إبراهيم نصر يكتب: الانتحار ليس ظاهرة

ذكرت منظمة الصحة العالمية فى الأول من سبتمبر الماضى عدة حقائق رئيسية عن الانتحار تمثلت فى الآتى:
* يلقى ما يقارب 800 ألف شخص حتفه كل عام بسبب الانتحار.
* مقابل كل حالة انتحار هناك الكثير من الناس الذين يحاولون الانتحار كل عام وتمثل محاولة الانتحار الأولى أهم عامل خطر.
* يعتبر الانتحار ثاني أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15و29 عاما.
* تستأثر البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 79% من حالات الانتحار في العالم.
* يعتبر ابتلاع المبيدات، والشنق والأسلحة النارية من بين الأساليب الأكثر شيوعا للانتحار على مستوى العالم.
وكانت المنظمة نفسها قد أصدرت إحصاء عام 2015 أكدت فيه أن الانتحار ظاهرة يزداد انتشارها في زمن تفاقمت فيه الأزمات الاقتصادية والأمنية والفساد الأخلاقي والانحلال الأسري.
وجميعنا يعلم أن الانتحار هو فعل إنهاء الشخص لحياته عمداً, وذكرت المنظمة بعض المؤشرات الدالة على رغبة الشخص فى الانتحار وهى:
* فقدان الأمل والتعبير عن الرغبة في الموت, كأن يقول الشخص: ليس هناك سبب لوجودي في هذه الحياة أو لا أجد سبباً يجعلني أرغب بالعيش.
* الشعور بألم لا يمكن تفسيره أو تحمله
* شعور الشخص بأنه مُحاصر
* زيادة استهلاك الكحول والمخدرات
* شعور الشخص بأنه عبء على الآخرين
* الانسحاب أو فقدان الاهتمام بمعظم الأنشطة الحياتية اليومية
* التّصرف بتهوّر
* الشعور بتقلبات مزاجية حادة ومفاجئة
* التخلي عن ممتلكات شخصية كانت تعتبر ذات أهمية
* الاهتمام المفاجئ بموضوع الموت والاستعداد له بكتابة الوصية
وأكدت المنظمة أن معظم الأشخاص الذين حاولوا الانتحار يعانون من أحد الأمراض النفسية, وأغلب هذه الأمراض يمكن علاجها ومنها:
الإدمان “المخدرات أو الكحول أو الأدوية المهدئة”، الاكتئاب، والفصام.
ويتضح مما سبق أن الانتحار إذا كان يمثل نسبة على مستوى العالم، فإنه رغم تزايد معدلاته مؤخرا فى مصر، فإنه لا يمثل ظاهرة بالنسبة لعدد السكان، وهذا ما تؤكده الإحصاءات العالمية حيث تأتى مصر فى المرتبة المائة من بين 104 دولة أى يسبقها فى الترتيب 99 دولة، فلا داعى للمتاجرة الإعلامية بهذه القضية ومحاولة التشويش على ما تقوم به مصر من إنجازات ضخمة، بتضخيم حالات الانتحار وتصويرها على أنها ظاهرة، واختراع أسباب تدفع إليها بعيدا عن بحث الظروف الشخصية لكل حالة، للوقوف على حقيقة المشكلة التى دفعت هذا أو ذاك للانتحار.
وردا على الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن الحكم الشرعى للمنتحر؟ وهل هو كافر؟ وهل يكفَّن ويصلَّى عليه ويُدفَن في مقابر المسلمين؟ فقد أجابت دار الإفتاء المصرية على هذه التساؤلات، وجاء الرد كالآتى:
الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” متفق عليه.
فالمنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين.
Ibrahim.nssr@gmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.