الدكتور محمد الجيار يكتب : إنه الحب 

عندما تتحول حياة الفرد منا إلى صحراء جرداء..وعندما تجف مشاعرنا وتستحيل الى أغصان يابسه..يتوق قلب كل منا إلى الحب ..الحب الذى يروى هذه المشاعر فيعيد إلى أوراقها الخضرة ..ويبدل صحراءها إلى بساتين مزهرة ، ورياض غناء.
إنه الحب .. الحب بمعناه الرحب ..حب الحبيب..حب الأب..حب الأم..حب الإبن ..حب الوطن..حب البشر..
هذه الكلمة السحرية التى تذيب أحجار القلوب ..وتنبت الزهور اليانعه فى صخور المشاعر الصلدة..
إنها الزهور التى ينشدها كل منا فى لحظات اليأس ..وفى لحظات الغضب..وفى لحظات الكراهية ..وفى لحظات الجفاف..فتشيع عبيرها الفواح فى ثنايانا ، وتعيد الخضرة إلى قلوبنا، والربيع إلى كهولتنا، والأمل إلى حنايانا .
إنه الحب بمعناه الكبير ..ومعناه السامى، وبإبتعاده عن الأنانية والرغبات والشهوات ،لهو أعظم شئ خلقه الله فى هذا الوجود.
وفى هذا الزمن الذى طغت فيه الأطماع المادية والأنانية الفردية ،نحن نحتاج الآن لمن يسمو بمشاعرنا..نحتاج لهذا النوع من الحب ..نحتاج الزهور نستنشق عبيرها ،فتحرك مشاعرنا وترقق عواطفنا ،نحتاج لأن نحب أنفسنا لنحافظ عليها ونقيها من ما يضرها ومن خلال حبنا لأنفسنا نحب الآخرين فى تمنى الخير لهم فى كل المجالات .
ينبغى أن نستقى حبنا من حب الله وفى حب الله لنسمو بأرواحنا على ماديات الحياة وصعوبتها حتى يهبنا الله من فضله الرضا والتصالح مع أنفسنا ونحيا فى سعادة مع أقدارنا .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.