برغم الإبهار الذى تتميز به خاصية الهولوجرام والتى أصبحت فى نظر البعض وسيلة حديثة لأعادة إحياء حفلات كبار نجوم زمن الفن الجميل أمثال السيدة أم كلثوم والعندليب إلا أن رؤيتى لهذه الخاصية لم تروقنى كثيرا حيث أنها تدخل على العقل الواعي كخدعة بصرية تأخذ بمشاعر المشاهد بعيدا عن الواقع !
فكيف يكون إحساسنا بعد 44 عاما من وفاة العندليب أن نستوعب عملية استدعاء بصرية ليحيي حفلا بالقاهرة و حفل آخر للعظيمة الراحلة أم كلثوم
، فكيف سيحدث ذلك؟
“الهولوجرام” فى تصور أصحاب الفكرة جاء من أجل بث الروح من جديد في عظماء الغناء العربي.انه بث غناء وليس بث روح والأموات مجرد ذكرى وتاريخ ذكرى لا يجب مسخها أو معالجتها بالوسائل الحديثة
ورغم التجارب السابقة لحفلات “الهولوجرام” عربيا، ما زال هناك قطاع كبير من الجمهور، يجد صعوبة في تقبلها، خاصة مع ارتفاع أسعار التذاكر الخاصة بها، والتي تمنع الكثيرين من حضورها، وتكوين رأي عنها، ليبقى السؤال الأهم، هل ستفرض تلك الحفلات نفسها على الساحة الفنية العربية خلال الفترة المقبلة؟
و”الهولوجرام” هو تقنية تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد، أي أن لها طول وعرض وارتفاع، باستخدام أشعة الليزر، بحيث تطفو الصور في الهواء كما لو أنها أجساما حقيقية، يشبه الأمر إلى حد ما مشاهدة فيلم ثلاثي الأبعاد ولكن دون الحاجة إلى نظارات خاصة
الهولوجرام تقنيه تعالج الصور فهل يمكنها معالجه الحواس المفقودة .. أظن أنه مهما بلغت تلك التقنية من تقدم لا يمكنها أن تغنى عن حضور الروح الحقيقية والتفاعل الحى مابين الفنان وجمهوره
من الجائز أن تكون حفلات جيدة لنعود إلى زمن الفن الجميل، كما نطلق عليه جميعا ، لكنها لا تغني أبدا عن “حضور المطرب” على المسرح، وتفاعله مع جمهوره
تلك الحفلات هي نتاج طبيعي للتطور التكنولوجي .. لكن في النهاية هل يمكن استحضار روح الفنان بالتكنولوجيا ؟ بالطبع لا”.
أما عن الجمهور فمن الممكن أن يتقبل حفلات الهولوجرام في حالة أنه سيرى مجسما لفنانين راحلين، لأنها ستكون فرصتهم الوحيدة، لعيشوا أجواء حفلاتهم، وتوقعي الشخصي أن من سيذهب إلى “الحفل الهولوجرامي” متوقعا أنه مماثل لحفلات ام كلثوم وحليم القديمة، لن يخرج من الحفل سعيدا، لأنه مجرد “شبه حفل غنائي”.
ولأنه لا يوجد أي شيء يعوض “حضور الفنان” على المسرح، حتى لو كانت صورة ثلاثية الأبعاد وأقرب ما تكون من الواقع”.