” درةُ الحُسن ” .. قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي

في ديارِ العُرْبِ آلاءٌ عديدةْ
كلَّما فاضت لنا عادت جديدةْ
بابتسامِ الزهرِ تَلقَى كُلَّ ساعٍ
يرسمُ الأعيادَ أزمانًا مَديدةْ
ذاكَ غصنٌ سار مِن جِذعٍ عريقٍ
إنْ سألْتَ الكونَ غنَّى للعميدةْ
ذاكَ عقلٌ يَغرسُ البيداءَ علمًا
كي تَرى الأعوامُ أشجارًا عتيدةْ
ظِلُّها يحمي بَلادي مِن سِهامٍ
سارعت في زرعِ أفكارٍ مُبيدةْ
ذاكَ وجهٌ في حصونِ المجدِ يبني
ذاكَ نورٌ واسمهُ حقًّا ( مُفيدةْ )
ترتقي بالعقلِ يومًا بعد يومٍ
صانها بين الورى حُسنُ العقيدةْ
تُنقِذُ الأحلامَ مِن خوفٍ وهَجرٍ
لا تُبالي صوتَ أقلامٍ شريدةْ
لا تُبالي إنْ تَمادى الليلُ طولًا
أو دنَت للفُلْكِ أمواجُ المَكيدةْ
أو تلاشَى العزمُ خوفًا مِن عيونٍ
ساقت الأخطارَ للغيدِ الوليدةْ
واحتمَى الأنصافُ خلفَ الصمتِ حتى
عمَّت الأركانَ أمراضٌ عنيدةْ
حينَها قامت تَصوغُ الحرفَ صرحًا
صامِدًا يقوى على ريحٍ شديدةْ
يُخرِجُ الآمالَ مِن بئرٍ عميقٍ
مثلَ غيثٍ صان أزهارًا وليدةْ
في يَدَيكِ الضادُ نجماتٌ تلاقت
أو عروسٌ بالفساتينِ الفريدةْ
والحديثُ العذبُ يشْدو كُلَّ صبحٍ
بالبراهينِ التي تَمضي أكيدةْ
في المعاني والأماني مَن يُداني
مَن حبا الرحمنُ آياتٍ عديدةْ
تسمعُ الآفاقَ بالبُشرَى تُنادي
لِلعلا أُختي وبِنتي والحفيدةْ
والتلاقي في صروحِ النورِ يدعو
هاهنا عزمٌ وأفكارٌ مُجيدةْ
يا بلادي في دروبِ العِلْمِ سيري
قِمَّةُ الأنوارِ ما عادت بعيدةْ
كيفَ نغدو خَلفَ مَن تاهوا حيارى
حينَ عاشت أمَّتي عصرًا سعيدةْ
حينَ ذاقَ الكونُ مِن فَصلي سطورًا
حينَ قاد الصفَّ ألبابٌ رشيدةْ
حينَ كان العدلُ يحمي كلَّ دارٍ
والخُطى في كلِّ ميدانٍ سديدةْ
سطَّر الأجدادُ للدنيا علومًا
شيَّدوا بالفكر أمجادًا تليدةْ
وانطلقنا في سماءِ النصرِ نعلو
لم نَخَفْ حِلفًا ولا أرضًا وطيدةْ
إنَّ مَن يحميه ربِّي كيفَ يخشى
حِقدَ أبصارٍ وأسماعٍ بَليدةْ
يا يدٌ كالبحرِ جادت لَستُ أدري
كيف أحكي عن سجاياكِ الحميدةْ
في ربوعِ الأرضِ لا يبدو شبيهًا
أنتِ مثل الشمسِ في كوني وحيدةْ
أنتِ لِلأوطانِ تاجُ الفخرِ حقًّا
أنتِ عبر الدهرِ عنوانُ القصيدةْ
تحية للأستاذة الدكتورة / مفيدة إبراهيم علي
( أستاذة الأدب والنقد وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بدمنهور )
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.