اليوم تمر 10 سنوات على اندلاع احداث 25 يناير 2011 أو ( الربيع العبرى ) .. تلك الأحداث التى استهدفت وفق ( وثيقة اوباما ) السيطرة على الوطن العربى وتفتيته الى دويلات وتسليمها الى الأترك ( العثمانيين الجدد ) والايرانيين ( الملالى الفرس ) .
ان كل مصيبة أو كارثة أو جريمة وقعت قبل هذا التاريخ فى ( تونس وليبيا ) أو اثناءه ( مصر ) أو بعده ( سوريا واليمن ) انما هى نتيجة طبيعية لبنود الوثيقة الكارثية التى وقعها باراك اوباما فى اغسطس 2010 ليبدأ بعدها ماسُمى افكاً وزوراً ( الربيع العربى ) والذى هو ( عبرى ) شحماً ولحماً وعظاماً .
الوثيقة التآمرية كان قد اعدها كل من ( برنارد لويس ) المستشرق البريطانى الأصل الأمريكى الجنسية الصهيونى حتى النخاع والمتخصص فى التاريخ الاسلامى ، والأمريكى ( صمويل فيليبس هنتنجتون ) الفيلسوف والبروفيسور بجامعتى هارفارد وكولومبيا .. وقد استند اوباما فيها الى استخدام ثورات امريكا الجنوبية للقيام بتغيير الأنظمة فى بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط وتسليم السلطة فيها الى تنظيم الاخوان واحزابه السياسية ومن ثم حزب العدالة والتنمية التركى بحيث تهيمن ( تركيا ) على دول شمال افريقيا والسودان لتدارهذه الدول من انقرة واسطنبول .. كما تسيطر ايران الفارسية على شمال الجزيرة العربية ( العراق وسوريا ولبنان ) بحجة خلق توازن عقائدى قوى وبعد هذا يصبح من السهل على امريكا التعامل مع ( تركيا وايران ) فقط .
×هذه هى مؤامرة اوباما و( دلدولته ) هيلارى كلينتون والادارة الأمريكية وقتها قاطبة لتغيير الأنظمة ومنحها هدية على طبق من ذهب للاخوان والجهاديين .. لكن مادخل هيلارى فى ذلك ؟؟..هيلارى خططت لضرب عصفورين بحجر واحد : استخدام الوثيقة فى مساعدة اوباما لكى ينجح فى انتخابات 2012
وهذا حدث فعلاً ، ومساعدة نفسها بعده فى الترشح والفوز عام 2016 حيث خاب مسعاها وجاء ترامب ليقلب الترابيزة عليهم جميعاً .
امريكا وفق الوثيقة دعمت ودربت ونقلت الأسلحة والأموال الى الجهاديين فى ليبيا والتى تحولت الى دولة فاشلة تعمها الفوضى والخراب حيث هاجم الجهاديون الأمريكيين انفسهم وضربوا سفارتهم وقتلوا السفير .. كما وضع داعش هو الآخر اقدامه هناك .
بنود الوثيقة تحقق منها نهاية 2010 واوائل 2011 اسقاط انظمة تونس وليبيا ومصر وتولى تنظيم الاخوان الارهابى السلطة فيها .. ولكن بعد عام واحد فقط تم سحب السجادة من تحت اقدام الاخوان بالدول الثلاث فى صفعة مدوية لادارة اوباما واتباعها .. كما سيطر ( الحوثيون ) الشيعة على مفاصل اليمن ، اما سوريا فمازالت مشتعلة وممزقة بين عدة قوى من شيعة ايرانيين واتراك عثمانيين جدد وامريكان وروس .. كما كان للدواعش نصيب فيها لكنهم طُردوا منها .
اللافت للنظر ان اوباما بعد ( النونوة ) وتنحى الرئيس مبارك خرج ليقول : ( هناك اوقات تاريخية نعيشها الآن .. لقد تكلم المصريون وتنازل الرئيس مبارك عن الحكم للباحثين عن التغيير .. ومصر لن تكون كما كانت .. هذه هى فقط البداية ) ..!!!
كذب اوباما فى جزء من تصريحه وصدق فى جزء آخر : الكذب كان فى ان المصريين لم يتكلموا ولكن غُرر ببعض شبابهم النقى وركب الاخوان انتفاضتهم التى بدأت فى 25 يناير تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لتقع احداث كارثية متلاحقة سنوردها فى المقالات القادمة تباعاً ، وكذب ايضاً لأن تنازل مبارك لم يكن خضوعاً للادارة الأمريكية المتآمرة ولكن لحماية مصر وحدودها ومؤسساتها وتاريخها انطلاقاً من خلفيته العسكرية ولم يصل هذا التنازل الى الباحثين عن التغيير بل للباحثين عن تفكيك مصر وباقى دول الوطن العربى كله لتتشكل من هذه الجزيئات التى حلموا بها مااسمته الوثيقة ( الشرق الأوسط الكبير ) .. وكله لصالح اسرائيل .. الا ان اوباما صدق عندما قال ( ان مصر لن تكون كما كانت .. وان هذه هى نقطة البداية ) .. نعم .. لم ولن تعود مصر كما كانت بل افضل بثورة 30 يونيه 2013 .. والآن .. وانت تقبع بعيداً تتجرع مرارة الفشل وتحاول ايجاد دور لك مع بايدن .. الا ترى يااوباما ان وثيقتك المشبوهة كانت فعلاً البداية لانطلاق مصر القوية والأبية التى يهابها الشرق والغرب .. مصر ( عامود الخيمة العربية ) .. مصر التى لا ولم ولن تنحنى أو تركع ابداً لكائن من كان الا لوجه الله سبحانة وتعالى فقط .. نعم ( فقط .. يعنى فقط ) .
مقال الخميس القادم ( اقتحام السجون والأقسام وحرق مصر .. بيد الاخوان ) .