خالد إمام يكتب : كورونا .. واخواته !!
يخطىء من يظن ان الدولة تواجه فيروس كورونا فقط .. لا ياسادة .. لو كان على كورونا رغم خطورته لأصبحت المواجهة اسهل .. فالغالبية العظمى من ابناء الشعب وعلى كل المستويات استجابت لقرارات واجراءات الحكومة الاحترازية .. لكن المشكلة تكمن فى ان الدولة تواجه مع هذا الفيروس اخواته الأكثر شراً وخطراً وتتمثل فى الجهل المركب والاستعباط والاستهبال وعدم ادراك المسئولية .
كلنا تابعنا مشاهد – ليست مفبركة – ويندى لها اى جبين تؤكد كل الصفات التى ذكرتها فى المقدمة : فهندما يغلق مقهى ابوابه على الرواد حتى يتسنى لهم ( طفح ) الشيشه ، وعندما يفتح متخلف ( مقهى دوبلكس ) عبارة عن قهوه بلدى فى الأرضى فوقها شقة وبينهما سلم داخلى حيث يغلق باب المقهى الخارجى تنفيذاً لقانون الدولة أما الزبائن فترتاد مقهاه من خلال الشقة تنفيذاً لقانونه الخاص ، وعندما يتكدس البعض فى المولات لجمع السلع وكأنهم فى مجاعة وليس فى حرب ضد وباء عالمى ، والأدهى والأمر عندما تزدحم شواطىء الاسكندرية وجنوب سيناء ودمياط والبحر الأحمر بالرواد يوم الجمعة الماضية وكأن هذه الشواطىء فى كوكب آخر وليست فى كوكبنا .. عندما يحدث كل هذا فبماذا نسميه ..؟؟!! والمؤسف ان نرى البعض يدافع عن هذه الكوارث باعتبارها حرية شخصية ..!!!!
شهادة حق .. فان الدولة لم تقصر ابداً .. فقد بذلت ومازالت وستبذل اقصى مالديها سواء بتقديم الخدمات الطبية أو التوعية اللازمة أو الاجراءات الاحترازية المتصاعدة حسب تطور الحالة .. الا ان البعض يصر على ارتكاب جرائمه بلا وعى أو مسئولية بل ويجد من يدافع عنه ببجاحة .
ايها المخالفون .. اعلموا ان عدد المصابين فى مصر بلغ حتى كتابة هذه السطور 576 والوفيات 36 .. ولذا فمن الواجب ان تهمدوا فى بيوتكم هذا الأسبوع والذى يليه لكسر فترة حضانة الفيروس والسيطرة عليه حتى لا تشغلوا الدولة فى حربين : كورونا واخواتها .. أى أنتم الخطر الأكبر .
مصر الآن فى مفترق وامامها طريقان : طريق الصين بعد نجاحها فى وقف زحف كورونا والتعافى منه ، وطريق امريكا وايطاليا واسبانيا والمانيا وايران وفرنسا وسويسرا وبريطانيا وكوريا الجنوبية .. القرار للشعب واتمنى ان يكون الالتزام من الجميع .
اننى لا اقصد ان ارعب احداً بل احاول تبصير من يتعامى عن خطورة الموقف الذى تؤكده منظمة الصحة العالمية وكل الخبراء العالميين والمحليين ومنهم د . محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشئون الصحية والوقائية ووزير الصحة الأسبق الذى اعلن ان مصر امامها من اسبوع الى 10 ايام اضافية وحاسمة فى مواجهة كورونا .. واننا ندرس ماحدث فى الصين وايطاليا واوروبا لنحمى انفسنا .. الفيروس يتصاعد تدريجياً حتى يصل لأقصى ارتفاع لنسبة الاصابة ثم يتراجع .. نحن فى بداية الفترة الحرجة لنشاط الفيروس ومازلنا فى وضع مطمئن حتى الآن .. ولكن على الجميع الالتزام التام حيث نخوض حرباً فيروسية شرسة ويمكن ايقاف كورونا عن طريق منع الاختلاط والتجمعات .
كلام فى منتهى الخطورة واليسر ايضاً لمن يفهم ويعى .. معناه : احذروا المقاهى السرية والمعلنة ، احذروا الشواطىء التى صدر قرار بغلقها بعد فضيحة يوم الجمعة ، احذروا التكدس فى المولات وما الى ذلك وليتكم تمتنعون عن زيارات الأهل والأصدقاء ايضاً فيما عدا القرابة الأولى .. يعنى الأم والأب والأخوات والأبناء وفقط ولمدة اسبوعين لاغير .. الفيروس اصاب اكثر من 600 الف حتى الآن فى العالم وازهق ارواح حوالى 25 الفاً .. فهل انتم منتهون ..؟؟
عموماً .. وكما يقولون ( الميه تكدب الغطاس ) .. بعد غد يبدأ صرف المعاشات وفق نظام اراه جيداً لمنع التزاحم .. فأيام 1،2،4 ابريل للمعاشات اقل من الف جنيه ، وايام 5،6،7 للمعاشات ازيد من الف واقل من الفين ، ويوما 8،9 للمعاشات الأكثر من الفين ، ومن يتخلف عن الصرف فى الشريحة المحددة له يمكنه الصرف من يوم 10 ابريل .. والآن .. ليت البعض ينسى الجهل والفهلوه والاستعباط والاستهبال وعدم ادراك المسئولية ويلتزم بمواعيده المحددة حفاظاً على صحته وصحة غيره وسلامة المجتمع كله .
× يدفعون ثمن المناصب
يندهش البعض من اصابة سياسيين رفيعى المستوى امثال الرئيس البرازيلى خافيير بولسونارو وولى عهد بريطانيا الأمير تشارلز ورئيس وزرائها بوريس جونسون ووزير الثقافة الفرنسى فرانك ريستر ووزير الطاقة والتعدين السودانى عادل ابراهيم و24 نائباً بالبرلمان الايرانى توفى منهم اثنان واصابة 18 مسئولاً آخرين على رأسهم نائب وزير الصحة .. الا ان الواقع يؤكد ان اصابتهم ليست مستغربة لأنهم على اتصال دائم بالعديد من الأشخاص بحكم مواقعهم ومهام عملهم مقارنة بعامة الشعب .. كما انهم يتبادلون المصافحة دائماً قبل وبعد اللقاءات .. ومن هنا تأتى العدوى .. انهم يدفعون ثمن المناصب من صحتهم .. واحياناً حياتهم .