د. مختار جمعة: حماية السائح واجب شرعي وتأشيرة دخوله عقد أمان لنفسه وماله

فى الندوة التى عقدت بقطاع شرطة السياحة

  • يجب أن نرسم الصورة الذهنية التي تليق بتاريخنا الحضاري داخل مصر وخارجها

  • من قتل أثناء قيامه بعمله في حماية الآثار أو تأمين السائحين.. فهو شهيد

  • لجنة السياحة بالبرلمان تشيد بموقف وزارة الأوقاف من قضية السياحة

كتب – إبراهيم نصر 
أكد الدكتور محمد مختار جمعة  وزير الأوقاف أن حماية السائح وتأمينه وحسن معاملته واجب ديني ووطني، مع ضرورة أن يسهم كل وطني شريف يتعامل مع السائحين في رسم الصورة الحضارية لبلده، وأن يكون كل منا سفيرا لصورة بلده في الداخل والخارج،كما يجب أن نلقى السائح بما يليق بنا من الابتسامة وكرم الضيافة وحسن التعامل، وعدم الاستغلال وعدم السماح بهذا الاستغلال أصلاً، مع ضرورة تدريب وتأهيل العاملين بالقطاع السياحي وفق المتطلبات العلمية والفنية والمقاييس العالمية الحديثة، والانضباط الكامل في تقديم الخدمات مع العمل المستمر على تحسينها وتجويدها بما يزيد من جذب السائحين، وأن من قتل أثناء أداء مهمته في حماية السائحين أو تأمينهم أو حماية الآثار أو تأميمها فهو شهيد.
جاء ذلك فى الندوة التى عقدت بقطاع شرطة السياحة، بحضور اللواء رضا العمدة مساعد وزير الداخلية لشرطة السياحة والآثار.
قال الوزير:إن الوطن لأبنائه جميعا وهو بهم جميعا، موضحا خلال على أهمية حماية آثارنا وعدم التعامل معها خارج إطار القانون، وأن حماية الآثار حماية للوطن، كما أن أمن السائحين جزء لا يتجزأ من أمن الوطن، وأن حمايتهم هي حماية للوطن ومقدراته، ويجب أن نرسم الصورة الذهنية التي تليق بتاريخنا الحضاري،كما يجب أن نترجم أخلاق ديننا إلى واقع ملموس في معاملة السائحين، و يجب أن نقضي على أي مظهر من مظاهر التسول والباعة الجائلين في المناطق السياحية.
أوضح الوزير أن الصورة الذهنية لأي شخص أو مجتمع تنعكس سلبًا أو إيجابًا على قبوله أو رفضه، على التعامل معه أو ضده، والصورة الذهنية منها ما هو عارض خاطف، ومنها ما هو مترسخ ومتجذر في الذاكرة، غير أن بناء الصورة الذهنية لشخص أو شعب يحتاج إلى مساحات أوسع من الزمن وجهد ملموس على الأرض، فالصورة الذهنية الخاطفة أو العارضة قد تكون محدودة التأثير الآني غير أن تراكم هذه الصور يؤدي بلا شك إلى بناء صورة ذهنية راسخة متجذره تكون ذات أثر بالغ في الحكم على الأفراد أو الشعوب، كما أن هذه الصورة الذهنية الخاطفة تكون وليدة موقف أو لحظة كحسن مقابلة السائح ، أو إنهاء إجراءات استقباله بسهولة ويسر في جميع خطوات التعامل معه بدءًا من الحصول على إذن الدخول، إلى إنهاء إجراءات استقباله بالمطارات والموانئ، فالفنادق، فالمتاحف، فسائر التعاملات، وقد تتكون الصورة الذهنية لدى السائح بنظرته إلى مستوى النظافة والنظام واللمسات الجمالية والطراز المعماري لدى الشعب المضيف.
أضاف: أرى أن الجانب السلوكي من أهم الجوانب المؤثرة في بناء الصور الذهنية، وقد قالوا: حال رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل لرجل، فالناس لا يصدقون الكاذب، وإن خطب فيهم ألف خطبة وخطبة عن الصدق، ولا يأتمنون الخائن أو الغادر وإن أعطاهم ألف عهد وميثاق وحدثهم ألف حديث وحديث عن الأمانة والوفاء، لذا يجب أن يكون لنا وجه واحد ظاهره كباطنه، وليس لنا وجهان أحدهما ظاهر والآخر خفي، إذ يمكن للإنسان أن يخدع بعض الناس لبعض الوقت، لكن لا يمكن لأي إنسان مهما كان ذكاؤه ومهما كانت حصافته وحيطته ودهاؤه أن يخدع كل الناس كل الوقت، ولا شك أن مصرنا العزيزة تتمتع بميزات سياحية هائلة تجعلها في مقدمة المقاصد السياحية عالميًا، ما بين معالم حضارية وتاريخية وأثرية وثقافية وطبيعية لم تتوفر مجتمعة لأي بلد آخر في العالم، فأينما وجهت نظرك وجدت معلما أو ملمحا أثريا أو تاريخيا أو مظهرًا من مظاهر الطبيعة الساحرة التي حبانا الله عز وجل بها.
ويستطرد الوزير قائلا: إننا لو أحسنا عرض ما لدينا من حضارة إنسانية، وعاملنا السائحين بما تقتضيه حضارتنا الإسلامية السمحة وأخلاقها الراقية، من دون أن نتعرض لدين السائح أو خصوصياته، أو ندخل معه في أي جدل عقدي أو ديني، لاستطعنا أن نترك لدى السائح انطباعا عن حضارتنا ورقيها يمكن أن يسهم إسهاما جيدًا في تصحيح بعض الأخطاء التي نتجت عن اختطاف الجماعات الظلامية لخطابنا الإسلامي والثقافي والفكري ردحا من الزمن، وانتهجت مسلك التشدد والغلو أو التطرف والإرهاب، مما شوه بعض ملامح وجهنا الحضاري، وأصبح الأمر يتطلب جهدًا وعملا شاقًا ومتواصلا لتصحيح الصورة وبيان أن تلك الجماعات الضالة المارقة لا تمثل الإسلام ولا وجهه السمح، وإنما هي عبء ثقيل عليه وعلى حضارته وقيمه وأخلاقه وإنسانيته الراقية.
من جانبه أشاد النائب عمرو صدقي رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب بالقضايا التي ناقشها الدكتور محمد مختار جمعة في ندوة قطاع شرطة السياحة، معلنا تأييده التام لتأكيد وزير الأوقاف أن حماية السائح وتأمينه وحسن معاملته واجب شرعي ووطني، وتأشيرة دخول السائح عقد أمان لنفسه وعرضه وماله.
وطالب “صدقي” في بيان له أصدره أمس الأول بأن تكون هذه القضايا المهمة التي طرحها وزير الأوقاف منهاج عمل وسياسة واضحة لكل المتعاملين داخل قطاع السياحة المصرية، ومن المواطنين أنفسهم، موجها تحية قلبية لجميع صقور وأبطال وضباط وجنود وأفراد قطاع شرطة السياحة والآثار على ما يبذلونه من جهود كبيرة لحماية جميع ضيوف مصر من السياح من مختلف الجنسيات بالعالم، وحماية الآثار المصرية في مختلف المحافظات والمدن الأثرية على مستوى الجمهورية، مشيدًا بتأكيد وزير الأوقاف أمام الندوة بأن حماية الآثار حماية للوطن، كما أن أمن السائحين جزء لا يتجزأ من أمن الوطن، وأن حمايتهم هي حماية للوطن ومقدراته، وأن من قتل أثناء أداء مهمته في حماية السائحين أو تأمينهم أو حماية الآثار أو تأمينها فهو شهيد.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.