الشاعر محمد الشرقاوي يكتب : بحر العلوم

– تحية للعالم الدكتور صابر عبدالدايم يونس
===============
سألتُ الـنجومَ سـألتُ الـبـحارْ
سـألتُ الـكواكبَ عـند الـمدارْ
سألتُ الـقـوافيَ يومًـا تغـنَّـتْ
بـوجهٍ يـنيـرُ كـشمسِ الـنـهارْ
سألتُ المدائـنَ في كُـلِّ أرضٍ
عن الـفكرِ حين يـفكُّ الحصارْ
سألتُ الـمجامعَ وصفًـا بـلـيغًا
عن العقلِ حين يصوغُ القرارْ
سـألتُ الـمـطابـعَ عمن أرادت
لتصنعَ في الكونِ خيرَ ازدهار
سألتُ الـجوائـزَ في كُـلِّ فـرعٍ
إلـى أي دربٍ تـريـدُ الـمـسـارْ
سألتُ الشبابَ عن العزمِ حقًّـا
وعن نُـبلِ قَصدٍ سألتُ الـكِـبارْ
أجابَ الجـميـعُ بصدقٍ وفَخـرٍ
وجـاءَ الجـوابُ لـنا باخـتصارْ
فصابـرُ يـونسَ بُـسـتـانُ زهــرٍ
يـبــوحُ الـجـمـالَ لإِنــسٍ ودارْ
وصابرُ في العلمِ قُطبٌ عظيمٌ
يصافحُ في العهدِ باني الجدارْ
وفي الـنقدِ نـهجٌ بلـيـغٌ فـريـدٌ
يصولُ بحـرفٍ سمـا باقـتـدارْ
وفي الشعرِ نهرٌ روى كُلَّ أرضٍ
فجادت سريعًا بأشهى الـثمارْ
وفي الفقهِ نَجمٌ وفي الضادِ كَنزٌ
ومعجـمُ نحـوٍ يـحـوزُ انـبـهـارْ
إذا ما أشــــرتَ لِـقـاصٍ ودانٍ
تجـمَّـعَ شَعـبٌ بِدون انـتـظـارْ
إذا ما تحدثتَ أصغـت عقـولٌ
تغـنَّـتْ عصورًا بحسنِ ابتـكارْ
ولاسمِكَ حظٌّ من الصبر تسمو
بــهِ فـوقَ حـقدِ جـهولٍ يَـغـارْ
وبالعلمِ تبقَى مدى الدهرِ حـيًّا
وغيرُكَ يلقَى سريـعَ احـتضارْ
عـهدتُـكَ عـونًـا لطـلَّابِ مَجـدٍ
بِـنُـصحٍ يُـعانِقُ أغلـى انـتصارْ
وقَلـبُكَ نَـبــعٌ لجـودٍ وعـطـفٍ
أعانَ الـجَـمـيـع بِـرفق وسـارْ
يُـنادي الـشعـوبَ لِـعـزٍّ ونَصـرٍ
يُجيرُ الضعيفَ ويحمي الديارْ
ويدعو إلى النورِ في كُلِّ صدقٍ
فبالصدقِ يحظى بِتاجِ الوقارْ
ويُـؤنِـسُ قَلـبًـا دعا نحو سِلـمٍ
ويُؤنَـسُ حتى بعينِ الـصـغـارْ
ويكـتبُ في المجدِ أزهى فصولٍ
ويصمدُ إن ساد فِـكـرُ الـفِـرارْ
ويغضـبُ للحـقِّ بالـحـقِّ حتى
تعـودَ العـدالـةُ أقـوى شـعــارْ
ويكـشف كيـد العـدا كُلَّ يـومٍ
وللشرق يأبـى حـياة انـكـسارْ
فكمْ طـار حـرفُك في كُلِّ وادٍ
فكان كما الغيثِ يروي القِفـارْ
وكمْ حـاز نهجُك حـبًّـا وعِشقًا
فصـار دلـيـلًا وأمـسى فــنــارْ
وكم بـات نـجـمُك يوقِظُ شعبي
ليسمـوَ فـوق أشـدِّ اخـتـبــــارْ
فأصـبـحـتَ حـقًّـا دواءً لــداءٍ
أشاعَ الخضوعَ لبـاغي الدمارْ
وللطـامِـعـيـن بـلا أيِّ رفـــــقٍ
حـروفُـك قـصفٌ ورعـدٌ ونـارْ
فيا فارسًا في دروبِ المعـالي
لك الحـقُّ عونٌ يُنـيـرُ المـسـارْ
قصيدي يـنـالُ بِكـم كُلَّ فخـرٍ
ويُـبدي عن السهوِ كُلَّ اعتذارْ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.