تحدثنا فى مقالين سابقين عن بداية احداث الثلاثاء 25 يناير من مظاهرات سلمية فى اغلب المحافظات يقودها شباب وطنى يرفع شعار ( عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية ) .. ولم يعكر صفو هذا اليوم الا سقوط اول شهيد بميدان الأربعين بالسويس ..
وسارت الأحداث بنفس السلمية ثلاثة ايام متتالية .. حتى جاء يوم 28 يناير أو ماأسموه ( جمعة الغضب ) واليوم التالى له ..
هنا دعونا نتوقف لنستعرض ماجرى من مؤامرة واضحة لكل ذى عينين ومن كان وراءها بالضبط .. هذان اليومان كانا ( بداية ) لم تخطر على بال و( نهاية ) لعهد استمر ثلاثة عقود .
28 يناير كان بالفعل يوماً فاصلاً فى تاريخ مصر حيث بدأت المؤامرة تنزع القناع من فوق وجه المتآمرين ليعلنوا عن انفسهم بفجور .. لذا دعونا نركز على 7 مشاهد كارثية توضح الصورة :
× الأول .. وصول شخصيات مصرية مقيمة فى الخارج الى القاهرة فى توقيت متزامن وعلى رأسهم محمد البرادعى وعمرو حمزاوى ومحمد ابو الفتوح وغيرهم مما يثير اسئلة منطقية : مامغزى رجوعهم المفاجىء وتوقيته وعلاقتهم جميعاً بكل مايجرى .. هل كانوا على تواصل مع بعضهم أم مع ( جهة ما ) تربطهم ببعض وتنسق بينهم .. هل نزولهم المتزامن جاء بتعليمات من هذه الجهة المجهولة ( المعلومة ) ام ماذا وكلنا شاهدنا البرادعى وهو يصلى بمسجد فى الجيزة ويلتقى بالمتظاهرين هناك ..؟؟!!!
× الثانى .. اندساس الاخوان والجماعات المتأسلمة على اختلاف مسمياتها فى الاحتجاجات الجماهيرية لأول مرة وكان واضحاً انهم يوجهون الدفة نحو مواجهة دموية مع الشرطة لاسقاطها تنفيذاً لبنود ( وثيقة اوباما ) مما دعا الشرطة الى الانسحاب ونزول الجيش .
× الثالث .. خلال الفترة بين انسحاب الشرطة ونزول الجيش اندلعت الحرائق فى كل مكان .. تم حصار 99 قسم شرطة واشعال النيران فيها .. ونفس الشىء تم تنفيذه فى مبنى الحزب الوطنى ومبنى النيابات بالاسعاف وكذلك فى المولات الشهيرة المختلفة ونهبها .. كان يوم حرق مصر .. وهو ماينفى ان مايجرى انتفاضة شعبية .. لا ياسادة .. كان مؤامرة وفوضى .. انها اخطر 7 ساعات ( بين انسحاب الشرطة 5 مساء حتى الدقيقة الأولى من صباح 29 يناير ) .
× الرابع .. تم رصد اتصالات بين اخوان مصر وقيادات التنظيم الدولى والمخابرات التركية والايرانية للحصول على الضوء الأخضر للتحرك وتنفيذ المخطط المتفق عليه عام 2005 وينص على استغلال أى تحرك شعبى لنشر الفوضى ومن ثم وجدوها فرصة وبدأوا التنفيذ لتعويض فشلهم عام 2008 فى المحلة الكبرى .
× الخامس .. التنفيذ بدأ على 3 مراحل : الأولى : بأن دخلت كتائب القسام وحزب الله سيناء عبر الأنفاق وكانت مهمتهم تحرير سجنائهم بالسجون المصرية فضربوا نقاط الأمن ثم اتجهوا لتدمير المنشآت الأمنية الكبرى لاخراج الداخلية تماماً من المشهد ولضمان ذلك قطعوا الطريق بين القاهرة والمحافظات بتدمير مركبات الشرطة ، الثانية : حاولوا اقتحام مبنى التليفزيون بعد حرق الأقسام لكنهم فشلوا وانشغل الجميع بتأمين المنشآت الحيوية ، الثالثة : بدأها المتآمرون فور وصول العناصر الأجنبية مستغلة الفراغ الأمنى حيث وصلوا الى السجون المستهدفة وبالفعل نجحوا فى اقتحامها وتهريب عناصر الاخوان وحزب الله وحماس ومعهم 32 الف سجين جنائى لاحداث فوضى عارمة فى البلاد .. وكلنا شاهدنا وسمعنا محمد مرسى بملابس السجن ( لايف ) على قناة الجزيرة وهو يروى كيف هرب هو ومن معه وبالاسم من سجن وادى النطرون .
× السادس .. فى اليوم التالى 29 يناير القى الرئيس الأسبق الراحل حسنى مبارك اول خطاب له وعد فيه بحل المشاكل الاقتصادية وقبول استقالة حكومة احمد نظيف .. كما وعد بتشكيل حكومة اخرى واتاحة المزيد من الحريات .. الا ان المتظاهرين بتشجيع من الاخوان رفضوا الوعود .
× السابع .. فى ذات اليوم .. تم قبول استقالة احمد عز عضو امانة السياسات بالحزب الوطنى امين التنظيم .. وتعيين عمر سليمان مدير المخابرات نائباً للرئيس .. وتكليف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة .
كان واضحاً أن لا شىء يرضى المتظاهرين ومحرضيهم الاخوان الذين صعدوا من فوضاهم المكشوفة .. ومن ثم اصبحت الساحة مهيأة لتصعيد هو الأخطر على امن واستقرار البلاد أمنياً واقتصادياً ويكفى القول ان الحياة توقفت وبلغت خسائر البورصة المصرية 72 مليار جنيه .
المقال القادم ( الخطاب المبكى .. والمؤامرة الكبرى المسماه موقعة الجمل ) .