عبد الناصر البنا يكتب : السياحة المصرية .. الواقع والمأمول

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
دعونا نتفق فى البداية على أن قطاع السياحة يعد أحد الأعمدة الأساسية للإقتصاد المصرى ، وهو يشكل مصدرا أساسيا للدخل القومى من العملات الأجنبية . وخاصه إذا علمنا أن إيرادات قطاع السياحة تمثل حوالى 20% من الناتج الإجمالي المحلي لمصر . ووفقا للتقارير الصادرة من البنك المركزى المصرى أن قطاع السياحة المصرية حقق أعلى إيرادات فى تاريخه تعدت الـ 13 مليار دولار خلال عام 2019 بزياده مقدارها 12.5% عن العام الذى سبقه ،
وتشير التقديرات إلى أن عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2019 بلغ 13.1 مليون سائح بزيادة قدرها 1.8 مليون سائح عن ماسبقه وتطمح مصر أن يصل عدد السائحين إلى 15 مليون سائح .
والحقيقه .. أن مصر تعد مقصدا سياحيا يتميز بوجود العديد من الأنماط السياحيه المختلفه ، فقد حباها الله بالطبيعه الساحره والموقع الجغرافى الفريد وماتزخر به من تنوع فى المنتج السياحى مابين موقع يمثل حلقه الوصل بين قارات العالم ، ومناخ معتدل صيفا وشتاءا ، وقرى ومنتجعات سياحية تمتد من الشمال إلى الجنوب ، إلى جانب البحار التى تطل عليها والتى تحوى العديد من الشعاب المرجانية ومراكز للغوص واليخوت والرياضات البحرية والسياحه العلاجيه والترفيهية وسياحة المؤتمرات والسياحه البيئيه والصحراويه ورياضه السفارى والراليات وغيرها
وتحوى مصر كنوزا من التراث الحضارى والإنسانى بما تضمه من آثار ( فرعونيه ويونانيه ورومانيه وقبطيه وإسلاميه ) جعلت منها قبلة للسياحة العالميه بل ومن المقاصد السياحية التى يوصى بزيارتها ،
وفى الواقع كانت مصر ومازالت تحتفظ بمكانتها كواحدة من أهم وأفضل المقاصد السياحية فى العالم ، فى تقرير مصور نشره مؤخرا موقع Travel CNN إستعرض خلاله قائمه بالمقاصد السياحية التى رشحها للزائرين لزيارتها فى عام 2021 وبلغ عددها 21 مقصدا سياحيا على مستوى العالم جاءت مصر فى المرتبه الخامسه ، وهذا يؤكد على الثقه والتميز الذى يحظى به المقصد المصرى .
وتعد مصر أيضا متحفا مفتوحا يحوى العديد من طرز العمارة الإسلامية ، والقاهره مدينة الألف مئذنه ومساجدها شاهده على تطور فنون االإسلامية إلى جانب التكايا والأسبلة والبيوت الأثرية بفنونها وزخارفها التى حوت مختلف طرز العمارة الإسلامية . هذا فضلا عن آثارها القبطية التى جعلت البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يوجه دعوة لـ اكثر من 2 مليار مسيحى فى العالم لزياره مسار رحلة العائله المقدسة فى مصر .
ولقد تأثر قطاع السياحة المصرية تأثرا كبيرا بالأحداث التى مرت بها مصر فى الــ 25 يناير 2011 وماتلاها من أحداث ، إضافه إلى الدعوات التى تبنتها “بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وعدد من الدول الأوربيه” لمقاطعة السياحة فى مصر ، وهى دعوات مفتعله مثل ” حادث الطائرة الروسيه ” وغيرها ، من أجل الضغط على مصر ،
وكان لتلك الدعوات تأثير سلبى كبير على قطاع السياحه ، وبعد أن تعافى هذا القطاع وإسترد عافيته وحقق أعلى معدلات له ، جاءت جائحه كورونا لتؤثر تأثيرا سلبيا عليه بل وتشكل إنتكاسه جديده له ، وخاصه بعد أن فرضت أغلب دول العالم قيودا صارمه على حركه السفر والطيران والملاحه.. إلخ

لقد مرت السياحة المصرية بتحديات كثيره كان لها تأثير مباشر على العاملين فى هذا القطاع وخاصة إذا عرفنا أن هناك مايقرب من الـ ثلاثة ملايين يعملون فى قطاع السياحة بصورة مباشرة ، وثلاثة ملايين آخرين يعملون بشكل غير مباشر عبر الصناعات التى تخدم القطاع وتوقفت أنشطه العديد منهم سواء كانوا أصحاب شركات سياحة أو قرى سياحية أو فنادق أوبازارات أو أصحاب محلات أو مرشدين سياحيين أو من الذين يعملون فى الصناعات التى تخدم القطاع .. إلخ ولم يعد لهم مورد رزق !!

والحقيقه .. أن الدوله لم تقف مكتوفة الأيدى بل حاولت الوقوف إلى جانب هؤلاء لوقف نزيف الخسائر التى يتعرضون لها ، وإتخذت العديد من الإجراءات لتمد يد العون والمساعد لهم ، إلا أنها غير كافيه .
ولكن المثل يقول : أن تأتى متأخرا خيرا من أن لاتأتى . كما أن الدوله تعمل على قدم وساق من أجل إفتتاح أكبر مشروع ثقافى وحضارى فى العالم وهو المتحف المصرى الكبير ” هديه مصر للإنسانيه ” ، حيث يضم المتحف بين جنباته 100 ألف قطعه أثريه تمثل مختلف عصور الحضاره الفرعونيه إلى جانب أكثر من خمسه آلاف قطعه للفرعون الذهبى توت عنخ آمون تعرض لأول مره منذ إكتشاها عام 1922 فى مقبرته بوادى الملوك على يد الأثرى البريطانى ” هيوارد كارد ” ، وللسياح الراغبين فى الإطلاع على الحضاره المصريه هناك أيضا متحفا للحضاره المصريه . إلى جانب شبكه الطرق الحديثه والبنيه التحتيه التى جعلت مصر فى مصاف الدول المتقدمة .
وتحاول الدولة من خلال الفعاليات المختلفه ” رياضيه ـ ثقافيه ـ فنيه ” أن تعطى قبلة الحياة إلى هذا القطاع للوقوف إلى جانب المتضريين إلا أنها ليست بالقدر الكافى لإستمرار توقف تدفق السياح ، ولذلك يجب أن تكون لمصر خطه واضحه من خلال بورصات السياحه العالميه ومكاتب مصر فى الخارج ” وإن كان قد تم تقليض عددها ” .
إلا أن الأمل معقود على الموجود منها وعلى السفارات والقنصليات ومكاتب التمثيل الدبلوماسى فى الخارج أن يكون لها دور إلى جانب دور وزاره السياجه وهيئه تنشيط السياحه فى القيام بحملات وتبنى خطط سياحيه متكامله تتناسب مع المنتج السياحى المصرى ولايكون الهدف منها خدمه شركات بعينها تعمل فى قطاع السايحه ،
وان يتم التركيز على نوعيه السائح الذى يجب أن يزور مصر لأن العبره ليست بالكم وإنما بالنوع .ولايزال الأمل معقودا أن يتم إعاده النظر فى دمج وزارتى السياحه والآثار فى حقيبه وزاريه واحده لأن ذلك قد يؤثر بالسلب على إحدى الوزارتين والمثل يقول : صاحب بالين كداب فالسياحه المصريه فى صورتها الراهنه وإستشرافها للمستقبل لابد وأن يكون لها وزاره مستقله تتبنى قضاياها .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.