كتب : عاطف محمد
تحدثت فى الحلقة السابقة عن مولد وحياة صلاح جاهين وعائلته وقيمته كفنان أثرى الحياةىالفنية فى العالم العربى وللحديث بقية
أهم عمال صلاح جاهين
تنوعت أعمال صلاح جاهين تنوعا حفظ لها البقاء فى ذاكرة الفنون ، فقد كان كاتبا بارعا وشاعرا مبدعا وفيلسوف عصره من حيث بساطة الاشعاره وقربها من عامة الشعب ،فقد لمست الذات المصرية و كانت الأغانى والمسرحيات الاستعراضية والسيناريوهات للسينما والتلفزيون والأذاعة شديدة المصرية والهوية العربية ، كما أنه تميز بالكاريكاتير الساخر المتنوع فى الموضوعات والثرى بالشخصيات وعلى مدار السنوات الأخيرة انفردت جريدة الأهرام بعرض معظم أعمال الكاريكاتير الخاص به .
أعمال مثل فيها
“في ناس بنشوفها بالالوان
وناس جواها مش بيبان
وناس أسود وناس أبيض
وناس محتاجه بس أمان
واكتر ناس تآمنهم
ما بيجي الجرح غير منهم
وناس أنت بعيد عنهم
بتنسي معاهم الاحزان
من أعماله التى مثل بها
لا وقت للحب 1963 وشهيدة الحب الإلهى 1962 ومن غير ميعاد 1962 واللص والكلاب بدور المعلم سلطان ، وجميلة بو حريد1962 وكمؤلف فى الأوبريت الأشهر للعرائس الليلة الكبيرة 1961 ومثل فى المماليك عام 1965
و شارك فى فيلم العتبة الخضراء 1959 بكلمات أغنية “أنا هنا” لصباح ومثل فى الفيلم الوثائقى موت أميرة لسوسن بدر عام 1980
جاهين محرر رسام
“أوقات أفوق ، ويحلّ عني غبايا
وأشعر كأني عرفت كل الخبايا
وافتح شفايفي عشان هقول الدرر
مقولش غير حبة غزل في الصبايا
عجبي !!”
“أعرف عيون هي الجمال والحسن
وأعرف عيون تاخد القلوب بالحضن
وعيون مخيفة وقاسية، وعيون كتير
وبنحس فيهم كلهم بالحزن
عجبي”
عمل صلاح جاهين كمحرر فى الكثير من الصحف والمجلات المصرية (صباح الخير وروز اليوسف والاهرام )كفنان كاريكاتير وقد لاقت رسوماته إقبالا كبيرا من الشعب المصرى لأ نها تحتوى على النقد اللازع البناء والذى رصد الحياة الاجتماعية والسياسية والفنية وكانت شخصياته( الفهامة وقيس وليلى وقهوة النشاط) مصدر إلهام للكثيرين ،وقد أفرز إبداعه عن صور كاريكاتيرية شديدة التعبير قوية التأثير عميقة الفكر …
السخرية فن جاهين
“أنا قلبي مزيكا بمفاتيح ..
من لمسة يغني لك تفاريح
مع إني مفطرتش وجعان ..
ومعذب ومتيم وجريح”
لقد حول جاهين السخرية إلى فن له مفرداته وأدواته وكلماته اللاذعة التى تحمل مبدأ النقد القائم على البناء لا الهدم لقد اختصر جاهين من خلال أعماله نفسية المصريين التى تسخر من الألم والوجع والهزيمة والانكسار لتعلو فوقهم وتحقق النجاح والسخرية حتى تؤدى إلى التمتع بصحة نفسية وجسدية رائعة كما يقول الدكتور جيريمي شيرمان
“يا طير يا طاير فـِـ السما .. يا بختك
لا فارق معاك حاجة وعايش ..براحتك
لــو عــرفــت إيــــه اللـــي فـيـنـــا
عــمــــرك مــــا هـتـبـــص تـحـتـــك
وعجبي !!”
سباق مع الزمن
يبدو أنه كان يعلم أن القدر لن يعطيه الفرصة ليبدع كما يريد ،فكان يسابق الزمن ويخرج ابداعا يحتاج لعمر اكبر لإنجازه …
وقد وصلت اعداد أشعاره فى الرباعيات 160 رباعية ، أما العامة المصرية فوصلت أشعاره إلى 52 قصيدة عامية مميزة من قاموسه الخاص ووصلت الأزجال إلى 59 قصيدة زجلية والأغانى 55 أغنية شهيرة لجاهين وكانت منوعاته الغنائية متعددة ووصلت إلى 37 منوع غنائى يتغنى بها الكل والمسرحيات 7 مسرحيات.
الاحتفاء بجاهين
“دخل الشتا وقفل البيبان ع البـــيوت
وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
وحاجات كتير بتموت في ليل الشــتا
لكن حاجات أكتر بترفض تمــــــوت
عجبي !!”
فى لفتة رائعة من التلفزيون المصري الذى قام بعرض مسلسلاً يتحدث عن رباعيات صلاح جاهين وذلك في 21 أبريل 2005، وذلك بمناسبة مرور 21 عاما على وفاته وكان الاحتفاء الاول من نوعه ثم كان الاحتفاء العالمى فقد احتفى موقع جوجل بالذكرى الثالثة والثمانين لميلاد جاهين في 25 ديسمبر 2013، حيث وضع شعار جوجل يمثل مشهداً شعبياً رائعا من وحي مؤلفات جاهين مشيرا له …
“أنا قلبي كان شخشيخة أصبح جَرس
جلجلت به صحيوا الخدم والحرس
أنا المهرج .. قمتو ليه خفتو ليه
لا فْ إيدي سيف ولا تحت مني فرس
عجبي !!”
وكانت أعمال جاهين كالجرس المنبه لأشياء كثيرة فقد سلط الضوء على التاريخ والانسانيات والأشخاص والحوادث والمواقف اهتم بالنفس البشرية واغوارها ….
سينما وتليفزيون جاهين
السيناريو….
قام صلاح جاهين بكتابة العديد من السيناريوهات للسينما منها:خللى بالك من زوزو وأميرة حبى أناو عودة الابن الضال و شفيقة ومتولى.
للتلفزيون:سيناريو مسلسل “هو وهى”وفوازير رمضان: “عروستى”، و”الخطبة”.ولغز الملكة شهرزاد.واستعراض الأسانسير.واستعراض اللعبة(لنيلى )وسيناريو مسلسل 4 بنات + ولد
وللإذاعة:أغانى مسلسل رصاصة فى القلب و مسلسل “الزير وغطاه” عن قصة حياته.
“سهير ليالي و ياما لفيت وطفت
وف ليلة راجع في الضلام قمت شفت
الخوف … كأنه كلب سد الطريق
وكنت عاوز أقتله .. بس خفت
عجبي !!”
مسرح جاهين
كما أبدع صلاح جاهين فى مجال المسرحيات فكتب سيناريو وأغانى مسرحيات:
* الليلة الكبيرة والشاطر حسن وحمار شهاب الدين وصحصح لما ينجح وقاهر الأباليس مع العروسة والعريس و الفيل النونو الغلباوى والقاهرة فى ألف عام.
وقدم أغانى وأشعار مسرحيات:
*إيزيس و الحرافيش.
وفى مجال الترجمة، قام صلاح جاهين بترجمة بعض المسرحيات العالمية مثل:الإنسان الطيب ودائرة الطباشير القوقازية
جاهين والنجوم