فى دنيا البشر ليس أسهل من أن تهدم وأن تحطم ، تهدم المبانى والمنشآت الثقال غير آبه بالتاريخ والسنوات الطوال وأمانات الأجيال ، فعمر الهدم دقائق وثوان وللهدم مقاوليه ومريديه .
فى عالم الناس ما أسهل أن تحطم عزيز المشاعر وأسمى المعانى ، تحطم قمماً وقيماً ، هكذا يكون الزوال والفناء .
فى دنيا البشر ومنذ أول جد ما أصعب أن تبنى بجد ، تبنى جسور الثقة والود بين الناس تؤسس لصدق القول وحسن الظن ورجاحة العقل ونبل الغايات .
فالوطن مقدس طاهر ترابه ملك حر لأصحابه حرام على كل غاصب لعين وصون حدوده من كل جهول فرض عين ورجاله من المخلصين ثقات وعدول وأن العمل فريضة وأن على العاملين مسئوليات وواجبات جسيمة ، وأن قذف الأبرياء رجماً بالغيب جريمة .
فى عالم البشر ما أشق أن تشيد بنياناً وأن تعبد طريقاً وأن تعيش قوياً تحت الماء وفوقه لا أن تموت غريقاً هشاً قشاً شريداً طريداً يلفظك البشر والحجر .
فالبانى يصنع حضارة يسطر تاريخاً يتحمل المتاعب والمصاعب يبذل كل صنوف التضحيات يعمل ترساً فى الماكينات منسجماً مع كل التروس يتعلم الدرس ويعلم الدروس يوجه البصر والبصيرة صوب الغد لا يضيّع الحاضر بكاءً على ما فات فللبنيان تكلفته وهمومه وللبنيان معوقيه وخصومه وإنك لن تسمع فى ميادين العمل إلا صوت العمل ورحيق الأمل
لن تسمع فى أوساط العاطلين إلا صوت الملل والشلل وهزل القول والإشاعات فالعاطل لا يقول إلا باطل العاطل عاجزاً لا يشدد البنيان العاطل فقط يندد فى بيان .
فتعالى لنحيا على قدر ما قدر لنا من إمكانيات ولا نحمل أنفسنا فوق طاقتنا تعالى فأصحاب الهمم من يصنع الفارق فى عمر الأمم لا كل عاطل أو مارق