هاني سالم يكتب : المرأة جوهر الحرية والكرامة

يأتي يوم الثامن من مارس اليوم ويصادف اليوم العالمي للمرأه، والذي يجسد منبراً حراً لدعم ومساندة قضايا السيدات والتي تشكل في مجملها أعباء مثقله بالهموم والمسئوليات والواجبات، التي تحتاج لوقفه حقيقيه ومحاولات لفهمها والتدخل لعلاجها، فهي تحمل في مضامينها تهديدات ومخاطر قد تمس بالمجتمع وتوازنه واستقراره، فلا أحد يستطيع أن ينكر المرأه بما تشكل من حضور ومكانه إجتماعيه، ومركز للتأثير في كل مناحي الحياه، وبما تحمل من أدوار ومهام وقوه وتأثير، وإن أخفتها العقليه الذكريه وبعض الموروثات والعادات والتقاليد الباليه، التي ما زالت تنظر بدونيه وتقزيم للسيدات، برغم ما حققته من إنجازات ومساهمات عمليه وعلميه وإجتماعيه، وهنا لابد أن نقف بمسؤوليه أمامها، فالمرأه ذلك الكائن العجب والمذهل بعطائها وتضحياتها وإخلاصها لمن حولها، فهي كالشمعه التي تحترق من أجل الآخرين، وبطيب الخاطر، فمواقفها بطوليه بمساندة الرجل في المحن ومواجهة التحديات، فاجتهدت لتحولها لفرص تصنع منها سبل جديده قابله للحياه بتفاؤل وأمل، فهذه المرأه تستحق منا كل التقدير وأن ترفع لها القبعه وننحني إحتراماً وإجلالاً لها، وليس بالقول فقط وإنما بالعمل، فلو نظرنا للأدوار الفعليه للسيدات لوجدناها الأساس في بنية المجتمع وتنشئة الأسرة، بالإضافه لأدوارها الإقتصادية والإجتماعية والتنموية، فلا حريه ولا كرامه بدون المرأه، وكيف يمكن أن نتحدث عنهما بدون المرأة، فهي من تربي الأجيال وتساند الرجل في كل مراحل الحياه، قد نخدع أنفسنا أن أنكرناها وتركناها لمصيرها ولأعبائها بدون تدخل أو مساندة، فلحظة صدق نحوها تحمي المجتمع وتحفظ توازنة واستقراره، وأكاد أجزم أن معظم المشاكل المتعلقه بالسيدات سببها الرئيسي سلوك الرجل، أو ثقافة المجتمع المختلفه، والذكورية المستبدة التي تتجاهل حاجتها ووجودها والتنكر لحقوقها، والذي ساهم بمزيد من الأعباء والضغوط عليها، وبالتالي انعكس عليها واثقل عليها القيام بمسؤوليتها ووظيفتها، النساء هن جوهر الكرامه والحريه، وعلي كل إنسان عاقل أن يتقي شر سوء التصرف والتجاهل للحقوق، من خلال دعم المرأة ونصرتها، وإنصافها بالتعاون والمشاركة، فالمرأة عمود الخيمة، ومركز النضال والبناء للمجتمع، وهي محور عملية التنشئة الاجتماعية، فإن صلحت أنتجت أبناء صالحين، وجيل قادر على حمل الأمانة ومؤمن بالحرية والعدالة والكرامة، وبأنها الأساس في تكوين الهوية والثقافه الوطنية، هكذا تبني الأمم والشعوب، وقد أثبتت التجارب أن المجتمعات التي تحترم النساء وتحافظ على كرامتهن، مجتمعات متقدمه ومتحرره، وحققت الكثير من النجاحات والتقدم في كل مناحي الحياه، وصنعت أمجادها بإرادة وتعاون كل فرد في المجتمع بدون تمييز علي أساس النوع الإجتماعي والجنس.
إلي كل السيدات في العالم، والماجدات والعظيمات في مصر والوطن العربي، والأمهات والأخوات والزميلات، ولكل المسميات التي تحملها النساء، كل عام وأنتن بألف خير والوطن بخير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.