منال قاسم تكتب : مدفع رمضان .. صدفة صارت عرفا !

منال قاسم
مدفع الإفطار …. اضرب” جملة نسمعها مع حلول آذان صلاة المغرب في كل يوم من أيام شهر رمضان الكريم ليكون إيذاناً بانتهاء فترة الصوم لهذا اليوم ويبدأ المسلمون برفع أيديهم بالدعاء مع تناول تمور الإفطار سنة عن النبي  صلى الله علية وسلم
 ولكن يتسأل الكثيرون عن تاريخ مدفع الإفطار ومتى بدأ استخدامه ولماذا نستخدمه حتى الآن رغم كثرة وتنوع وسائل الإعلان عن مواعيد الإفطار والسحور.
 يشير التاريخ إلى أن المسلمين – في شهر رمضان – كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم ، وعندما بدأ استخدام الأذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بأدائه.
وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ – ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام – أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود واستخدم كأسلوب لأخبار العامة عن هذا الموعد وصار  تقليدا متبعا في بعض الدول
 كانت القاهرة أول مدينة تستخدم  المدافع في رمضان .. وفي هذا الإطار تتعدد الحكايات والقصص حول بداية استخدامه في هذا الشأن وإن كانت كافة القصص تتفق على أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان.
فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي”  خشقدم ” أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه استعدادا لضمة إلى الأسلحة المقاتلة للجيش ، وقد صادف إطلاق المدفع وقت اذان  المغرب
 فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار
وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة ، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان ، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار وصاروا يتحدثون بذلك
وقد علمت فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث ، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية.
وبدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولا (القدس ودمشق ) ثم بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907،
ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونيسيا سنة 1944.
وفى مصر ارتبط اسم المدفع بأسم الأميرة أو الحاجة فاطمة وهى ابنة الخديوي اسماعيل كانت تعشق الخير والعلم وهى صاحبة الأرض التى بنيت عليها جامعة القاهرة كما تبرعت بمجوهراتها أيضا لتكاليف البناء ولذلك ارتبط اسم المدفع بأسم الأميرة
وكم بكى يا مصر من حكايات كل بقعة لها بهاء وخاصة مع رمضان صانع السعادة .. ترى الحب فى كل مشهد فى التقرب إلى الله هو مايجمع الناس التشبث برمضان  وطقوسة لتجديد الطاقة وربط مواثيق الحب من جديد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.