عبد الناصر البنا يكتب : كورونا بين ” المحنة ” و ” المنحة “

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
كورونا .. أو ” كوفيد 19 ” فيروس مستجد إحتاح العالم وحير العلم والعلماء وأصبح حديث الصباح والمساء ولا تخلو اليوم وسيلة إعلاميه من خبر عن فيروس كورونا ،
وكورونا هو بلاشك ” محنة ” شكلت تهديدا قويا للحياة البشرية وللاقتصاد العالمي نتيجة لخطورة المرض وسرعة إنتشاره ، ويمكن أن يكون إختبارا ربانيا لكى نعود إلى الله ، لقول الله تعالى : وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ..
وهو إختبار كبير ويمكنك أن تقول أنه تحد لقدرات البشر فكورونا لم يفرق بين كبير أو صغير غنى أو فقير زاهد أو عربيد الكل سواسيه أمامه . ورغم ذلك يمكننا أن نقول أنه سوف ينتهي عاجلاً أو آجلاً إن شاء الله .
كورونا ” محنة ” غيرت نمط الحياة فى العالم وفرضت عزله غير مسبوقة على شعوب العالم لم تفرضها الحروب ووضعت قيودًا على حركه السفر والأنشطة والخدمات ، وغير ذلك من الأمور الحياتية إلا أن  “الـمحنة ” حملت فى طياتها ” منحه ” .
هو ” منحة ” إلهية لمن يتدبر .. جاءت لكى تعيد ترتيب أولويات أهل الأرض ولكى تحد من الحروب والصراعات ومن التلوث المناخي الذى هدد الحياة على سطح الأرض ،
وهو ” منحه ” قد تعيد ترتيب أولويات العالم ، وقد تغير خريطة العالم الصناعية لتخلق فرصًا أمام دول أخرى ،
منحه غيرت من سلوك المجتمع وثقافته حيث الترابط الأسري والإنضباط والإلتزام بالتعليمات والحرص على النظافة الشخصية.
كورونا ” منحة ” فى ” محنة ” لأنها أجبرت العالم على ” التحول الرقمي الكبير ” وعلى التعامل عن بعد سواء في التعليم أو التجارة الإلكترونية أو الخدمات العامة ، وعلى التسابق فى المجال البحثى والعلمى للوصول إلى الحد الأدنى من سبل التأقلم مع الوضع الحالى لكى تستمر الحياة .
كورونا ” منحة ” إزدهرت فيها صناعه الكمامات ، وبعد كانت حكرا على الأطباء وعلى أفراد الطواقم الطبية وبعض المرضى ضعيفى المناعة  جاء اليوم الذى أصبحت فيه ” فرضا ” على كل الناس وبقوه القانون .
“منحة ” جعلت لعيون النساء بريقا وتألقا يمكن أن يبوح بالكثير من الأسرار التى لايمكن لملامح الوجه العادية أن تبوح بها وهو مايسمى ” لغة العيون ” .. ففى زمن الكورونا لمعت العيون خلف الكمامات بألوانها المتعدده . وفى زمن الـ ” كورونا ” ظهرت الكمامة العنكبوت ، وسوبر مان ، ورسومات تانيه كتير .
وفى زمن كورونا أصبحت الكمامات تساير أحدث خطوط الموضة بل وتتنافس بيوت الأزياء العالمية على تصميم الكمامات التى تناسب ” نجوم العالم ” وظهر منها الـ ” سينييه ” .. وغيره ، وأعتقد أنه ليس بغريب على بيوت الأزياء التى تقوم بتصميم الملابس النسائيه ” لانجيرى ” وفساتين الأفراح والسواريه وغيرها أن تقوم بتصميم كمامات ستان ودانتيل وإن شئت قل كمامات تخدش الحياء ونعيش اليوم الذى نرى لها إعلانات مثل “بوكسر إبن الجيران ” .
وليس بعيدا أن تتحول الكمامات فى زمن الكورونا إلى حرب أممية بعد أن قرأنا الإتهامات المتبادلة بين دول أوربا وسمعنا عن قرصنة الكمامات حول العالم ويتحول الموضوع إلى حرب أرباح وخسائر وتتصارع الدول ويتدخل ” مجلس الامن ” ويفرض نظام عالمى جديد وتوزيع عادل للكمامات ؟
إن ” محنة ” كورونا فى حقيقتها ” منح ” كثيره لاتعد ولاتحصى لعل أبرزها هو العودة إلى طريق الله لأنها تؤكد لنا أن الله سبحانه وتعالى قد وضعنا في ” محنة ” قوية للإختبار ثم يحولها الرحمن إلى ” منحة ” يفوز بها كل من صبر وإحتسب هذا الوباء عند الله . وكل من إستغلها ليغير من نفسه للأفضل حتى يعود إلى طريق الخير .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.