعيش علي هذه الكوكب، شرقي،غربي،شمالي،جنوبي،ابيض ،اسود،احمر، أوربي،أمريكي، آسيوي، لغاتنا مختلفة،ألوان بشراتنا متنوعة.
دياناتنا مختلفة،مسلم، مسيحي،يهودي، أيا كانت الديانات.
لانتعامل من هذه المنطلقات،وانما نتعامل من منطلق،كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فرق بين أبيض علي أسود والعكس ولا أعجمي علي عربي الا بالتقوي والعمل الصالح،والاعمال لايحاسب عليها إلا الله.
نحن جميعا نشترك في صفة واحدة تجمع الكل صفة الإنسانية،والانسان كرمه الله ، ولقد كرمنا بني آدم.
ومن مظاهر التكريم حسن المعاملة وحسن الإخوة في الانسانية، وعدم التعالي والتكبر علي خلق الله.
وعدم اضطهاد أخيك الإنسان لانك تمتلك جاها أو سلطان ، أو تمتلك أموالا فتتكبر بمالك، لا وألف لا ،نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك،ونهي عن معاملة أهل الكتاب معاملة سيئة،بل أمر بمعاملتهم بالقسط ولهم حقوق كحقوق المسلم، بل وأمنهم علي عبادتهم وأمنهم في اديرتهم، بعد أن عرض عليهم الإسلام،فلا إكراه في الدين، فالدين لله، والوطن للجميع.
بل وكره النبي وسفه وحقر من شأن من يؤذي ذميا أأتمنك علي حياته،فمن اذي ذميا فأنا خصيمه عندالله يوم القيامة.
هذه دعوة مني للإخاء والتسامح والمودة
إذا ما تحقق ذلك قطعا سيعم السلام، ونحي حياة كريمة طيبة،يعمها الخير والهدوء والطمأنية .
فهل لبينا هذه الدعوة،انشروا الحب بينكم عاملوا الإنسانية ممثلة في شخوصكم،عامل أخاك الإنسان بما تحب أن يعاملك به، وأحب لأخيك ما تحبه لنفسك، ترقي وتسمو.
بل ويخلد أسمك مع الخالدين الذين تركوا ذكري طيبة في نفوس ذاكريهم.
كاتب المقال  أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.