لم أعد أبالي

بقلم: سماح أبوالنجا

كم من السنين تراكمت،وكم من الوقت قد مر وأنا تعدني الأيام يوما تلو الآخر آخر حديث بيننا هاتفني وطرح على سمعي سؤالاً.. سألني”س” : هل أحببتِ من قبل؟ كانت طريقة سؤاله فيها جزء من الإجابة وأيضا جزء يطالبني بالمصارحة، كاد يقول أنا أعلم ..لكنه أراد أن يسمع الحقيقة مني! كان يريد أن يشعر أنه الوحيد الذي أشعرني بالأمان حتى إنني آمنته على سري، كان يريد أن يثبت لنفسه حبي له وثقتي الكبيرة فيه.. أجبته: نعم أحببت لكن ليس مثلك، ليس في عقلك، ليس له قلب يشبهك ولا روح تشعر بنقصي وأتت لتكمل هذا النقص فيّ.. لكنه لم يكتف وظل يحاول أكثر، ظل يتودد مره، ويتغزل مره ليعرف أكثر.. لكنني أنهيت المكالمة والحديث. انكمشت فوق أريكتي، ضممت بشدة ساقي، ثنيت ركبتي إلى صدري ووضعت ذقني فوقها.. شردت هناك.. كان المطر شديدا، والصقيع يضرب جسدي دون خجل من وهني وضعف روحي، حاول “ص” أن يشعل بعض القش والخشب داخل تلك الغرفة المبنية من بعض الخوص وألواح الخشب.. عبثا حاول إشعال النار التي سرعان ما تنطفئ.. الأمطار لا تنتهي والليل يقترب، الوقت يداهمني والساعات تفتح فاها استعدادا لافتراس وقتي ..أريد الذهاب لكن لا أستطيع.. الشوارع شبه خالية من الناس، لم استطع الذهاب ولا استطيع الجلوس.. يطلب مني الدخول إلى منزله قليلا حتى يهدأ المطر، أنا أعرفه جيدا وأعرف أنه لن يؤذيني.. مازال المطر يلاحقني ويزيد من صعوبة ذهابي.. “ص” : ادخلي إلى المنزل قليلا، غرفتي قريبة من الباب، لا تخافي أبي ليس بالبيت.. انظر إليه بحيرة الخوف من المجهول ، لم يمهلني كثيرا للتفكير، يمسك بيدي ويأخذني إلى الداخل، المرة الأولى التي شعرت فيها بصغر حجمي بجانبه،هو طويل القامة،أمشي خلفه ويده تحتضن يدي، أرى كتفيه العريضتين، خطواته كبيرة وسريعة.. بضع خطوات ووجدت قدميّ تدوس فوق عتبة المنزل، معدتي تنكمش وتسقط بداخلي، تتسارع نبضات قلبي، أنفاسي لم أعد أستطيع ملاحقتها، أنظر الى داخل المنزل، منضدة تتوسط الصالة الواسعة، فوقها طبق من الزجاج فارغ، على اليمين سلم يؤدي إلى الطابق الثاني، لم أستطع النظر أكثر، وجدته يذهب بي إلى اليسار سريعا.. وجدتني أمام باب يفتح، باب حجرته .. أدخلني سريعا خوفا من أن يرانا أحد، نعم أبوه ليس بالبيت لكن أمه وأخاه الأكبر أكيد بالمنزل.. بداخل الغرفة سرير لا يتسع لأكثر من شخص واحد فحسب. في واجهة الباب بجانب الشباك والحائط، دولاب وفي الحائط الآخر مكتب صغير وكرسيه، يجاوره كنبة تكفي فردين.. رغم اتساع الحجرة إلا أن أثاثها قليل وصغير الحجم كغرفة الأطفال، لونها مابين الأبيض والأزرق، على الحائط فوق الكنبة مكتبة معلقة بها بعض الكتب، وخلف باب الغرفة طاولة صغيرة فقط تكفي لوضع هذا المسجل عليها وبعض شرائط الكاسيت، ففي هذا الوقت لا اسطوانات ولا إنترنت لسماع الأغاني، فقط المسجل وأشرطة المطربين التي تغلف بصورهم.. التفتّ إلى صوته، يعطيني منشفة، وجهي يغطيه ماء المطر وملابسي جلست على كرسي المكتب، أما “ص” فيجلس على الكنبة بجواري، قفز سريعا، تذكر أنه لم يغلق الباب.. يعود ويجلس على مسند الكنبة بجواري يلمس شعري بأطراف أصابعه ثم يمررها بين خصلاته، يقول إنه مبتلّ جداً.. سوف تمرضين، يأخذ المنشفة ويمسح بها رأسي،ويأخذني وهو يقول لماذا تجلسين هنا ؟ تعالي هنا فوق الكنبة أفضل.. أجلس بجواره ويداي مضمومتان عكس بعضهما إلى صدري، أميل الى الأمام قليلا.. هو بجواري طويل جدا، بالكاد أصل إلى صدره وهو جالس، استطيع أن أشم رائحة عطره المختبئ تحت رائحة المطر الذي سكن ملابسه، ذراعاه طويلتان يضعهما بجانبه، يستند بكفيه إلى الكنبة، ينظر إليّ ويضحك بصوت منخفض ، التفت إليه باستغراب لأسأله لماذا تضحك؟!! ص: أضحك بسبب خوفك، وتوترك، أنا أعرفك جيدا منذ سنتين وأكثر، كنتِ صغيرة وأنا أعلم تفاصيلك، ربيتك على يدي ولن تكوني لأحد غيري حتى وإن لم ترغبي أنتِ ! أعلم ما يخجلك، وكيف يكون خوفك، حتى رعشة صوتك أستطيع تميزها ان كانت فرحا أم حزنا، أعلم كثيرا تفاصيلك التي لا تعرفين عنها شيئا، أعلم أنكِ لا تحبين وضع مساحيق التجميل، فأنا من علمك إياها، هل تذكرين هذا؟ كما علمتك الحب ..والذي هو بيننا، وكيف يكون بكبرياء.. أول طلاء شفاة كان هدية مني، وحين أخبرتك اني أعشق الخط الأسود فوق تلك الرموش، وجدت عينيك لا تفارقه، والآن تخافين مني؟! أنظر بعيدا حتى لا يرى نظرة الخجل في عيني، ولا يلمح تأثير كلامه في داخلي.. يضحك ثانيا ويقول: تنظرين لبعيد لتختبئي.. يا االله، كيف يعرفني إلى هذا الحد؟! كيف يمكن لشخص أن يرى الكون بعين شخص آخر، ويصمت لبعض الوقت وأنا غارقة في خوفي من الوقت.. ينظر إلى الأرض، يلتقي ابتسامة، قدمك صغيرة جدا .. “مقاس حذائك كم؟” أضحك ضحكة طفولة رنانة، ويعلو صوتي بها، يشير أن أخفض هذا الجرس ويشير بسبابة كفه ويضعه على أسفل فمي، يقشعر جسدي، يهتز من ملامسته.. أقول بصوت منخفض جدا*37*،يضع قدمه بجوار قدمي ليجدها نصف قدمه تقريبا، ينزل يجلس على الأرض بجوار قدمي،يخلع حذائي،أحاول منعه،ماذا تفعل؟! يجاوبني: أريد أن أرى قدمك بدون حذاء، لا يمكن أن تكون قدمك بهذا الحجم الصغير،ايضا يدك،وجهك،عيناك،انفك وشفاهك.. أترك قدمي له ويتعجب هو،يطلق صافرة صغيرة وينظر لي ليقول كل ما فيك جميل، هل تعرفي ما ينقص قدم بهذا الجمال والبياض؟ بعض من المانيكير الأحمر،أزيح وجهي عنه متأففة، وأقول كل ما يشغلك استخدام تلك الأشياء،وأنا لا أعرفها جيدا ولا أطيق استخدامها.. هو” ص” : لا تنزعجي طالما اعلمك وانت لا ترفضين. هل تذكرين آخر شئ علمتك اياه؟ ازيح وجهي مرة ثانية،يترك قدمي ويقف، لا تذكري،لكن سأعلمك شيئا اليوم،فقط افعلي مثلي.. يجلس بجانبي،يلف جسده ليواجهني بوجهه،يقترب،يلفح وجهي سخونة أنفاسه، يعلو نقرات حبات المطر على زجاج شباك الحجرة.. دقات قلبي تتزايد،أشعر بالدم يصعد لرأسي،يضع شفتيه بجوار ثغري برفق،يتنفسه،ويمر إلى شفاهي ويطول المرور والصمت،يضم شفتي،يضغط علي كل منهما برقة كملمس ورق الورد بأطراف الأنامل،جسدي يتخدر،ينظر الى عيني ويقول افعليها،انتفض من مكاني،أقصد مكانه،لا أذكر سوى أنني أمسكت بحذائي لاجري الى الباب افتحه،هو”ص” خلفي يغلقه،يقول ارتدي حذائك أولا واذهبي كما تشائين،لن أمنعك،وسأخرج معك مثلما دخلنا،لن اتركك تذهبي لوحدك.. ارتدي الحذاء بسرعة وقلق،اشعر بنظراته دون ان اراها،عيناه تثقبني وتدخل الى أعماق روحي،ليس كما أشاء انا،بل كما يشاء هو.. نخرج مسرعين،يطلب مني أن أقف في زاوية خارج منزله،ويذهب الى جراج خلف البيت، يشير لي أن اركب بجواره بسرعة في سيارة أخيه الكبير.. يوصلني الى العمارة التي اسكن بها،يقف خلفها لكي لا يراني أحد ويقول لن أذهب إلا بعد أن تضيء نور غرفتك.. أصعد درجات السلم بتوتر خوفا من والدي،لقد تأخر الوقت جدا،وأنا خرجت من الساعة الخامسة والآن تقترب من العاشرة.. أدخل الى الشقة،أجد والدي ينتظرني،وينظر إلي ويلتفت الى الساعة المعلقة مباشرة أمامه وفي واجهة الباب، ولا يقول لي كلمة واحدة،يتركني ويدخل إلى حجرته،كعادته حين أفعل شئاً لا ينتظره مني أو أخطئ،يعاتبني ويعاقبني بصمته،ليته لا يفعل هذا.. أدخل الى غرفتي وأضيء النور لكي يذهب.. أبدل ملابسي وأبقى داخل الحجرة،لا أستطيع مواجهة صمت أبي أو النظر اليه بعد ما حدث.. اجلس فوق سريري،لا أعلم هذا الشعورمن قبل،لا أعلم هل كان يجب على من البداية ألا ادخل معه منزله،أم كان يجب أن امنع الأمر من بدايته.. أفكر وأفكر حتي يغلبني النوم. وتنتهي الذكرى،تغفو او تدعي..! لا أعرف لماذا تهاجمني تلك الذكرى .. ليتك ما سألت يا حبيبي لا أستطيع أن أمنع نفسي من اجترار ذلك الجرح من جديد.. ينزف، كأنه يشتكي عفنا بداخله ويطلب يد الطبيب التي تطهره وتداويه.. أستند الى الحائط في زاوية مقعدي، وأذكر ما حدث في اليوم التالي بعد حادثة الـ(قبلة) .. أخرج من المدرسة أرى أمامي”س” بسيارة لا أستطيع التذكر، هل هي السيارة التي أوصلني بها الأمس أم لا؟ لونها اسود موديل أعتقد انه كان قديما . أحاول الهروب من زميلاتي، أشير لإحداهن أنني لا أستطيع المشي اليوم وسوف أركب سيارة أجرة ڤان، لا أنتظر اقتراحا من أحد وأمشي سريعا إلى خلف المدرسة حيث موقف سيارات الأجرة، وهو خلفي ببطء يسير أقف ويمر أمامي أركب سريعا بجانبه وينطلق مسرعا بعيدا .. صامت، لا ينظر إليّ، اشعر بوخزة في صدري، استنشق الهواء وأزفره بشدة، يقف إلى جانب الطريق ويسألني لماذا ذهبت مسرعة بالأمس؟ لماذا تركتيني بهذا الحال؟ أنا لا أفهم ما الحال الذي يقصده!!! أحاول أن أقول شيئاً لكن لا أعلم ماذا أقول، أتردد وأصمت، يلتفت بجسده إليّ، يمسك ذراعي بكلتا يديه الضخمتين، يهزني ويسألني ثانيا ولا أعرف الإجابة، حدق في عيني مباشرة : هل أنت خائفة مني، هل بدر مني بالأمس ما يخيفك مني؟ أنفجر بالبكاء وكأن نهرا فُتح فانفجر من عيني ! أبكي وأبكي وأبكي حتى وجدت عروقي تخنقني من رقبني، لا أستطيع التنفس، لا أستطيع التكلم.. يحاول تهدئتي، يمسك بيدي ويضمهما بيديه، يضع وجهه بينهما ويشمهما وكأنه يأخذ الرحيق منهما، يقبلهما وينظر الى عيني، يقول لا تخافي مني مهما حدث، حتى وإن وجدتي النار تخرج من عيني، تأكدي أنها لكي تنير لك الطريق، وليس لتؤذيكِ .. ثقي يا حبيبتي .. مهما حدث فأنا لن أؤذيكي انتِ ابنتي وحبيبتي.. اذهب إلى عينيه الضيقة، أرى فيهما اتساع الكون حولي، أرى حياة أريد العيش فيها وحبا يضم الحلم إلى صدري.. أراه هو فقط..نعم حينها لم أكن لأرى غيره.. لا أذكر أنني عارضت “ص”، في أمر من بعد لقائنا هذا، اذهبي، تعالي، لا تتحدثي مع فلانة، لا تذكري هذا الأمر لأنه يزعجني، افعلي هذا، لا تفعلي هذا.. كل قول من” ص” يقابله ( حاضر) مني، زادت فيه ثقتي وكأنها ولدت معي له، له هو فقط.. لا احد سواه يستطيع ان ينتزع مني كلمة الرضا.. وفي يوم انتهى فيه الشتاء وصار الجو فيه ألفة أهواها ممزوجة بعطور الورد وبدايات الياسمين، كم أعشق هذا التوقيت من العام، تجد الشجر تكسوه الخضرة، والجنان ترتدي ثوبا لا يضاهيها في أناقتها إنس ولا جان.. ثوب صنع بيد الخالق وحده القادر على خلق الجمال والإبداع فيه.. يومها قررت أن أقص شعري، لأنني عرفت أنه يحب الشعر القصير، ارتديت تنورة بلون الطبيعة، وبها بعض الورود الصغيرة، وبلوزة لونها وردي، وقفت أمام المرآة أمشط شعري، وضعت الخط الأسود الذي يعشقه فوق عينيَّ، والقليل من أحمر الشفاة.. أخرج من غرفتي لأجد والدي أمامي، ينظر إلىَّ ساعته ويقول : إنها السادسة، ستذهبين إلى صديقتك وتعودين قبل الثامنة لا أكثر.. أقولها وأنا أطبع قبلة على خده : “حاضر بابا لن اتأخر.. ” أخرج سريعا متلهفة لرؤية “ص”، أنزل فوق درجات السلم، أمشي، ‎أعبر الطريق وأجده امامي داخل سيارة أخيه، ينتظرني، أركب مسرعة بجواره ويقودني إلى… انتبه إنني لا عرف إلى أين سنذهب؟! أسأله” ص”: أين ستذهب بي ؟ يرد بابتسامة : الى نفس المكان، اليوم جميل جدا ولن أترك هذا الجمال لغيري يراه.. أذوب خجلا من كلماته ، اشعر بنظراته من طرف عينه، ويقول لي، جميل شعرك يليق بوجهك المستدير الصغير، ويضحك، يضحك لأنه يعلم أنني فعلت هذا من أجله.. نصل الى حديقة منزلهم، ندخلها وأشعر بدقات قلبي مثل كل مرة، يطمئنني ويقول: لا تقلقي، لا أحد هنا، جميعهم بالخارج في زيارة عائلية.. فجأة وبدون مقدمات يطلب مني الدخول ثانيا الى منزلهم، ويقول المرة السابقة لم نأخذ راحتنا ومشيت وتركتيني. حينها لم أكن أريد أن أضايقه مرة أخرى، دخلت معه دون خوف، بدون كلمة اعتراض أو لحظة للتروي والتفكير. أجد نفس المشهد، الطاولة التي تتوسط الصالة الواسعة، السلم، لكن هذه المرة رأيت صورة معلقة كبيرة، لرجل يبدو في الخمسين من عمره، ذي شارب عريض، جسمه ضخم، أضحك واقول له: من هذا الضخم؟! ‏تزعجه طريقة سؤالي، ويضغط على يدي وهو يتحدث، إنه أبي.. ‏طأطأت رأسي في خجل، هو شخص له هيبة، تشعر وأنت ترى صورته كأنه سيتحدث لك..! ‏ندخل الى غرفته، ببساطتها، واطمئناني وأنا بداخلها. ‏ أجلس على الكنبة، لكن هذه المرة وأنا مستريحة وكأني أمتلكتها، أشعر بأن هذه الحجرة لي. ‏ ذهب إلى السرير وجلس فوقه، خلع حذائه، يشير لي أن أجلس بجانبه، أقول له أنا هنا مرتاحة، يلح علي ويقول لا تخافي.. ‏‏أشعر أنه بدأ ينزعج، فأذهب للجلوس بجواره، ينظر إلي، يلمس شعري ويثار إعجابه به، يعلق على أحمر الشفاه، إنه بسيط وهذا ما أحبه انا، يقترب مني، أشعر أن تلك الليلة سيكررها، أحاول أن أرجع إلى الخلف قليلا، يمسك بكتفي، يضع فمه فوق رقبتي، يقبلها، ويصعد إلى خدي، ثم شفتي، هذا الخدر يمتد سريعا إلى جسدي، لا اذكر كم من قبلة كانت حتى أجدني ممتدة فوق السرير، ويده تخلع عني البلوزة، لا اشعر بشىء سوى انكماش معدتي، وتسارع أنفاسي، وجع طفيف، ضوء الحجرة صار بعيد، بقع حمراء فوق الملاءة، وألم يتزايد ومن بعد يصمت، يصمت لكن لا ولن ينتهي.. ‏يأخذني إلى حضنه وأنا شاردة، لا أعرف ماذا حدث وكيف وما هذا الشئ؟! ‏كل الأمر انني شعرت بضيق في صدري، ودموع تنزل من عيني، يهدئني ويقول أنت لي.. ‏مازلت أستند الى هذا الحائط، وتشتعل الذكرى، إلى أن تذكرت أنه سافر وتركني وحيدة.. ‏وفجأة أعادتني رسالة “س” إلىَّ الحياة، معتذرا عن سؤاله عن الماضي، كما لو كان يعلم مدى تألمي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.