رجب الشرنوبي يكتب : الأطباء..كورونا..الأزمة والحل

من المؤكد إننا جزء من العالم نعاني مما يعاني منه هذا العالم حيال أزمة التعرض لفيروس كيوفيد 19المسبب لمرض “كورونا”ومن المؤكد أيضاً أننا حققنا نجاحات ملحوظة إلي الآن في التصدي لهذا العدو الخفي ، الذي يهدد بإستمرارية الحياة البشرية علي كوكب الأرض ، ولكن يجب أن نتيقن أننا بشر نصيب ونخطأ فقد نحقق نسبة عالية من النجاح ولكن ليس هناك أي مانع أيضاً لأن يكون لدينا في الوقت ذاته بعض القصور ويجب أن يكون لدينا إستعداد نفسي لتقبل ذلك ، لماذا هذا الإصرار علي جلد أنفسنا أحياناً؟؟!!ولماذا نفترض أننا ملائكة لا نخطيء أحيانًا أخري؟؟!!!
في الأحداث الأخيرة بين وزارة الصحة وبعض الأطباء تدعمهم نقابتهم والتي شهدت بعض التصعيد خلال الأيام الماضية كان من الطبيعي أولاً أن نبدأ بقراءة بعض الحقائق بشكل سليم حتي لايتكرر ذلك في مواقف وأزمات أخري ، خصوصًا ونحن نشهد مفهوماً جديداً وملموساً لإدارة الأزمات أعتقد أننا لم نتعوده من قبل في أحداث كثيرة ، الحقيقة الأولي هي الإقرار والإعتراف من وزارة الصحة بأن خطأ ما قد حدث رغم الجهود الضخمة التي بذلتها الوزارة لإحتواء هذه الأزمة العالمية إلي جانب كل مؤسسات الدولة الرسمية ، وربما كانت التقديرات المتوقعة من قِبل الوزارة لأرقام الضحايا من الأطقم الطبية غير دقيقة بدرجة كافية مماترتب عليه أن الإستعدادات لهذه الجزئية من إدارة الأزمة لم تكن مرضية ، ومن المؤكد أيضاً أن أطباء مصر الشرفاء يعلمون جيداً أن العالم بأسره يتعرض لهذا الإختبار الصعب الذي يعتبر بمثابة حرب حقيقية هم وزملائهم من أطباء العالم الطرف الأصيل فيها ومن الطبيعي أن يكون لهذه الحرب ضحايا في صفوفهم ، إلي جانب أن الكثير من زملائهم في مختلف دول العالم تعرضوا هم أيضاً إلي مايتعرض له أبناء مصر الأوفياء من الأطباء وربما بأرقام ونسب أعلي من ذلك ، رغم فارق الإمكانيات المعروف والأرقام تصدر بشكل يومي عن كل دول العالم وعلينا فقط أن نراجعها ليلتمس بعضنا العذر للبعض الآخر خصوصاً وأننا جميعاً نحارب في خندق واحد هذا الخطر الداهم والذي يختبأ وراء الأسوار ،
أيضاً يجب أن يكون واضحاً لدي الأطباء ولنا جميعاً أن الدولة بذلت ولازالت تبذل قصاري جهودها للحفاظ علي كل أبنائها وهم أحد أهم مكوناتها وثروتها البشرية ولكن هذه الجهود تخضع في نهاية الأمر لإمكانيات يتحرك صانع القرار علي كل المستويات الإدارية والتنفيذية من خلالها ،رغم أن الدولةوعلي كل مستوياتها أيضاً أعترفت بدور الأطباء في هذه المعركة الشرسة وتصدرهم الصفوف الأولي للمواجهه وحاولت ولازالت تحاول تقديم كل مالديها لتقديم الدعم المادي والمعنوي ومساندتهم ، إلا أن هذه الحرب ربما يطول أمدها ويحتاج الأطباء لمزيد من الدعم الذي يعطيهم القوة والنفس الطويل للوقوف في وجه هذا الخطر الداهم الذي يهدد أرواح أبناء مصر جميعاً .
أخيراً يجب ألا ينسي كل أبناء مصر ومنهم أطباؤها الشرفاء أن الدولة تخوض حروب أخري علي جبهات متعددة ، و منها حروب سياسية وإقتصادية إلي جانب حربها الشرسة علي هذا الإرهاب الأسود الذي يهدد الحفاظ علي الأمن القومي والهوية المصرية، كما أنها تبذل جهود جبارة في سبيل إعادة البناء والتنمية ومن الطبيعي أن كل هذه الحروب لها تكاليف مادية ضخمة في ظل توقف شبه تام للإقتصاد العالمي بما فيه إقتصاديات للدول الكبري ، وبالطبع يجب أن نلتمس بعض العذر لقصور هنا أو خطأ هناك .
ماحدث لا يتعدي سوء فهم من البعض أو لفت إنتباه للبعض الأخر سواء فيما يخص وزارة الصحة أو نقابة الأطباء وجيشنا الأبيض الذي يفخر به كل أبناء الوطن ، وسيكون ذلك بمثابة تصحيح لبعض الخطوات الخاطئة من هنا أو هناك ونقطة ثقة جديدة بين الدولة وكل مؤسساتها الرسمية وجميع أبناء الشعب المصري ، حفظ الله مصر قيادة وحكومةً وشعباً من كل سوء.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.