متى يأتى اليوم الذى لا يعتمد فيه دخلنا القومى على الخارج فقط ؟؟..نعلم ان تحويلات المصريين العاملين بالخارج والسياحة وقناة السويس من اهم مصادر الدخل القومى على الترتيب .. فما العمل اذا توقفت هذه المصادر لأى سبب ..؟؟
ماذا لو توقفت تحويلات المصريين بالخارج مثلما حدث بعد ثورة 30 يونيه 2013 عندما تآمر الاخوان فى الدول العربية على مصر وسارعوا بشراء العملات الأجنبية من المصريين العاملين هناك بضعف سعرها لحرماننا منها ؟؟.. وماذا لو جاءت اية دولة غربية أو شرقية وزعمت – لسبب أو لآخر – أو تلككت لنا بأن مصر ليست آمنة وطلبت من مواطنيها عدم السفر الينا ؟؟.. وماذا لو تكرر ماحدث قبل سنوات من تفجيرات امام باب المندب وامتنعت دول العالم عن تسيير سفنها وحاوياتها عبر البحر الأحمر ومن ثم قناة السويس وقررت ان تسلك طريق رأس الرجاء الصالح .. الا يعنى ذلك قطع الشرايين الرئيسية التى تضخ الدماء ( الخضراء ) الى قلب اقتصادنا ؟؟.. وماذا لو اجتمعت الأمثلة الثلاثة دفعة واحدة مثلما حدث بعد فوضى يناير 2011 ثم ثورة 2013 .. اليس هذا معناه – لا قدر الله – تهديد الدولة بالانهيار وكاد هذا يحدث فعلاً لولا ستر الله وحفظه ونجاح القيادة السياسية ( الوطنية ) للبلد فى تجاوز الأزمة ..؟؟
السؤال : وما الحل ؟؟.. الحل ينطلق من مقولة ( ماحك جلدك مثل ظفرك ) .. اى الا نجعل اقتصادنا تحت رحمة دولة اجنبية .. وضرورة اعادة هيكلة الاقتصاد المصرى بأن تكون مصادر دخلنا ( محلية 100% ) مثل المزيد من زراعة الصحراء ومااكثرها والتوسع فى الصناعات الضخمة وغيرها مع الابقاء على مصادر الدخل التقليدية الموجودة فعلاً سواء تحويلات المصريين العاملين بالخارج والسياحة وقناة السويس والبورصة وغيرها .
×××
الآن .. فى ظل تفشى فيروس كورونا ( المستبد ) فى العالم كله وانخفاض اسعار النفط .. تأثرت عائدات قناة السويس مما دفع بعض التحالفات الى تغيير مسار سفنها وحاوياتها من القناة الى طريق رأس الرجاء الصالح رغم انه اطول بحوالى 3 آلاف ميل بحرى وتكلفة الرحلة بالتالى تصل الى 200 الف دولار غير التأخير .. الا انها بكل الأحوال ستكون ارخص من المرور عبر القناة التى تتراوح رسومها بين 400 الى 500 الف دولار للسفينة الواحدة .
تغيير المسار لا يزعجنى بالمرة .. فمن حق اى تحالف أو بلد اختيار الطريق الذى يحلو له .. المشكلة الحقيقية تكمن فى 3 امور :
× الأول .. ان ( بى . بى . سى ) ذكرت ان تغيير المسار جاء بالاتفاق بين هيئة القناة والتحالفات
× الثانى .. ان جورج صفوت المتحدث باسم الهيئة قال ان الهيئة اعلنت فى مطلع مايو الحالى عن تخفيضات وصلت الى 17 % للسفن المشاركة فى التجارة الأوروبية .. وان هناك تواصلاً دائماً مع ادارات الخطوط الملاحية .. واكد ان تعديل نسبة التخفيضات جاء استجابة لطلبات الخطوط الملاحية الخاصة بالوفر الممكن تقديمه مقارنة بتكاليف الابحار فى ممرات اخرى .. ( يعنى رأس الرجاء الصالح ) .. مؤكداً ان هذا الخفض لن يكون له تأثير ملحوظ على الايرادات .. مشيراً الى ان التعديل الأخير للحوافز تضمن تخفيضات وصلت الى 75 % لسفن الحاويات القادمة من الساحل الشرقى الأمريكى الى آسيا وهى خطوط ملاحية لا تستخدم القناة فى المعتاد ونحاول جذبها بهذا التخفيض
× الثالث .. ان حمدى برغوث خبير النقل البحرى والعضو السابق فى هيئة موانىء البحر الأحمر ذكر فى اتصال مع ( بى . بى . سى ) ايضاً ان التخفيضات المباشرة من شأنها خفض ايرادات القناة بنسبة 15% من اجمالى ايراداتها ( 6 مليارات دولار سنوياً ) مما يصعب تغييرها فى المستقبل لأن ذلك يعتبر تخفيضاً لتكلفة العبور فى القناة على المدى الطويل .. وهذا فى حد ذاته كارثة بكل المقاييس .. واقترح منح الخطوط الملاحية اجراءات تحفيزية مثل نسب مجانية من حمولة السفن .. انا شخصياً اتفق معه فى هذا الاقتراح وقد طبقته فى اعلانات جريدة ( المساء ) عندما كنت رئيساً لتحريرها دون ان اخفض جنيهاً واحداً من قيمة اى اعلان حتى لا نُضار مستقبلاً .. مع الفارق الكبير بين هيئة كبرى مثل قناة السويس تعد الثالثة فى ترتيب مصادر الدخل واعلانات جريدة .
والآن .. نريد تحقيقاً فورياً لبيان الحقيقة واعلانها اياً كانت .. لو الهيئة اتفقت فعلاً مع بعض التوكيلات على تغيير مسار حاوياتها من قناة السويس الى رأس الرجاء الصالح فان هذا الاتفاق هو بمثابة ( خيانة عظمى ) تستوجب عزل المسئول الذى وافق عليه ومحاكمته .. وان كان كلام ( بى . بى . سى ) فبركة وادعاء فارغ أو اخراج التصريح من سياقه فلابد من محاسبتها عن طريق هيئة الاستعلامات خاصة ان سوابقها اصبحت تزكم الأنوف .
فى النهاية .. لم يعد امامنا الا الحفاظ على قناة السويس بأى ثمن واعادة هيكلة مصادر دخلنا القومى لتكون ( محلية 100% ) .. فهل يحدث ..؟؟
×××
×× الحياة .. لازم تستمر ..
اعلنت دول العالم تخفيف القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا ..قناعة منها بأن الحياة لازم تستمر .. واليكم احدث قرارات بعض الدول :
× السعودية .. قررت المملكة تخفيف القيود على التجارة ومراكز التسوق ، والسماح من الأحد القادم باستئناف الطيران الداخلى واقامة صلوات الجمعة والجامعة بالمساجد ماعدا مكه ومن 21 يونيه سيتم الغاء حظر التجول ..عدد المصابين بالمملكة 77 الف مصاب ..!!!
× فلسطين .. تقرر السماح بالصلاة فى المسجد الأقصى .. كما اعيد فتح كنيسة ( المهد ) .
× ايران .. قررت طهران اعادة فتح مطاعمها وعودة الموظفين للعمل .. رغم ارتفاع عدد المصابين الى 100 الف والوفيات الى 6500 .. !!!
× الامارات .. اعلنت عودة العمل بجميع الوزارات والهيئات والمؤسسات الاتحادية بنسبة 30 % من الأحد القادم .. واستئناف الحركة الاقتصادية فى دبى .. عدد المصابين 31680 ..!!!
× سلطنة عُمان .. اعلنت انها ستنهى من الغد اجراءات العزل العام فى مسقط .
× الكويت .. قررت تطبيق حظر التجول الجزئى بدلاً من الشامل ..الاصابات حوالى 22 الفاً .
× امريكا .. قررت واشنطن ان تطلق غداً اولى مراحل رفع قيود العزل العام والسماح لباعة المواد غير الأساسية بفتح متاجرهم لتلقى الطلبات من الخارج او عند المدخل وكذلك المطاعم المفتوحة واستئناف عمل صالونات الحلاقة كما تقرر استمرار منع تجمع اكثر من 10 اشخاص .. عدد المصابين فى امريكا مليون و713 الفاً والوفيات 100 الف .!!!
× المانيا .. الحياة فيها اصبحت طبيعية جداً لدرجة ان البوندسليجا ( الدورى العام ) عاد قبل اسبوعين وفق اجراءات احترازية صارمة رغم ان الاصابات فيها وصلت الى حوالى 180 الفاً والوفيات قرابة 8500 .. انها رسالة واضحة تفضح اغراض وامراض الكومبارس وعرائس الماريونيت عندنا الذين يطالبون بالغاء النشاط الرياضى فى مصر بحجة المحافظة على حياة الناس فى حين ان هذا ليس فى حساباتهم اصلاً .. بل ان لهم اسباباً انتخابية وشخصية ونفسية ومرضية .. الاصابات عندنا لم تصل بعد الى 20 الفاً والوفيات 816 فقط .. شفتم الفرق فى الأعداد والقرارات والضمائر ؟؟.. صحيح اللى اختشوا ماتوا.
Khaledemam6@hotmail.com