عبد الناصر البنا يكتب : موعد مع الرئيس

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
جميل جدا أن تجد الرؤساء وكبار رجال الدولة والمسئولين متواجدين بين الناس وفى الأماكن العامة رغم أعباءهم الوظيفية
ودعونا نتفق فى البداية على أن وجود هؤلاء فى الأماكن العامة هو ليس تقليدا جديدا أو بدعة إبتدعوها ، إنما هى “سنة ” موجودة منذ القدم يقتدى بها ويسير على خطاها من يشاء
ولقد خلدت لنا كتب التاريخ قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ” رضى الله عنه ” الذى كان ” يعس ” ليلا لـ يتفقد أحوال الرعية ، وما روى فى الأثر عن عدله ” لو عثرت بغلة في العراق ، لسألني الله – أو قال : لخفت أن يسألني الله – عنها : لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر ، ولعلنا نتذكر حديث ” بائعة اللبن ” مع إبنتها التى كانت سببا فى زواجها من إبنه عاصم ، ومن نسلها خرج خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز ” رضى الله عنه ” ، الذى ملأ الدنيا عدلا ورحمة .
والحقيقة أنه بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة بفضل التقدم العلمى والتكنولوجى وثورة الإتصالات شاهدنا مقاطع مصورة لمسئولين كبار ، يتسوقون بحرية تامة ، أو فى وسائل مواصلات عامة بدون حراسة ، ولقد شاهدنا على سبيل المثال ” تونى بلير ـ المستشارة أنجيلا ميركل ـ بوريس جونسون .. وغيرهم فى أماكن عامة متحريين من الأعباء الوظيفية .
وفى مقابلة تليفزيونية مع مواطنة من المملكة المغربية ذكرت أن العاهل المغربي ” الملك محمد السادس ” كثيرا ماكان يخرج متخفيا لمتابعة أحوال المواطنين ، وتكرر الشىء نفسه مع الأشقاء من المملكة الأردنية الهاشمية الذين أكدوا أن الملك ” عبدالله الثانى” ملك الأردن كثيرا ماكان يتخفى فى زى متواضع لمراقبة الدوائر الحكومية .
ولعل الشىء الذى لايخفى على أحد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه مقاليد الحكم فى مصر عقب ثورة 30 يونيو ، قد أرسى تقليدا جديدا ، وهو عدم الإعتماد على التقارير الخاصة التى تأتى إليه فيما يخص بسير العمل فى المشروعات القومية ، وأنه رغم الأعباء الكثيرة والمسئوليات الجسام الملقاه على عاتقه إلا أنه لم يترك مناسبة إلا وقام فيها بنفسه بزيارة مواقع العمل والإلتقاء بالمواطنين
وهو إسلوب جديد بل ومحمود فى الإدارة ، وخاصة فى دولة بحجم مصر ، ولذلك أعتقد أنه قد يأتى اليوم الذى تقف فيه بسيارتك فى إشارة مرور وتجد الرئيس فى السياره المجاوره لك يلقى عليك السلام ويسألك عن أحوالك ، وهنا أسأل : كم مرة حدثتك نفسك أنك قابلت الرئيس ؟
فى الواقع  حدثتنى نفسى كثيرا عن مثل هذا اللقاء ، بل وتخيلت حوارات كثيرة معه فى يقظتى وأحيانا فى أحلامى ، والغريب أننى لم أكتفى بلقاء عابر فى الشارع وإنما طلبت منه موعدا أبوح له فيه بكل مايجول بخاطرى وأنا لا أبتغى شيئا ، إلا مصلحة بلدى ورغبة منى أن أراها كما قال ” آد الدنيا ” وأفضل بلد فى الدنيا
فى هذا الموعد المرتقب سوف أحدثه عن أشياء كثيرة وأقول له : أنا مش قلقان ولاعمرى قلقت على موضوع “سد النهضه ” لأنى عارف كويس العقلية التى تدير البلد وعارف كويس إن معاك رجالة ووراك أيضا رجالة ، وإحنا على قلب رجل واحد وجاهزين لأى قرار
 عاوز أقوله كلام نابع من القلب ومنزه عن أى أغراض وبنية خالصة لوجه الله . وأحكى له عن هموم ماسبيرو وأوجاعه
وأقول له : ماسبيرو ياسيادة الرئيس ، يمرض ، ولكنه أبدا لايموت أو يكتب له الفناء ، وأى محاولة للنيل من ماسبيرو هى محاولة للنيل من أمن مصر وإستقرارها لأن ماسبيرو هو أمن مصر القومى وهو ذاكرة الأمة ولسان الشعب المصرى المعبر عن آمالة وتطلعاته وآلامه ، ويكفى زيارة واحدة منك كفيلة بحل مشاكله ، لأنه يعز علينا أن يترك فى إنتظار رصاصة الرحمة
سوف أتحدث مع الرئيس عن هموم أهلى فى الصعيد ، الصعيد بأوجاعه وآلامه ، وأنا لا انكر ماتبذله الدولة من جهد لتنمية الصعيد وبرامج الجماية التى تقدمها للفئات الأكثر فقرا ، من ” تكافل وكرامه ــ وحياه كريمه ومبادرات ــ وتنميه الريف ــ والقرى الأكثر فقرا ــ والعماله اليوميه التى تضررت من جائحة كورونا .. إلخ
وأقول له : الصعيد يا سيادة الرئيس فى حاجة إلى ” تنمية حقيقية ” و ” نهضة ” تعيد أبناءه إلى بلادهم ، وإلى مشروعات ومصانع تستوعب الأيدى العامله المتعطلة ، وإلى تفعيل الهيئة العليا لتنمية جنوب صعيد مصر حتى لاتصبح حبرا على ورق .
عاوز أطلب من الرئيس  يعطى الفرصة لـ ” أهل الخبرة ” فكثيرا ما أخفق أهل الثقة وخاب ظننا فيهم ، وأأمل أن يكون لدينا ” قاعدة بيانات ” بما لدينا من كفاءات وخبرات لأن الكثير منهم يتوارى ويتواضع تواضع العلماء .
وعاوز أقول للرئيس مابقاش عندنا ” أحزاب ” ولايصح أن يصبح مستقبل وطن بديلا عن الحزب الوطنى وأن يكون المتسيد الساحة رغم أنه فى حاجة إلى إعادة نظر بعد الكثير من مواقفه المخجلة . عاوزين ياريس معارضة حقيقة تدعم أركان الدولة .
أنا ح أراهن على سعة صدر الرئيس وأقول له : الحياة بقت صعبة يافندم والناس بقت تشتكى مر الشكوى من نار الفواتير إللى أصبحت تكوى المصريين فواتير ” غاز ومياة وكهرباء وتليفونات .. إلخ مبالغ فى أسعارها وتحتاج إلى إعادة نظر . والحقيقة مش بس أسعار الفواتير إللى بقت نار ، وإنما أسعار الخدمات برضه بقت لاتطاق .
مش عاوز أرهق سيادتك أكتر من كده وإن كان لى شرف اللقاء تانى نتكلم عن ” السكة الحديد وهمومها والجامعات الخاصة وأسعارها والعلاج فى المستشفيات الخاصة وفساد المحليات وكورونا وحاجات تانيه كتيرة نفسى أقولها ” لكن كفايه كده ، وأشكرك على سعة صدرك ، وإتاحة الفرصة
وأنا حقيقى سعدت بهذا اللقاء ، وربنا دايما يجعله عامر وتتكرر الدعوة .. كل عام وانت وأسرتك ومصر الحبيبة بخير .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.