« من ملفات أكتوبر » الأسطورة..

كتب  : عاطف محمد
فى عام 2010 تحديدا حدث صدام بين سيارتين فى طريق «المنصة قبالة الجندى المجهول» وبطبيعة الحال تجمع الناس وكانت المفاجأة أحد أطراف الحادثة أسطورة حراسة المرمى عصام الحضرى والشخص الآخر مجهول الهوية ، ولكنه أسطورة فريده من نوعها وكان يلقب بالفرعون العبقرى…. وهذا ماجهله الحضور من شهود العيان …..
هذا العبقرى كان حجر الأساس لدخول مصر حرب أكتوبر فى خريف 1973 بكل ثقة واطمئنان ولولا عبقرية هذا الرجل مااقدمت مصر على تلك الحرب
نعود لحادثة المنصة ….
أكد شهود العيان خطأ نجم مصر عصام الحضرى وأنه هو من تسبب فى وقوع الحادثة…، ولكنهم حاولوا بكل جهدهم تخليص عصام الحضرى فهو كابتن مصر و أحد الأسباب الرئيسية فى أحراز مصر لكأس الأمم الأفريقية وبطولات أخرى سواء لمصر أو للنادى الأهلى وسبب فرحة الشعب المصرى لمرات عدة ولذا وجب مساندته ،
وكان رد فعل الحضور تهدئة الأمور واثناء الفرعون العبقرى عن تصعيد الموقف فالطرف الآخر كابتن مصر عصام الحضرى بينما جهل الجميع شخصية الفرعون العبقرى الذى كان سببا فى نجاح حرب أكتوبر وتحقيق الانتصار الفائق بها وتلقين الكيان الإسرائيلى درسا فى فنون الحرب والقتال والشجاعة ولكن….

من هو الفرعون العبقرى؟؟

أنه أسطورة بكل المقاييس أنه .. « محمود يوسف سعادة » عالم مصرى عبقرى  كان الدكتور محمود يعمل بالمركز القومى للبحوث فى هذا الوقت ، وقبل حرب أكتوبر ب أربع شهور تحديدا
أفادت التقارير أن وقود صواريخ الدفاع الجوى منتهية الصلاحية وكانت مفاجأة غير سارة ، ووصلت التقارير إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات

المشكلة أن هذا النوع من الوقود يأتى من الاتحاد السوفيتي آنذاك ، والمشكلة الأكبر أن الإمداد السوفيتي متوقف إلى أجل غير مسمى
شعر الجميع بخطورة الموقف فكيف تخوض مصر الحرب دون حماية من حائط الصواريخ الذى سوف يصطاد الطيران الإسرائيلى
وكان التحرك السياسى حاضرا فقد طلب الرئيس السادات من السوفيت كمية من وقود الصواريخ وفورا، ولكن لم يستجب الجانب السوفيتى و ماطل وراوغ ، وسبب ذلك الرد على قرار الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس فى عام 1972من مصر ..
معنى هذا  كان اختراق الطيران الإسرائيلى الأجواء المصرية أصبح أمرا حتميا ، فاتجه السادات للمعامل الفنية للقوات المسلحة وبعد الكثير من الجهد والبحث والعمل أعلنوا للرئيس عدم الوصول إلى حل ايجابى
وهنا اتجه السادات إلى المجتمع المحلى وبالتحديد المركز القومى للبحوث ، فعرضت المشكلة على علماء المركز فتقدم الدكتور محمود يوسف سعادة صاحب ال 35 عام والذى عرف عنه الذكاء الحاد قام بالتصدي للمشكلة لايجاد الحل
وطلب مهلة ليست بالطويلة نظر لحساسية الموقف، وهنا طلب منه الانتقال إلى معامل القوات المسلحة للعمل والبحث ، وجاء النجاح والتألق العلمى ، فقد نجح العبقرى فى استخلاص 45 طن من وقود الصواريخ
من الوقود المنتهى صلاحيته ووفر وقودا جديدا وذلك خلال شهر فقط  وأصبحت المخازن عامرة بهذا الوقود
ولكن ما هو السر وكيف توصل العبقرى لتوفير أطنان الوقود ، لقد فك العبقرى محمود سعادة شفرة مكونات الوقود إلى العوامل الأساسية له…
وتم شحن أحد الصواريخ بهذا الوقود الجديد ،ونجحت التجربة التى أعقبها أكثر من تجربة للتأكد فكللت كلها بالنجاح الباهر ، وحضر الرئيس بنفسه أحد هذا التجارب وكانت فرحته تعادل فرحته بنصر أكتوبر وأصبحت الصواريخ جاهزة ويمكن إطلاقها فى اى لحظة يريدها قادة الدفاع الجوى
ولما وقعت الحرب وتم استخدام هذه الصواريخ كانت مفاجأة من العيار الثقيل للجانب السوفيتى ، الذى يعلم تمام العلم أن الصواريخ المصرية لن تنطلق لانتهاء صلاحية الوقود .
فاشادوا بحنكة وعبقرية المصريين
كل هذه المعلومات جهلها شهود حادث التصادم وتم تبرئة ساحة الحضرى وانتهى الموقف وتسامح الدكتور محمود سعادة عن حقه مراعاة لدور الحضرى ….
ولكن هل هذا هو إنجاز د محمود الوحيد ؟
لا بالطبع فله الكثير من الإنجازات …
مبيد جديد
لم يكن هذا هو الإنجاز الوحيد ل: د محمود يوسف سعادة
تروى الدكتورة سعاد محمود يوسف سعادة المتخصصة في ترميم الآثار وابنة العالم المصري بعض للتفاصيل،
يعد الدكتور محمود سعادة من رواد العمل فى الكيمياء الصناعية والموجات فوق الصوتية .
لقد توصل د محمود لحل عبقرى كما هو معهود عنه ،فقد كانت هناك مشكلة تسبب قلقا للمسئولين عن الزراعة فى مصر ، وهى كثرة الفئران الحقلية كبيرة الحجم ، والتى كانت تلتهم المحاصيل بسرعة فائقة مما يعرض هذا القطاع لخسائر فادحة، فاستخدم الموجات الصوتية لمنع الفئران من الاقتراب من المحاصيل وتم التخلص من هذه المشكلة تماما وتم التخلص من الفئران نهائيا…
بعد فشل المبيدات فى التخلص منها .
تخرج العالم المصرى العبقرى فى كلية الهندسة فى قسم الكيمياء الصناعية ،
وقد وفقه الله للزواج من ابنة أكبر أساتذة التخطيط بمصر المهندس الشهير سيد كريم والذى له بها طويل فى مجال عمله فقد وضع التصميمات والتخطيطات العمرانية لبعض المدن المصرية والعربية منها على سبيل الذكر
القاهرة الكبرى عام 1952 وأول من أضاف العمارات كبيرة الارتفاع ذات الأدوار العالية ، كما خطط بغداد ودمشق الجديدة وأبو ظبى .وقد كانت الابنة ذات ال16 عام ولم تكن قد أكملت دراستها بعد ، فساعدها د محمود سعادة على إكمال المشوار التعليمى حتى الحصول على الدكتوراه فى مجال الآثار وعملت بالتدريس فى الجامعة الامريكية بالقاهرة
وفى هدوء تام توفى الدكتور محمود يوسف سعادة عام 2011 دون أى شهرة أو إعلام بل ولم يعرف شعب مصر بدوره الهام فى الحرب ، لذا وجب علينا إعطاء هذا البطل حقه رحم الله كل أبطال مصر الذين ساهموا فى رفعتها ونصرها ……
وقد شهد جنازته عددا كبير من القادة العسكريين وعددا من العلماء الذين علموا دوره الرائع فى حرب أكتوبر ودوره لخدمة مصر …
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.