صـرخـةُ طِـفـلٍ قصيدة للـشـاعـر مـحـمـد الـشـرقــاوي

أقـبـلْ بـجـيـشِـك مُـسـرعـًـا
يـا بـنَ الــولـيـد
يـا ســيـفَ ربِّـــي
أقـبـلْ
فـإنَّ الـكــربَ
فـي وطـــنـي شَـديـد
كـانـت لـنَـا
دارٌ وأرضٌ حــولـنـا
تـحـمـي الـزهـورَ
ولا تـحـيـد
والـفـصـلُ يــزرعُ
فـي خـلايـا الـروحِ
نــصــرًا قـادمـًـا
وعـلـومُـهُ الغَــراءُ
تـمـضـي فـي الـــوريـد
وحـديـقـةٌ
كـانـت تـظـلـلُ حـلـمَـنـا
والـطـيـرُ فـــوق الــغـصـنِ
يـحـفـظُ لـحـنَـنـا
ويـقـومُ عـنـد الـفـجـرِ
يـشـدو بـالـنـشـيـد
وشـواطـئُ الأنـهـارِ
تـحـفـظُ مــاءَنــا
وتـقـصُّ أمــجـادًا لـنـا
جــاءت
مِــنْ الــزمـنِ الـبـعـيـد
وعـيـونُـنـا
وقـلـوبُـنــا
تـجـري بـسـاحـاتِ الأمــانِ
ولـيـس فـيـنـا مِـنْ شَـــريـد
ظـهـرت شـقـوقٌ
فـي الـجِـدار
ومـضـي يـغـادرُ
مِـنْ شـوارعِـنـا الـنـهـار
واخـتـلَّ حـلـمُ مــديـنـتـي
واخـتـلَّ أصـحـابُ الـقـرار
يا بــن الـولـيـد
عــد مُـسـرعـًـا
إنــي أقـصُّ الـيـومَ
فـصـلًا واحــدًا
عـمـا يـدورُ ولـن أزيـــد
شَــرفُ الـعـروبــةِ
بـات في أيــدي الــغــزاة
هــدمـوا الـحـصـونَ
وصـافـحـوا كـلَّ الــقـضـاة
نــسـفـوا الأمــانَ
مِـنْ الـقـلـوبِ
وعــيـنـوا
فـي كُـلِّ أرضٍ
مِـنْ عـيـونِـهـم الـطـغـاة
ووجـدتُ أحـلامَ الــزهـورِ
تـبـعـثـرت
وحـقـيـبـتـي سـقـطـت هُـنـاك
عـلى الـرصـيفِ تـنـاثـرت
أمـسـكـتُ بـالـقـلـمِ الـرصـاص
وكـتـبـتُ يــا أهـلَ الـقـرار
مـتـى الـخـلاص؟
لــكـنـنـي أدركــتُ أنـــي
بــيـن أوطـاني وحــيـد
ومــدائـنـي حـتـمـًـا
سـتـذهـبُ عـنـدهـم
مـا دامَ لـلأمـراءِ قـلـبٌ خـائـفٌ
مـا دام في الـحـكـامِ
بـعـضٌ مِـنْ عـبـيـد
أسـمـعـتـنـي
يـا بـنَ الـولـيــد؟
يا مَـنْ قَـهـرتَ الـمـجـرمـيـن
ورفـعـتَ ديـنَ الـحـقِّ
فـوق الـعـالـمـيـن
بـغـدادُ تَـصـرِخُ
مِـنْ رصـاصِ الـغـدرِ
تـحـيـا فـي أنــيـن
ودِمَـشـقُ لـلأشـبـاحِ
صـارت مــوطـنــًـا
تـبـكي عـلـى
مـاضـي الـسـنـيـن
والـقـدسُ أرضُ الــنـورِ
غـاب ضِـيـاؤهــا
ومـضـت تُـنـادي الـعـطـفَ
يـأسـًـا
مِـنْ عـيـونِ الـغـاصـبـيـن
أفـهـمـتـنـي
يـا بـنَ الـولـيـد
أم مِـنْ غَـرائــبِ عـصـرِنــا
تــرجــو الـمـزيـــد؟
إنِّـــي دعــوتُ الـلَّــه
يـجـمـعُ شَـمـلَـنــا
والـلَّــهُ يَــفـعـلُ
مـــا يُــريـد
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.