محمود حبسه يكتب : قضية وطن ووعى وليست قضية نادى
تختلف الحقائق على البعض رغم كون الحقيقة واضحة ناصحة لاتقبل أن يختلف حولها أحد ورغم ذلك يصر البعض على رؤيتها من زاوية بعيدة ومختلفة فيراها على عكس جوهرها وماهيتها, يصر البعض أن ينظر إلى الحقيقة من الزاوية التى يفضلها هو فيراها كما يحب أن تكون, يراها من داخله هو يعكس عليها ما يؤمن به من أفكار وما يتخذه من مواقف وكأنه يصطنع الحقيقة على هواه, رغم مضى أكثر من عامين على قرار التحالف الرباعى ضد قطرالقرار الذى إتخذته مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات فى الخامس من يونيو عام 2017 بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر وعمل حصار لها بما فى ذلك إغلاق المجال الجوى معها ووقف خطوط الطيران ومنع التصدير لها أو الاستيراد منها لازال البعضيصر على إنكار الحقيقة يصر على غض البصر عن الدور القذر الذى لعبته ومازالت تلعبه قطر ضد الدول العربية وضد مصالح أقرب جيرانها رغم توالى الحقائق والشواهد والأدلة على ثبوت هذا الدورواستمراره.
المؤكد أن الدول الأربع لم تتخذ هذا القرار من فراغ وأن الصورة كانت واضحة بل شديدة الوضوح حول موقف هذه الدولة ضد مصالح الدول الأربع وهو ما دفعها لإتخاذ قرار القطيعة, والمؤكد أن الدور القذر الذى لعبته ومازالت تلعبه قطر من أجل تمزيق الدول العربية وتفتيتها لتحقيق مصالح الغرب الاستعمارى والذى يستغلها لتحقيق مآربه لم يكن خافيا على أحد ولاسيما مع تواصل هذا الدور البغيض حتى كتابة هذه السطور فى سوريا وليبيا والذى كان ومازال تحت مسميات براقه منها دعم حق الشعوب فى الحريات والانتفاضه ضد حكامها وكانت البداية باستغلال ثورة تونس, كان لقناة الجزيرة القطرية الدور الأكبر فى التمهيد والإعداد لما مارسته الدوحة من مخططات فى إطار تنفيذ الخطة الأمريكية الموضوعة سلفا والمعروفة بإسم سيناريو الفوضى الخلاقة لتغيير الشرق الأوسط وصولا إلى الشرق الأوسط الكبير الذى يستوعب إسرائيل,ثم جاء المال القطرى لدعم الانشقاقيين والمتمردين والإرهابيين ومدهم بالسلاح بهدف زعزعة الأنظمة الحاكمة بل وإسقاط الدول نفسها, ورغم ذلك يصر البعض على تجاهل كل ذلك وعدم رؤية حقيقة التحالف القوى بين قطر وأعداء الأمة من إيران إلى تركيا مرورا بأمريكا وإسرائيل, يصر البعض على عدم الإعتراف بأن قطر كانت الدولة العربية الوحيدة التى رفضت قرار مجلس الجامعة العربية الأخير بإدانة العدوان التركى على دولة سوريا وسعيها لإحتلال أراضى دولة عربية بغزوها للشمال السورى بل راح وزير خارجيتها يبرر العدوان مرددا المزاعم التركية فى هذا المجال عبر المنصات الإعلامية الدولية رغم اعتراف الرئيس التركى رجب الطيب أردوغان بإدعائه أن سوريا وليبيا جزء من تركيا بإعتبارهما إرث الدولة العثمانية وملك أجداده وهو مايبرر سعيه للتوسع والسيطرة.
كان لمصر نصيب الأسد من مخططات ومساعى الدوحة بدءا من استضافة قيادات الجماعة الإرهابية وتوفير الملاز الآمن لهم وكذلك توفير كل سبل الرعاية والدعم لممارسة نشاطهم المعادى ضد مصر, انتهاءا بتمويل وتدريب العناصر الإرهابية المأجورة للقيام وتنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية داخل مصر مرورا بكل أشكال الحرب الإعلامية والنفسية ضد مصر وتوجيه إعلام معادى من خلال قناة الجزيرة يستهدف إضعاف الدولة المصرية وتماسكها ومصداقيتها وبث الفتنة بين الشعب ومؤسسات الدولة وبين فئات الشعب وبعضها البعض, وكذلك هذا الخطاب الرسمى القطرى التحريضى ضد مصر فى المحافل الاقليمية والدولية, ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن القطرية فتماسك وصلابة الدولة المصرية كانا أكبر بكثير مما تخيل ساسة قطر, كما كانت قوة عقيدة الجيش المصرى ومتانة العلاقة التى تربطه بالشعب المصرى والتى لايوجد مثيل لها فى العالم بمثابة الصخرة التى تحطمت عليها وفشلت عندها كل محاولات ومخططات قطر ومن معها, حيث مضت مصر فى طريقها نحو البناء والتنمية تحدث من نفسها وتحبط مخططات أعدائها.
والحال هكذا ومع إصرار البعض على الإنكار هل يجوز أن يكون بيننا وبين قطر علاقات طبيعية؟ هل يجوز مثلا أن نتبادل الزيارات لمسئولين أو وفود أيا كانت؟ هل يجوز أن يكون هناك أى شكل من أشكال المودة والإيخاء أو التواصل مع دولة تكن لنا كل هذا العداء؟ دولة ترفض حتى هذه اللحظة الاعتراف بالنظام السياسى فى مصىر وتكن له كل هذا العداء والكراهية, القضية أكبر من كونها خلاف سياسى بين دولتين وهنا يجوز للرياضة أن تتدخل لنسمو بها فوق الخلاف والاختلاف ونقرب ما بيننا من مسافات, القضية فى دولة تمارس كل أشكال العداء وكل ألوان الحرب ضد مصر فكيف نقبل بفريق كرة قدم مصرى يسافر إلى هناك للعب مباراة تحت إشراف الإتحاد الإفريقى لكرة القدم؟, نعم عن مباراة السوبر الإفريقى أتحدث, عن موقف يجب أن يتبناه إتحاد كرة القدم المصرى ووزارة الشباب والرياضة وكل الهيئات الرياضية فى مصر وليس نادى الزمالك وحده باعتبارها قضية وطن وليس قضية نادى, وعلى إتحاد الكرة أن يشرح الموقف بكل تفاصيله وتداعياته للكاف, يشرح وبالأدلة حقيقة الدور القطرى تجاه مصر وحقيقة العداء وأشكال الحرب المختلفة التى تمارسها الدوحة ضد الدولة المصرية وهو ما لايمكن معه أن يكون هناك أى تواجد مصرى رسمى أو حتى شعبى فوق الأراضى القطرية.