ضربت عاصفة ( التنين ) معظم دول العالم بدرجات متفاوتة الا ان مصر هزمتها شر هزيمة .. وجاء ذلك متزامناً مع زحف فيروس كورونا المستجد من اقصى شرق الكرة الأرضية الى غربها ومابينهما وقد اوقفنا هذا الزحف القاتل بجدارة .
نحمد الله ان قيض لنا قادة يضعون مصر وشعبها فى المآقى والقلوب .. لذا فمنذ اللحظة الأولى التى بدأ فيها معرفة موعد وقوة وتأثير عاصفة التنين وانها ستضرب مصر يوم الخميس ( الماضى ) 12 مارس وتستمر عدة ايام وانها عاصفة مدمرة بحق حتى اتخذت الحكومة كافة الاجراءات الاستباقية بتحذير المواطنين مبكراً من الخروج أو قيادة السيارات على الطرق السريعة ووضع الخطط المدروسة لمواجهة تقلبات الجو .. حيث وفرت السلع التموينية بكثافة واعلنت الطوارىء بالمستشفيات وجعلت هذا اليوم اجازة رسمية فى كافة المصالح والمدارس والجامعات واجلت مباريات الكرة ونشرت فرق الطوارىء والتدخل السريع فى كل مكان لانقاذ العالقين وشفط مياه السيول والأمطار من الشوارع التى اصبحت تحتاج فعلاً الى اعادة تخطيط لشبكات الصرف حيث اصبحت لا تستوعب الأمطار الغزيرة .. ولا ننسى ابداً الدور العظيم الذى قام به رجال الجيش والشرطة على يقظتهم وتواجدهم المستمر على الجبهتين .. تأمين الحدود ، وحفظ الأمن بالشوارع ومساعدة من يحتاجون للمساعدة بسبب العاصفة .
الأمر الجدير بالاعجاب والاحترام ايضاً هو موقف المواطنين انفسهم حيث التزموا بتعليمات الحكومة بل ان منهم من خصص سيارات جيب لتكون بمثابة ( نجدة ) لكل محتاج .. الله عليك ياشعب مصر .. وبالتالى نستطيع التأكيد وبنسبة 100% اننا هزمنا ( التنين ) بالضربة القاضية الفنية .. وندعو الله ان يتغمد من لقى حتفه نتيجة الصعق أو هدم المنازل وعددهم 29 شخصاً بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر الجميل .
ولأن المصائب لا تأتى فرادى .. فقد استأسد فيروس كورونا المستجد على كل العالم .. زاحفاً من الصين حتى امريكا مروراً بآسيا كلها والشمال الأفريقى واوروبا .. وانه – حتى كتابة هذه السطور – قتل 50 الفاً و457 شخصاً واصاب 134 الفاً و153 شخصاً آخرين .. والغريب ان الدول الأكثر تقدماً كانت فريسة هذا الفيروس ( الضعيف المتوحش ) حيث سجلت ايطاليا رقماً قياسياً فى عدد الوفيات فى يوم واحد وهو 250 وفاة وان الاصابات وصلت الى 15 الفاً و113 حالة بينما بلغ عدد الوفيات بشكل عام 1016 وفاة .. وفى ايران بلغ عدد الوفيات 85 وفاة فى يوم واحد ، وفى اسرائيل ارتفع عدد المصابين الى 126 شخصاً .. اما الولايات المتحدة فقد رصدت 1678 اصابة و41 وفاة مما دفع الرئيس ترامب الى اعلان حالة الطوارىء الوطنية .
الفيروس ضرب كذلك الشعائر الدينية فى بعض البلدان وكذلك الأنشطة الاقتصادية والسياحية والرياضية .. حيث منعت ايران صلاة الجمعة وكذلك السعودية اضافة الى وقف رحلات العمرة .. وانهارت بورصات عديدة .. وتوقفت السياحة فى اغلب دول العالم وتم تأجيل وايقاف مباريات كرة القدم فى 4 دوريات كبرى من 5 دوريات هى ايطاليا وفرنسا واسبانيا واخيراً انجلترا وجميع مباريات الكرة فى ايران وتأجيل تصفيات امريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم واعلن ( يويفا ) ايقاف دورى الأبطال والدورى الأوروبى كما اعلن ( كاف ) تأجيل مباريات تصفيات افريقيا لبطولة الأمم واعلنت دول الشمال الأفريقى ان مبارياتها ستكون بدون جماهير
اما مصر .. فقد نجحت فى وقف زحف كورونا .. حيث خصصت مستشفيات معينة للعزل تمكث فيها الحالات المشتبه فى اصابتها وكذلك المخالطين لها لمدة 14 يوماً تحت الملاحظة الدقيقة مع اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة بشدة .
وزارة الصحة اعلنت تعافى 21 حالة من بين 93 مصاباً بكورونا وان عدد الوفيات حالتان فقط .. الأولى المانى الجنسية جاء مصر وهو مصاب والثانية لسيدة مصرية هى عطيات محمد ابراهيم ( 69 سنة ) من قرية السماحية بالدقهلية .. وماتم اتخاذه مع جثمانها من اجراءات امنية وصحية صارمة يؤكد للكافة حرص وحذر الجهات المسئولة حيث تم تكفين الجثمان فى مستشفى العزل بالاسماعيلية بكفن من 3 طبقات .. اثنتان منها من قماش قطن ابيض والثالث غطاء من ( الجلد ) لمنع العدوى .. وتم وضع الجثمان داخل صندوق معقم ونقله فى سيارة اسعاف معقمة ذاتياً .
السياحة فى مصر عادية جداً حيث يفد الينا الآلاف كل يوم من كافة بقاع الأرض ليرتادوا مناطقنا الأثرية والسياحية .. الشعائر تمارس كما هو معتاد فى مساجدنا وكنائسنا .. والحياة عامة تعود من اليوم الى وضعها الطبيعى المعتاد .. انها مصر ياسادة .. مصر أم الدنيا .. مصر ( المحفوظة ) من المولى عز وجل منذ خلق الله الأرض الى ان يرثها ومن عليها .. ومصر ( المحظوظة ) برئيس وحكومة ومسئولين وطنيين ومخلصين وبشعب طيب ومؤمن بالله والوطن .
ضربت عاصفة ( التنين ) معظم دول العالم بدرجات متفاوتة الا ان مصر هزمتها شر هزيمة .. وجاء ذلك متزامناً مع زحف فيروس كورونا المستجد من اقصى شرق الكرة الأرضية الى غربها ومابينهما وقد اوقفنا هذا الزحف القاتل بجدارة .