محمد يوسف العزيزي يكتب : ماذا جري للعرب ؟!

في ليبيا احتلال عثماني واضح وميليشيات إرهابية ترتكب أبشع الجرائم وتنهب ثرواتها جهارا نهارا .. هل يكتفي الشعب الليبي صاحب تاريخ النضال – ضد العثمانيين وبعدهم الطليان – بالبيانات والشجب وأرضه تستباح ؟
علي ماذا يعول الشعب الليبي وعلي من وترسانات السلاح عنده في كل مكان من أيام القذافي ؟ هل ينتظر من يدخل الأراضي الليبية ويطرد منها الأتراك والميليشيات ؟
المجتمع الدولي لن ينتبه إلا عندما ينتفض الشعب الليبي عن بكرة أبيه ويعلن النضال والحرب علي هؤلاء المرتزقة والخونة .. وقتها سوف يجد من يريد المساعدة – بشكل مباشر وغير مباشر –  المبرر للوقوف مع الشعب الليبي .
وفي سوريا وبعد كل هذه السنوات في ضوء غياب موقف عربي واحد مع بلد شقيق عضو بالجامعة العربية .. انقسم الشعب السوري إلي :
* جزء مع الحكومة السورية ما زال قادرا علي الصمود في مواجهة مخطط تقسيم الدولة إلي كنتونات ضعيفة متناحرة  تعيش بمساعدة الغير وتحت رحمته
* جزء انخرط في المؤامرة علي سوريا وتحول إلي آلة حرب وخنجر في خاصرة الدولة واقتطع لنفسه مناطق نفوذ من الأراضي السورية وأتمر بأمر قوي إقليمية ودولية بأموال عربية ، ومارس سفك الدماء والقتل بدم بارد لإخوته في الوطن !
* جزء اعتبر الوطن مجرد محطة ينتقل منها إلي محطة أخري إذا ساءت الأحوال أو اعتبر الوطن شقة مفروشة وجمع أمواله وثرواته و( هج ) من الوطن إلي دول عربية أو أجنبية ليعيش حياته ويمارس عمله أو تجارته وينمي استثماراته .. ليصبح الوطن عنده مجرد ذكري أو أطلال ربما يمر عليها يوما ويقول : هنا كانت بلدي !
* جزء سلم نفسه للشيطان وقرر أن يبيع نفسه لمن يدفع لكي يقتل شقيق له أو جار ، وأصبح فخورا بلقب المرتزقة فتحولوا للحرب ضد أبناء عمومتهم في أي بلد عربي لحساب الخليفة العثمانلي الواهم المزعوم أردوغان تركيا ، وتركوا وطنهم فريسة لكل طامع .. شأنهم في ذلك شأن كل الذين يريدون تحرير القدس عن طريق سيناء القاهرة ، وطرابلس ليبيا ، وصنعاء اليمن ، وبغداد العراق ، وبيروت لبنان .. رغم أن الطريق للقدس واضح ومعروف !
الذي جري للنظام العربي ليس وليد هذه اللحظات الثقيلة ولا تلك الشهور القليلة ولا تلك السنوات العشر الأخيرة .. الذي جري بدأ منذ عقود ، وترسخ منذ دخل في غيبوبات متقطعة .. كلما فاق من واحدة عاجلته الأخري إلي أن دارت عجلة المؤامرة وابتلع الطعم ، وسلم قراره لغيره وخضع لكل أنواع الابتزاز الفاجر !
ولما جاءته الفرصة ليمتلك قراره ليلعب بأوراق قوته – التي يدركها عدوه جيدا – ضيع الفرصة بسهولة ليؤكد أن قضايا العرب جميعها هي قضايا الفرص الضائعة والمهدرة !
هذا حال النظام العربي ، وهذا حال شعوبه ..
أفيقوا يا أمة العرب .. فلولا أنكم تملكون الكثير ما كانت تلك المؤامرة ، وما كان كل هذا الطمع فيكم !
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.