د/ محمود فوزي يكتب الروح الرياضية من وحي المسئولية الاجتماعية
رصدت الدراسة التي قام بها كل منWalters 2009) (Chadwick & سبع مزايا للأهمية الاستراتيجية لتوظيف برامج المسئولية الاجتماعية بالرياضة؛ متمثلة في جذب الرياضة لفئات جماهيرية ضخمة من الشباب و الأطفال، واستقطاب الرياضة لتغطية إعلامية جماهيرية ضخمة، فضلًا عن ترويج العديد من الآثار الصحية الإيجابية المصاحبة لممارسة الرياضة، وتوليد فرص متعددة للتواصل الاجتماعي المنتظم بين قطاعات جماهيرية متنامية.
كما توصلت الدراسة إلي تحقيق برامج المسئولية الاجتماعية المقترنة بالممارسات الرياضية لما يعرف بمزايا الإشباع الفوريinstantaneous gratification benefits للمؤسسات الرياضية المشاركة بهذه البرامج، نظرًا لسهولة توجيه الأنشطة الرياضية نحو تشجيع مبادرات التوعية البيئية والتنموية المستدامة، وقدرتها الفائقة علي طرح فرص أفضل للقبول والاستيعاب الثقافي.
وفي العام الحالي؛ أي بعد مرور نحو عشر سنوات علي الدراسة السابقة؛ أجري أربعة باحثين دراسًة مسحيًة؛ قام بهاet al 2019) (Dongfeng Liu بقصد التعرف علي اتجاهات(451 مشجعًا لكرة القدم) نحو أنشطة المسئولية الاجتماعية لأحد الأندية المحترفة لكرة القدم بالصين، والتي تمثلت في ستة جوانب؛جاء فيها جانب الصحة العامة؛ متمثلًا في تدشين مبادرات صحية للشباب، والترويج لشعار الرياضة للجميع، وتعزيز نمط الحياة الصحية، وتنمية الوعي الصحي، وتشجيع المشاركة الرياضية،والتصدي لانحرافات الشباب.
بينما جاء جانب التنمية المجتمعية؛ متمثلًا في زيادة شعبية كرة القدم، وتشجيع مفهوم الدمج الاجتماعي، والترويج لشعار الرياضة للشباب ولشعار اللعب النظيف، وتقديم نماذج مثالية للشباب للاقتداء بها.
ويسعي مقدمو ومبتكرو برامج المسئولية الاجتماعية عبر بوابة الرياضة إلي تحسين متطلبات البنية التحتية للمدن مستضيفة الأحداث الرياضية؛ من خلال تطوير الملاعب والساحات والتجهيزات الرياضية والمرافق الداخلية؛ إلي جانب تطوير أيضًا المتطلبات الثانوية ذات الصلة بالأحداث الرياضية المنعقدة؛ كالقري الأوليمبية، والمراكز الإعلامية، و أماكن انتظار السيارات، والمطارات، والطرق، والمواصلات، والفنادق، والمنتجعات، وشبكات الاتصالات.
وبالطبع تنعكس هذه الجهود الضخمة علي رفع معدلات الطلب علي الدولة ككل، وتطوير منتجات جديدة للأحداث الرياضية المنعقدة؛ كي تلائم حاجات وأذواق الجماهير، وتعزيز مكانة المقاصد السياحية بمدينة الحدث، وترويج علامتها التجارية، وتوفير فرص متعددة للتدريب وتحسين اللياقة البدنية والصحية للمواطنين.
ومع تعدد الأفكار، وتنوع المبادرات، وتفاوت أنماطها وآليات تطبيقها، وفي خضم التطورات التكنولوجية المتلاحقة، يبقي السؤال دائم الإلحاح، هل من منفذ؟ أو قل هل من مدرك لما آلت إليه نتائج البحوث والدراسات العلمية في مجالات العلاقات العامة والمسئولية الاجتماعية؟