محمود حبسه يكتب : نحن ها هنا مرابطون

” نحن ها هنا مرابطون” أصدق وأدق تعبير يمكن أن نصف به ما قامت به مصر من تدريبات  عسكرية وأنشطة قتالية احترافية قامت بها قواتها البحرية يوم الأربعاء الماضى فى واحدة من المواقف العسكرية المصرية التى تتخطى التقاليد العسكرية والتدريبات حتى لو كانت بالذخيرة الحية ؛ فى رسالة شديدة الوضوح أرادت مصر أن تقولها صريحة لكل من تسول له نفسه أنه يمكنه أن يعبث بأمنها أو استقرارها ولكل من يتوهم أنه لديه القدرة التى تمكنه من مجرد الاقتراب من الثروات والمقدرات المصرية حتى ولو كانت فى عرض البحر المتوسط وعلى بعد أكثر من ٢٠٠ كيلو متر.
مصر كانت يوم الأربعاء الماضى على موعد مع أحد المشاهد الكبرى التى تبعث على الفخر والاعجاب بما وصلت إليه الدولة المصرية من هذه الحالة من التفكير والاستعداد واليقظة والاصرار على مواصلة الدور الذى تقوم به وعلى التحدى مهما كانت المعوقات؛حالة عبر عنها مشهدان يبعثان على الاعجاب والفخر بما وصلت إليه مصر؛ فى أسوان هناك فى أقصى جنوب البلاد كانت الدولة وبكل أجهزتها تعيش واحدا من أجمل أيامها وهى تنظم مؤتمر عن السلام والتنمية فى إفريقيا لتواصل مصر دورها الريادى والتنموى فى القارة السمراء والتى جعلها  تستحق أن تترأس عن جدارة الإتحاد الإفريقى وهى تواصل هذا الدورالتنويرى والتنموى بل ودورها القديم والمتجدد فى توحيد دول القارة منذ أسست منظمة الوحدة الإفريقية ساعية لتأكيد أواصر الأخوة والترابط فيم بين دول القارة؛ ومنذ ترؤسها للإتحاد الإفريقى وهى تعمل بروح جديدة وبطاقة بناءة للدفع بشعوب القارة إلىمستقبل مشرق وغد أفضل يحظوافيه بنفس الحقوق التى يحظى بها شعوب العالم المتقدم.
 فى نفس الوقت وفى أقصى الشمال وعلى بعد حوالى ٢٠٠ كيلو متر من ساحل مصر على البحر المتوسط كانت القوات المسلحة المصرية وبالتحديد القوات البحرية تقوم بواحدة من أعظم المهام والتى تتعدىكونها تدريب بالسلاح الحى أو نشاط قتالى كانت قواتنا البحرية تطلق صاروخمن غواصة فى عمق المياه المصرية فى منطقة تعارف على تسميتها “مسرح عمليات” أى منطقة من المحتمل أن تشهد عمليات قتالية ؛ كانت القوات البحرية هناك على مقربة من حقول الغاز وأبار النفط التى تم اكتشافها تجرى عمليات قتالية وتدريب بالذخيرة الحية على أعلى مستوى لتؤكد جاهزية رجال البحرية المصرية لمواجهة أى عدوانعلى الثروات المصرية ؛ فى رسالة تقول من خلالها مصر بوضوح للجميع وخاصة لمن تسول له نفسه أنه يمكن أن ينال من أمن مصر أو استقرارها أو يضع يده على ثرواتها أن هذا لن يكون وإننا هاهنا مرابطون وأنكم  لن تجدوا سوى نار الله الموقدة التى ستشعل أفئدتكم قبل أن تشعل سفنكم ؛
 كان المشهد شديد الإحساس بالفخر مفعم بالوطنية وبالقدرة على الدفاع عن مصر وثرواتها ويبعث على الثقة والاطمئنان ؛فمصر التى تقيم المؤتمرات والمهرجانات ليست مشغولة عما يكنه الآخرون من أحقاد ؛ ليست فى غفلة عما يخطط له البعض تجاه مصر من مخططات معادية وأطماع قد تدفع الحاقدون  لمحاولة الاقتراب من ثرواتنا فى عمق مياهنا الاقتصادية والنيل منها؛ “نحن ها هنا مرابطون” رسالة يوجهها رجال مصر البواسل لكل من تسول له نفسه أنه يمكنه أن ينال من الثروات المصرية ؛ رسالة تقول نحن قادرون على حماية أمننا وثرواتنا سواء كانت على الأرض أو فى الجو أو فى أعماق البحار ؛ رسالة تؤكد عظمة هذا الجيل سواء من القيادات أو الضباط ومدى إلمامهم بكل مايجرى بل وتفاصيل ما يحدث فى الغرف المغلقة.
رسالة البحرية المصرية تقول أنه لن يكون للدكتاتور التركى المغرور أردوغان أى تواجد داخل المياه المصرية الإقليمية وأن مصر قادرة على
حماية ثرواتها ومقدراتها خاصة وهى تمتلك هذه النوعية من الأسلحة التى تتمتع بها القوات المصرية البحرية لاسيما الغواصات الألمانية المسلحة بصواريخ أمريكية الصنع من طراز هاربون التى يصل مداها ل ١٥٠كيلو متر ويصل وزن الصاروخ ٦٠٠ كيلو متر و رأسه الحربى ٢٠٠ كجم وهو ما يعنى القدرة على إصابة الأهداف المعادية وبدقة شديدة إضافة إلى المروحيات القتالية من طراز ميسترال ومجموعاتها القتالية .
الحيش المصرى أكد الحالة الاحترافية التى وصل إليها لاسيما رجال البحرية المصرية وأطقم الوحدات والتشكيلات المقاتلة وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال التعامل مع أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا والأنظمة العسكرية الحديثة ؛ وهو أمر يبعث على الاطمئنان والفخر بهذا الجيل من أبناء القوات المسلحة المصرية والثقة فى قدرتهم على حماية الأهداف الاقتصادية المصرية وتأمين المصالح الاقتصادية لمصر فى المياه ؛ ولذا فى اعتقادى كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يحضر فاعليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السلام والتنمية فى إفريقيا وهو على ثقة بنجاح التدريبات ونجاح عملية إطلاق الصاروخ لثقته التامة بقدرة رجال البحرية المصرية والكفاءة العالية التى أصبحوا يتمتعون بها ؛ فهنيئا لمصر بهؤلاء الرجال ولا مجال لأى مخاوف من محاولات المغرور التركى أردوغان بل إنه لن يكون له موضع قدم داخل مياهنا الإقليمية ومصالحنا الاقتصادية فى البحر المتوسط فحسب بل وأيضا داخل دولة ليبيا المجاورة التى توهم أنه بإمكانه بسط نفوذه عليها بتلك الاتفاقيتين المشؤمتين البحرية والأمنية التى وقعها مع رئيس الحكومة المؤقتة سراج والتى لايمثل إلا نفسه لا سيما مع الدعم المصرى اللا محدود للجيش الوطنى الليبي والذى دخل بالفعل العاصمة طرابلس وأكد استهدافه لأى تواجد عسكرى تركى .
 
 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.