انقطع نور النفوس ..  فسكن الظلام العقول!

بقلم ..حنان خيرى

عندما ينقطع النور ويسود الظلام البيت والشارع فيخيم على المكان الملل والضيق وتشعر أنك مكتوف الايدى وخطواتك محسوبة بدقة حتى لا تتعرض للتخبط أو الوقوع وتصيبك جروح تؤلمك…فماذا لو انقطع وانت واولادك فى الاسانسير منتظرين النور لإنقاذكم من الخوف والاختناقات!

كل هذه المواقف التى نمر بها تستغرق مدة بسيطة من الزمن ومع ذلك ينتابنا شعور بالقلق إلى أن يعود النور أو يظهر ضوء النهار لنهدأ وتستقر مشاعرنا .

فعلينا التوقف امام قضية إنسانية هامة تعانى من إنقطاع النور عن النفوس لإصابة الكابل النفسي بالتلف وبالتالى يسكن الظلام العقول وتتعرقل الافكار وتتخبط وتصاب بالظلم الفكرى ..ولذلك نسمع شكوى دائمة ومتكررة على كافة المستويات وهي ..” فى ايه.. الدنيا اتغيرت ومفيش خير فى حد” عندما اسمع هذه العبارة بشعر بحزن شديد على الإنسانية التى ضعف ضوؤها وكاد ينقطع فى المجتمع!

ومن هنا شعرت بأن الكلمة أمانة والقلم يحملها لينادى على أصحاب النفوس  المضيئة  بالعطاء والصدق والشفافية والعقول المستنيرة بالفكر المرتب والوعى واليقين بالحق والحقيقة ..فنحن فى أشد الحاجة إلى رعاية نور نفوسنا وحمايته من الإنقطاع حتى تظل عقولنا معتدلة كالميزان الذى يعقل الامور ويضعها فى نصابها دون التأثر بالحملات المضللة والوشايات والهتافات السطحية المدمرة للفكر وبالتالى المجتمع كله ..فلابد من التعاون بين الكتاب والمفكرين والمتخصصين فى علم الاجتماع والنفس لعلاج النفوس وإنارة العقول بالفكر المتوازن وعدم الإنقياد  وراء الظلام والظلم والإنهيار الفكرى والإجتماعى وهذا مخطط مدروس من النفوس التى انحرقت بداخلها الكابلات النفسية الإنسانية وتحولت إلى نفوس متفحمة حاقدة كارهة لمن يعيشون بنور نفوسهم ومصالحتهم لها وظهرت فى علاقاتهم السوية الإيجابية بالمجتمع .

الخلاصة..علينا مسئولية هامة ملقاة على كل إنسان يحمل رسالة تجاه حماية مجتمعه من الشبكات المدمرة لنور عقولنا بما تضعه على شبكات التواصل الاجتماعى كالسم فى العسل ومع الأسف يتسلل داخل النفوس الضعيفة والعقول المظلمة وينقادوا وراء الأكاذيب والشائعات والمهاترات التى يتم بها الشحن السلبى واللعب على المشاعر لتمزيق الترابط وتدمير الأسس الحقيقة للقضايا الاجتماعية ومعالجتها كما يرغب هؤلاء العملاء الغير اسوياء..ولذلك من الضرورى الاهتمام واليقظة والإنتباه لما يدور حولنا من أحداث غريبة ودخيلة على مجتمعنا .

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.