ندوة حوارية  بالألمانية بالقاهرة مع هاني النقراشي خبير الطاقة العالمي بألمانيا

كتبت جيهان عبد الرحمن
أكد الدكتور هاني النقراشي ، عضو المجلس الأستشاري العلمي لرئيس الجمهورية وخبير الطاقة العالمي ، أن مصر تتمتع بقدر وافر مـن مصـادر الطاقـة المتجـددة ، كالطاقـة الكهرومائيـة وطاقـة الريـاح والطاقـة الشمسـية
وأشار إلى ان استغلال هذه المصادر المتنوعة تأتى على رأس أولويات الدولة بإعتبارها إحدى الخيارات الإستراتيجية الأمنة والمستدامة والاقتصادية والصديقة للبيئة التي تلبي احتياجاتها الحالية والمستقبلية ليس من الطاقة فحسب وانما لضمان تحقيق نمـو اقتصـادي مسـتدام
وتوفيـر فـرص عمـل جديـدة ، و المساهمة في تحقيق الأهداف التنموية المنشودة ، لذا فقد أقرت الحكومة المصريـة الفـرص المجزيـة التـي توفرهـا هـذه المـوارد فـي اسـتراتيجية الطاقـة المتكاملـة والمسـتدامة حتـى عــام 2035.

جاء ذلك في الندوة الحوارية  المعنونة ب”مستقبل الطاقة الشمسية في مصر” التى عقدت مساء الاثنين ، الموافق 29 مارس 2021  ، بمقر الجامعة الالمانية بالقاهرة عبر تقنية الفيديو كونفراس ، وأدارها كل من:

 أ.د/ أيمن البدوى وكيل كلية هندسة وعلوم المواد للشئون الأكاديمية وأ.د/ محمد سلامة الأستاذ بالكلية، وتابعها لفيف من الشخصيات العلمية تجمع العمداء والأساتذة وطلاب الجامعة
و أوضح النقراشي أن مصر حباها الله بطبيعة متميزة فبها شمس ساطعة تمكنها خلال أقل من 15 ثانية– أن تعطي للأرض مقدارًا من الطاقة توازى مقدار الطاقة التي يستخدمها البشر في يوم واحد ، حيث تصل معظم هذه الطاقة إلى الأرض في صورة ضوء وحرارة وهو ما يمكننا من تحويلها  إلى الطاقة الحرارية اللازمة لإنتاج الكهرباء،
وذلك بإستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة   CSP )  )  التى تعتمد على استخدام مجموعة من المرايا توضع بتنظيم معين وبزاوية ميل معينة بحيث تضمن انعكاس الأشعة الشمسية على بؤرة محددة تستقبل هذه الأشعة وتحولها إلى طاقة حرارية يتم استخدامها في توليد الكهرباء عن طريق مجموعة من المحولات وبذلك يمكن إنتاج الكهرباء على مدار 24 ساعة ،
لافتاً أنه يمكن إقامة المحطات الشمسية التي تستخدم هذه التكنولوجيا في صعيد مصر والمناطق النائية لتوليد الكهرباء لمجموعة مدن متقاربة وعدم تحميل الشبكة الرئيسية بجهد كهربائي عالي، كما يمكن استخدامها في إقامة محطات على السواحل المنتشرة بمصر لتحلية مياه البحر .

وتابع  النقراشى حواره الذى بثه من مدينة هامبورج بالمانيا ، خلال الندوة التى نسق فاعليات أعمالها السفيرة نهاد زكرى مسئول تخطيط السياسات الدولية بالجامعة  ،  بأن  المحطات الشمسية ذات التخزين الحرارى من شأنها أن تحل محل المحطات التقليدية لتوليد الكهرباء،

نظراً لكونها أسرع فى بنائها وإدخالها الخدمة بجانب قدرتها على مدنا بالكهرباء ليلا ونهارا،  وبتكلفة أقل و لا ينتج عنها أي نفايات أثناء التشغيل أو عند التخلص منها ، و انشائها بالقرب من التجمعات السكنية و اماكن الطلب عليها يوفر فاقد نقل الكهرباء لمسافات طويلة ، بجانب أن مكوناتها تصنع محلياً فتفتح مجالاً كبيراً للعمل وإنشاء صناعات مكملة ما يساهم في زيادة حركة الإنتاج والتصنيع.

وقد دلل النقراشي على ذلك بمثال لأستخدام دولة اسبانيا لتلك التكنولوجيا ، موضحاً أنها رائدة في هذا المجال ، إذ لديها محطة ” جيما سولار” المقامة بالقرب من مدينة اشبيلية بجنوب أسبانيا والمعروفة “بالجوهرة الشمسية” والتي تم افتتاحها عام 2011 لتوليد الطاقة الكهربائية و تعد المحطة الشمسية الأولى في العالم ذات القدرة على توليد الطاقة الكهربائية أثناء ساعات الليل، حيث يتم تخزين الطاقة لمدة 15 ساعة.

تجدر الإشارة إلى ان تنظيم مثل هذه الندوات يأتي في إطار حرص الجامعة الألمانية بالقاهرة على فتح قنوات تواصل فعال و مباشر داخلية وعالمية بين طلابها وباحثيها وكبار العلماء و المتخصصيين في مجالات عدة لإستيقاء الخبرة العملية و الأكاديمية التى لديهم  ونقلها لهم بما يصقل  مهاراتهم  العلمية ويثرى طاقتهم الإبداعية إضافة إلى إطلاعهم على احدث التقنيات للتنمية المستدامة الشاملة العالمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.