عشنا آخر عشرة ايام اقل ما توصف به انها ( ضجيج .. بلا طحن ) .. ليتنا ماعشناها ، ولا مرت بنا ، ولا رأينا احداثها المتدنية من الأساس .
ضجيج من اجل بشر لا يشرفنا معرفتهم بالمرة اطلقوا على انفسهم ( مطربى المهرجانات ) اصوات اغلبهم نشاز وكلمات اغانيهم منحطة يستحق كل لفظ فيها السجن المؤبد .. والمؤسف ان يخرج علينا فنانون نعجب بفنهم ليساندوا هذا اللون القبيح من الغناء امثال رانيا يوسف وايمان العاصى التى شيرت فيديو وهى ترقص على اغنية ( الخمر والمخدرات ) وتكتب رسالة تقول فيها : ( بعد اذن استاذ هانى ) ..!! أى بالعند فيك هانى شاكر ..!!
.. وضجيج آخر بسبب مباراتى السوبر الأفريقى والمصرى .. الأول فاز به الزمالك على الترجى التونسى وقد فرحنا جميعاً بمختلف الوان فانلاتنا وانا والله منهم رغم اهلاويتى الا ان بعض ادارييه ولاعبيه تجاوزوا خلال احتفالاتهم المستحقة فى حق غريمهم التقليدى ، والثانى فاز به الزمالك ايضاً ولكن على الأهلى فخرجت الأمور عن السيطرة الى شغب مقصود وواضح انه كان معداً له مسبقاً وكاد يتحول الى مجزرة اكبر مما حدثت فى بورسعيد عام 2012 لولا لطف الله مما اساء ابلغ اساءة للامارات .. هذا البلد الشقيق الذى استضاف المباراة ولمصر ايضاً .
وسط هذا الضجيج الفارغ .. تغافل وتناسى وتعامى الجميع عن حدث كبير جداً كان يقام على نفس ارض الامارات هو حفل ( صُناع الأمل ) فى دبى لتكريم رائد هؤلاء الصناع طبيب القلوب العالمى الدكتور مجدى يعقوب وجمع التبرعات اللازمة لبناء مستشفى جديد للقلب .. واين يقام ؟؟.. فى مصر ياساده .
تغافل انصار شاكوش واشباهه وكذلك المنفلتون من الأهلوية والزملكاوية عن مشهد وجع قلبى وقلوب الملايين الذين تابعوا الحفل حين تعثر السير مجدى يعقوب وهو يصعد الى المنصة للتكريم .. وقد وقف كل من فى صالة الاحتفالات وهم بالآلاف وكذلك نحن هنا وفى عيون معظمنا دموع تؤثر الا تسقط وندعو الله ان يحفظه من كل سوء .
تناسى انصار هؤلاء وهؤلاء ان الدكتور مجدى يعقوب كرس حياته وجهوده لخدمة البسطاء من الناس دون النظر الى جنسياتهم أو دياناتهم ليطبب قلوبهم ويعيدهم بارادة الله تعالى الى الحياة الطبيعية .. وغالباً بدون مقابل .
تعامى هؤلاء الأنصار جميعاً الذين ادمنوا تفاهة الكلمة وصخب اللحن وازعاجه وانحدار الأخلاق الرياضية عن ان هذا الحفل الذى يقام على ارض الشيخ زايد رحمه الله الذى كان عاشقاً لمصر ومتيماً بها وزرع فى اولاده نفس العشق كان هدفه الأساسى جمع تبرعات من الميسورين لبناء مستشفى القلب الجديد بالقاهرة درة عواصم العالم ليقوم بمداواة قلوب المرضى البسطاء من ابنائنا جنباً الى جنب مع مستشفى د . يعقوب فى اسوان .
لقد كانت لفتة كريمة بحق عندما بادر الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى بالاعلان عن تبرعه بمثل قيمة الأموال التى سيتبرع بها اهل الخير .. وقد اوفى بوعده حيث تم جمع مايعادل 188 مليون جنيه وقد تبرع بن راشد بنفس القيمة من اجل بناء المستشفى .
من بين المتبرعين المصريين رجل الأعمال نجيب ساويرس بما يعادل ( 6 ملايين جنيه ) والفنان احمد حلمى ( مليون جنيه ) .. وكنت اتمنى ان يتبرع كل الكبار من رجال الأعمال والفنانين والرياضيين لبناء المستشفى الذى يمكن ان يستفيدوا منه مثلما يستفيد كل شعب مصر خاصة ان شهرتهم واموالهم جاءت لهم من هذا البلد وذاك الشعب .
حفظ الله الجميع .. وتحيا مصر .
Khaledemam6@hotmail.com
عشنا آخر عشرة ايام اقل ما توصف به انها ( ضجيج .. بلا طحن ) .. ليتنا ماعشناها ، ولا مرت بنا ، ولا رأينا احداثها المتدنية من الأساس .