اليوم الثلاثاء السادس من أكتوبر ٢٠٢٠م تمر علينا الذكرى ٤٧ على نصر السادس من أكتوبر ١٩٧٣م.
فى هذه الذكرى الوطنية العظيمة تحتفل مصر بكل مؤسساتها، ومختلف أطياف شعبها بالانتصار على عدو غاصب محتل، بعد معركة استرداد الأرض والعزة والكرامة لمصر والعرب أجمعين.
وفى مثل هذا اليوم لابد أن نتذكر الشهداء الذين جادوا بأرواحهم، وقدموها رخيصة فداء للوطن والمواطنين، وتلك أعلى درجات الشهادة باتفاق العلماء على أن من مات مدافعا عن أرضه وعرضه ينال أعلى درجات الشهادة.
فى مقابل هؤلاء الشهداء نجد الجماعات الإرهابية الخائنة لدينها ووطنها، التى تعثو فى الأرض فسادا، وهؤلاء فى الدرك الأسفل من الخيانة والخسة والنذالة، ونسأل الله أن يهديهم وينير بصيرتهم، أو يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، إنه على ما يشاء قدير.
هذه الجماعات الضالة المضلة، تسعى جاهدة أن تطفئ نور هذا الانتصار منذ أمد بعيد، فخططت ونفذت جريمة اغتيال الشهيد البطل محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب، وذلك يوم احتفاله، واحتفال مصر كلها بالذكرى الثامنة لنصر أكتوبر العظيم، وذلك يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٨١م، وكأن الله أبى إلا أن يعطى هذا الرئيس البطل أجر الشهادة، لتظل الأجيال تتذكر أنه شهيد الغدر والخيانة، وفتاوى الجهل والضلال بتكفيره، واستباحة قتله.
سيبقى الشهداء على مر العصور رمزا للبطولة والفداء، وعنوانا للعزة والكرامة، وسيبقى الإرهابيون عنوانا للخيانة والجهل والضلال، فلم تتوقف محاولاتهم لإفساد ذكرى النصر، فعلى مدار الأعوام السابقة وقعت العديد من العمليات والهجمات الإرهابية الغادرة إما فى شهر أكتوبر أو خلال شهر رمضان الذى تزامن العاشر منه عام ١٣٩٣ هجرية مع يوم السادس من أكتوبر ٧٣، وكان من أبرز هذه العمليات الإرهابية: مذبحة رفح الأولى، وقت مدفع الإفطار، حيث سقط 16 شهيدًا من أبناء القوات المسلحة ما بين ضباط وجنود بعد الهجوم الإرهابي على الكمين يوم 6 أغسطس عام 2012، ثم مذبحة رفح الثانية 2013 في المدينة نفسها، في 19 من أغسطس عام 2013، وأسفرت عن استشهاد 25 جنديا من الأمن المركزي وإصابة 2 آخرين، وبالتزامن مع الاحتفالات بذكرى نصر أكتوبر العظيم، تحديدًا يوم 10 أكتوبر 2013، وقع هجوم انتحاري في كمين الريسة الأمني بشرق العريش وتسبب في استشهاد 4 من رجال الأمن المصري، وفي أولى ليالي شهر رمضان الكريم أيضًا، وتحديدا في 28 يونيو 2014، وقعت ما عرفت باسم “مذبحة رفح الثالثة” والتي أسفرت عن استشهاد 4 جنود أمن مركزي بمنطقة سيدوت، وفي شهر رمضان من العام نفسه تعرضت نقطة حرس الحدود بواحة الفرافرة لهجوم قبيل أذان المغرب بنحو ساعة ونصف، من مجموعات مسلحة قامت بإطلاق قذائف “آر بي جي” على مخزن ذخيرة تابع للنقطة، مما أدى إلى انفجاره واستشهاد 21 مجندًا وضابطًا وإصابة 4 آخرين، وفي اليوم الأول من شهر يوليو الموافق 14 رمضان عام 2015، أعلن تنظيم “ولاية سيناء” الإرهابى عن استهداف عدد من الكمائن الأمنية للقوات المسلحة المصرية بمنطقتي الشيخ زويد ورفح في توقيتات متزامنة، باستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة، مما أسفر عن استشهاد 17 من أبطال القوات المسلحة، وعلى إثر هذه العمليات الخسيسة وغيرها التى يضيق المقال عن ذكرها، أطلقت القوات المسلحة عملية “حق الشهيد”، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل المئات من هؤلاء الإرهابيين ثأرا للشهداء.
إن جماعة الإخوان في مصر لها تاريخ أسود من العنف والدم، فهى جماعة تنتهج الفوضى والقتل منذ النشأة، فحاولت قتل الرئيس جمال عبد الناصر فى حادث المنشية الشهير، وتسببت في مقتل الرئيس السادات، ولذا لفظها الشعب في ثورة ٣٠ يوليو 2013، وتظل أفكار هذه الجماعة هى الأساس الفكري المتطرف لكل الجماعات الإرهابية، فنسأل الله أن يخلصنا من شرورهم، وأن يستأصل شأفتهم، اللهم آمين.