مر يوم 25 يناير 2020 مثله مثل أى يوم خرج من خرج إلى عمله وبقى من بقى فى بيته خاصة وأنه يوم أجازة احتفالا بعيد الشرطة المصرية وذكرى ثورة يناير, لم يستجب المصريون إلى دعوات التظاهر لم يتفاعل المصريون مع مخططات حرق الوطن من خلال سيناريوهات الفوضى كما كان يحلم ويخطط إخوان الشيطان المرابطين فى تركيا الذين باعوا أوطانهم وباعوا عزها وشرفها من أجل حفنه من الدولارات, لم تلقى دعوات التظاهر أدنى قدر من الاستجابة كما لم تفلح محاولاتهم اللعب على وتر بعض الفئات التى تعانى من أوضاع مالية واجتماعية صعبة مثل المعلمين الذين أثبتوا ولاءهم وحبهم لبلدهم, حتى الروابط الرياضية من مشجعى الأندية مثل الأهلى والزمالك لم تلقى مثل هذه الدعوات الخبيثة أدنى قدر من الإهتمام منهم, أثبتت الأيام أن الإخوان أصبحوا فئة منبوذة من كل المصريين وأن كل محاولاتهم لتغيير الجلد واختراق المجتمع المصرى بوجوه جديدة فشلت جميعها بعد أن أسقط المصريون عنها النقاب.
إلى حالة الاستقرار والأمن والأمان التى تعيشها مصر وإلى هذا الواقع الذى يشهد بنجاح خطط الدولة من أجل تحقيق إصلاح اقتصادى ونهضة عمرانية تأتى بعض المشاهد كشواهد جديدة ودلائل ليست أقل أهمية من غيرها على نجاح مسار الدولة المصرية منذ 3 يوليو 2013, لعل منها هذه الفوضى التى تضرب عددا من الدول العربية ولعل منها أيضا هذا المشهد لشرطية فرنسية وهى تصرخ من قلبها فى متظاهرين فرنسيين وتطالبهم بالكف عن التظاهر وتسألهم لماذا تحرقون وطنكم لماذا تحرقون باريس؟ ألم تروا ماذا فعل العرب بأوطانهم؟ هل تريدون أن نصبح سبايا كما حدث مع نساء وفتيات العراق وسوريا؟, تنزع الشرطيةفى مشهد مؤثر زيها العسكري وتتجه صوب المتظاهرين وتطالبهم أن يقتلوها هى ويتركوا باريس, هل توقف البعض منا عند هذا المشهد؟ هل أدرك الكثيرون منا معنى هذا المسلك؟ هل عرفوا قيمة وأهمية الدور الذى تؤدية الشرطة الوطنية فى الحفاظ على الوطن وحمايته من التداعى والسقوط؟ أعتقد أن الإجابة نعم, معظمنا إن لم يكن كلنا رأى وأدرك معنى هذا المشهد الذى أراه علامة فارقة بين ماهو باطل وماهو حق.
صدق الحق سبحانه وتعالى عندما قال: “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض”الرعد الأية 17.. حقا وصدقا كل ما هو شك وكل ماهو غير حقيقى وكل ماهو مزيف يذهب سدى بلا قيمة وأما ما ينفع الناس فيبقى ويمكث بل ويتجذر فى الأرض, فدعوات الإخوان ومن على شاكلتهم وفيديوهات وأكاذيب المقاول الهارب ومن على شاكلته, وكل من تآمر على مصر وعلى المصريين من أمير قطر لرئيس تركيا كلهم ومخططاتهم ودعواتهم ذهبوا جفاء وبقى من تمسك به الشعب المصرى وبقيت الأجهزة والمؤسسات الوطنية قوية متماسكة صلبة تدافع عنه وعن مصالحه وثرواته ومقدراته وتفضح مخططات وألاعيب أعدائه, فهاهى الداخلية المصرية تكشف عن مخططات إخوان تركيا لإثارة الفوضى فى مصر ومحاولة تهييج الشارع من جديد مستغلين أحد الوجوه الجديدة, بقيت هذه المدن التى تم انشاؤها وهذه الكبارى والجسور والأنفاق, وبقيت الطرقومحطات الكهرباء والطاقة ومحطات تحلية المياه, وبقيت المدارس والمساجد والكنائس والمصانع, وبقيت هذه الصورة البراقة لمصر الحديثة التى تخطو بخطى واسعة نحو المستقبل .
فى اعتقادى أن إصرار البعض على الإبقاء على خلاف حول 25 يناير وهل هو عيد للشرطة المصرية أم عيد للثورة هو خلاف مفتعل ولا أساس ولاصحة له ولا واقع يبرهن عيله سوى أوهام فى خيال وأذهان أنصار كل فريق, فريق ينكر الثورة ويرى أنه عيدا للشرطة المصرية فحسب وفريق يرى أنه عيدا للثورة ولاشيئ غيرها, يقينى أن استمرار هذا الخلاف رغم كل هذه السنوات يبرهن فحسب على وجود جهات داعمة له, جهات لاتريد لهذا الوطن أن يهنأ بما تحقق من إنجاز, جهات لاتريد لمصر الاستقرار, كلا الرأيين وكلا الموقفين من يناير خاطئ وجريمة, الأول خطأ وجريمة فى حق شهداء أبرار من أبناء هذا الشعب ضحوا بأنفسهم وهم يحلمون بمصر دولة كبيرة دولة مدنية عصرية تخطو بخطوات واسعة إلى الأماموإلى المستقبل, ضحوا بأنفسهم خلال مسعاهم من أجل دولة يعيش فيها الجميع سواسية وينعم فيها الجميع بحقوق وواجبات متساوية عندما رفعوا شعار “عيش, حرية, كرامة اجتماعية”, والثانى خطأ وجريمة فى حق جهاز وطنى شريف تحمل وعانى ومازال يتحمل ويعانى من أجل هذا الوطن ومن أجل الشعب المصرى, جهاز قدم 1300 شهيد من أبنائه وهم يدافعون عن مصر ضد مخططات الإرهاب والفوضى.
“يناير” لاجدال كانت ثورة قام بها كل المصريين فى آن واحد لايفرق بينهم شيئ, يشهد على ذلك هذا التلاحم فى ميادين الثورة بين المسلم والمسيحى بين العامل والفلاح والمثقف بين الشاب والشيخ, ثورة قادها شباب من هذا الشعب ثاروا على الجمود وعلى التخلف وعلى احتكار الثروة والسلطة, و”يناير”هى من كشفت عن الوجه الحقيقى للإخوان وأظهرت نواياهم الحقيقية تجاه مصر, نزعت النقاب عن جماعة لاإنتماء لها لهذا الوطن ولا إيمان لها بالدولة المصرية كما نزعت النقاب عن المتحالفين معها من الدول والجماعات, كما مهدت “يناير” الطريق لثورة 30 يونيو العظيمة فلولاها لما كانت 30 يونيو ولظل مبارك أو على الأكثر إبنه فى الحكم حتى يومنا هذا.
والرأى الآخر أيضا خطأ وجريمة فى حق جهاز وطنى شريف ضحى العديد من أبنائه بأرواحهم من أجل الوطن, بل إن 25 يناير سيبقى يوما محفورا فى ذاكرة المصريين شاهدا على وطنية هذا الجهاز ومدى استقلاله ومدى استعدادرجاله للدفاع عن كرامة وكبرياءمصر وكرامة مؤسساتها واستقلال قرارها منذ موقعة الإسماعلية فى 25 يناير 1952 والتى سقط فيها 50 شهيدا مما أثار غضب المصريين وأدى لاندلاع المظاهرات, وهى المعركة التى مهدت لثورة 23 يوليو كما مهدت 25 يناير لثورة يونيو, بل إن دور وزارة الداخلية وعطاء رجالها من أجل مصر واستقرارها وسلامها يتواصل وتتعدد صوره فى العديد من المجالات وهو دور لاينحصر فى حفظ أمن الدولة المصرية واستقرار نظامها السياسى فحسب بل وفى حفظ الأمن والسلم الاجتماعى والأمن العام وضبط الخارجين على القانون والتصدى لكل أشكال الجريمة والعنف والتصدى للفساد بكل صوره.