آن لمصر أن تتباهى وتتيه بحاضرها كما تتباهى بماضيها وبحضارة 7 الآف سنة،وآن لمصر أن تفخر بما يجرى على أرضها بعد أن أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم وهو حلم الدولة العصرية القوية الشابة من خلال تلك المشروعات العملاقة التى يجرى افتتاحها يوما بعد يوم,
منتصف الأسبوع الماضى كانت مصر على موعد مع واحدا من الأحلام الكبار التى طالما حلمنا بها وهى تلك الأنفاق الجديدة التى تم افتتاحها غرب مدينة الإسماعلية وشرق بورسعيد, أربعة أنفاق تمثل شرايين جديدة تربط قطعة عزيزة من أرض مصر بقلب الوطن وعاصمته, تضخ المزيد من الانتماء والحب والإهتمام, تنهى سنوات من الإهمال والعزلة وتهب المدنية والحضارة لأهالى سيناء الذين لن يكونوا من الآن فصاعدا بدوا
أنفاق تقضى على أى أمل حتى لو كان وهما وضربا من خيال لأعداء الوطن بأن يكون لهم موطن قدم على أرض سيناء.
أنفاق بهذا الجمال وهذه التقنية والروعة عمل يبعث على الفخر ويعزز الثقة فى قدرة هذا الوطن على البناء والتنمية وتحدى الصعاب والمضى قدما فى هذا المسار الذى سارت فيه مصر بعد ثورة 30 يونيو, كنا نطالب باستحضار روح أكتوبر وها هى روح أكتوبر تعود من جديد حقيقة ماثلة على أرض الواقع تعيد لأرض الفيروز كرامتها وتعيد الحياة للدماء التى سالت عليها دفاعا عن أرض الوطن مع هذا الجيل الذى أثبت أنه ليس أقل حبا وانتماءا لهذا الوطن من جيل أكتوبر وليس أقل منه كفاءة ومقدرة,
أنفاق سيناء دليل كبير وشاهد عيان على تمسك القيادة السياسية بالحلم والأمل وإصرارها على العمل من أجل النهوض بمصر مهما كانت الصعوبات والمعوقات, شاهد عيان على قدرة مصر على التطور وتحقيق المزيد والمزيد من الأمنيات بتلك المشروعات العملاقة التى تجعل حياة المصريين أسهل وأجمل وأروع, مشروعات تقول أن مستقبل مصر مشرق بإذن الله وأن القادم أحلى وأن كل الأمانى ممكنة, وحاضرها يؤكد ذلك ويبرهن عليه يقول بوضوح أن مصر على طريق الدول الكبرى المتحضرة تسير, تقطع الطريق على العودة إلى سنوات وعقود من التردد والضعف والتخاذل .
ولسة الأمانى ممكنة واللى جاى أحلى بالنظر أيضا إلى تلك الخطوة الجديدة بشكل كبير فى العمل السياسى المصرى بالدفع بهذا العديد الكبير من شباب مصر كنواب للمحافظين بما يؤكد صدق الدولة فى توجهها نحو تمكين الشباب والاستفادة من طاقاتهم وقدرتهم على العمل وطرح رؤاهم وأفكارهم وذلك من خلال مسارات مختلفة من البرنامج الرئاسى ولجنة تنسيقية شباب الأحزاب فى خطوة تستهدف أيضا الدفع بالشباب لإكسابهم الخبرة والالمام بالمشكلات والتعرف على قضايا الوطن ومشكلات الناس من خلال الدفع بهم بين صفوف الجماهير باعتبارهم أكثرة قدرة على التفاعل وبحيث تكون الفرصة متاحة للدفع بهم فى مواقع أعلى, وهو ما يؤكد أن مصر تجدد من دمائها وتحافظ على شبابها وحيويتها .
فى هذا الإطار تحضرنى عبارة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى من قبل منذ ثلاث سنوات خلال كلمة له أثناء افتتاح عددا من المشروعات القومية بمدينة الاسماعلية قال: “أنا لاأبيع الوهم لكم يامصريين” تأتى الأيام يوما بعد يوم لتؤكد صدق حديث الرئيس وأنه حقا لم يبع الوهم للمصريين وأنه جاد فيما يقوله وما يعد به يفى به خصوصا وأن الرئيس قال فى نفس الجلسة موجها حديثه للمصريين إننا على الطريق الصحيح وأننا نسير بخطى جيدة جدا,
فمانشاهده من مشروعات وما تحقق من انجازات على أرض الواقع حقيقة وليس خيال حقيقة وليس وهما, ما نشاهده يؤكد فعلا أن مصرعلى الطريق الصحيح وتسير فعلا بخطى سريعة ومدروسة فى مختلف المجالات, يكفى هذا الإنجازالذى تحقق خلال ثلاث سنوات رغم أن كل ماتم إنجازه فى هذا المجال خلال مايزيد عن 40 عام من عام 1975 إلى عام 2015هو نفق واحد فقط منذ تم إعادة افتتاح القناةللملاحة عام 1975 وهو نفق الشهيد أحمد حمدى,والمدهش أنه لم يتم اقتراض دولار واحد من الخارج للانفاق عليها, يكفى أن الجميع فى الداخل والخارج الآن يدركون جيدا أن سيناء أصبحت بالكامل تخضع للسيادة المصرية وأن مشروعات التنمية والتعمير بها جادة وحقيقية.
ولسه اللى جاى أحلى فهناك عاصمة إدارية جديدة سوف تنتقل لها الحكومة بكل وزاراتها وأجهزتها مع منتصف العام المقبل عاصمة تباهى بها مصر عواصم العالم المتقدم, ومدن عصرية تمثل مصادر جذب سياحية مثل العلمين والجلالة ومشروع التأمين الصحى الشامل الذى سيبدأ تعميمه على كل المصريين بعدما أثبت نجاحه فى مدينة بورسعيد, وكذلك الاستمرار فى مشروعات البنية التحتية وشبكة الطرق الجديدة وتحديث قطاع السكك الحديدية والتوجه نحو التصدير وإنشاء العديد من المناطق الصناعية وتطوير التعليم, حيث يمضى العمل فى كل هذه المجالات فى مسارات متوازية لتصبح ريادة مصر حقيقة استحقتها بجهدها وسعيها للتطور وليست منة من أحد ولتستمر مصر فى إغاظة أعدائها وكل الكارهين لها وخاصة الرئيس التركى المغرور رجب الطيب أردوغان الذى يزعم أن بلاده لم تنهر كما انهارت سوريا وليبيا ومصر.