حنان خيرى تكتب : حوار مع أبي عن الحب في عيده

كل المحلات حمراء والزينة فى الشوارع مبهجة والأغانى الجميلة تعلو فى كل مكان والشباب والشابات تبدو السعادة مرسومة على وجوهم ، وشنط الهدايا تعبر عن مشاعرهم وهم يحملونها بفرحة تنادى على حبايبهم بصدق ونقاء .. مر بخاطرى بسرعة أننا فى شهر فبراير تحمل أيامه نسمات من طيف عزيز وغالي يشحن قلوبنا ويطمئن نفوسنا ويربط بيننا بوردة تنادى بالمشاعر الطيبة الوفية فتأكدت أن ذكرى عيد الحب تنادى علينا لنعود إلى الأصول الإنسانية والأسس القوية لتكوين العلاقات الصلبة الحقيقية ونهدم ونحارب المزيفيين المرضى بالهشاشة الاجتماعية..
فى الحقيقة قرأت لأقلام كثيرة تحدثت عن الحب بمناسبة ،ذكراه ولكن كل قلم كان له وجهة نظر طرحها بما يدور بداخل صاحبه ..و انتظرت بعض الوقت عندما شعرت أنه من أهم الأسس التى تبنى الأنسان بناءا سويا  وقد يغفلها البعض لذلك كنت على يقين بأن طيف الحب زارنا فى عيده لكى يحيى ذكراه فى عقول ونفوس وقلوب الذين تأسسوا على معانيه السامية الراقية الصافية الشفافة .
فتذكرت حوار دار بينى وبين “بابا رحمه الله ” عن معنى الحب ولماذا يخجل الكثيرون من النطق به بل أحيانا تكون كلمة محظورة !
فابتسم ابتسامة لايمكن أنساها لانها حملت معانى عميقة و رائعة ..فقال : لازم تعرفى أن الحب هو شعور يمتاز به الإنسان لأنه ينظم حياته وينظم إيقاعه النفسي والاجتماعى ،وجميع تفاعلاته الروحية والنفسية مع من حوله ،فتعتدل علاقاته بالناس ويصبح غير محتاج إلى أن يندمج معهم إلى حد الإنصهار والضياع وسطهم وايضا غير محتاج إلى أن ينعزل ويتعالى بل يحاول أن يتميز بصدقه ووضوحه وعطاءه واخلاصه، والأعتدال فى عمله ومعاملاته بالٱخرين..ولا ينسي نشأته ويظل متمسك بكيانه الأسرى وشكله الاجتماعى لكى يعيش متصالح مع  نفسه ومع من  حوله ،ولا ينتظر البعد عنهم لكى يكون شخصا مختلفا عن أهله وناسه وعائلته فتتكون مشاعر مزيفة بداخله ويكون مجرد صورة بقناع مشوه لايراه الا من يحمل المشاعر الصادقة .
لم أنس كلامه وهو يقول: لابد أن تتأكدى ..أن الناس الذين يتميزون  بالحب الحقيقى لن يعرفوا أطلاقا مشاعر العداء والحقد والكذب والوجوه المتغيره والقلوب الجاحدة ،بل يكونوا أكثر تعاطفا وتسامحا ووضوحا ..وأكثر تقدير لظروف الٱخرين وضعفهم ولذلك  النفس المحبة تحاول أن تفهم وتفسر وتعذر وتعطى..فالحب هو الضمير الإنساني والوصلة التى تصل الأرض بالسماء ،وترتفع بأهل الأرض فى طريق رحلتهم إلى السماء.
عاد بي شريط ذكرياتى فى عيد الحب ليزورنى طيف اجمل واطيب واحن وأخلص قلب وأعمق فكر واروع عقل إنسان مثقف وحنون وزرع بقلبي الحب الحقيقى ..رحمك الله يا بابا.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.