أنتصار ٧٣ العظيم ..الدروس المستفادة من روح أكتوبر
مصرلن تنكسرولن تخضع هاماتها إلا لخالقها
الشاعرفاروق جويدة : كل شاب وشابة عليهم الوفاء بدين وحمل راية لم تنتكس
د. مصطفي الفقي : السادس من أكتوبر لحظة المحك ، وإختبار الإرادة الوطنية .
د.ميرفت التلاوى : تطور الفكر الإجتماعى السياسي المصرى والعلاقة بين الأمن والتنمية .
كتبت..حنان خيرى
تحددت النتائج العسكرية لحرب السادس من اكتوبر منذ اليوم الأول للمعركة فقد نجح المصريون فى اقتحام قناة السويس وتحطيم الأسطورة الشائعة وهو خط بارليف وفى ذلك اليوم وقف جيش الدفاع الإسرائيلى عاجزا فكان هدفه الوحيد هو محاولة مواجهة الجيش المصرى ولكن المحاولة باءت بالفشل فقد تخلوا عن قواعدهم منذ اليوم الأول من حرب طويلة فى حرب السادس من أكتوبر واحتفالات مصر والقوات المسلحة بذكرى النصر وتحرير الأرض ورد سيناء وعودتها لاحضان الوطن .
سيناء رمز الفداء على أرضها حقق الجيش المصرى الكثير من البطولات عبر العصورو ارتوت رمالها بأطهر الدماء واليوم نتذكر شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل العزة والكرامة والرفعة ،وعلينا نتذكر لنعلم اولادنا معنى التحدى والصلابة والدفاع عن عن كل شبر من الأرض ..ونحترم تراب وطننا ولا تفرط فيه ..ومن هنا كان حوارى الممتلئ بالحب والوطنية مع الاديب والشاعر الأستاذ فاروق جويدة.
مؤتمرات دولية تدبر !
يتحدث ونبرات صوته مشحونه بالحزن وكلماته ترتدى ثوبا قاتما ،ونظراته تحمل حكايات ونداءات كثيرة ..فكان لابد أن أشعر بما يكنه هنا الشاعر المصرى الاصيل من حب ارتباط وإخلاص صادق لوطنه.. عندما قال حول سيناء وتحديات المستقبل الذى لابد أن ننتبه جميعا إليه لنسيطر على الخطر وأكد من خلال شرود ذهنه المسموع والتعبير بجمله معبرة تلمس القلب والمشاعر ..أن جيش مصر عزيز على قلب وعقل ونفس كل مصري وطنى لأنه خرج رجالا عظماء سجلوا بأحرف من نور فى سجل الحياة العسكرية .
انتظر ثوانى وعاد ليقول..الجندى المصرى ابن حضارة السبعة ٱلآف عام صاحب أقدم جيش نظامى تشهد بأنتصاراته جدران معابد تتحدى ببقائها الزمن،ومؤسس اول نسق أخلاقى للإنسانية صاغ قيم العدل بين البشر لتظل شامخة منقوشة على مسلاته يطول بها عنان السماء وليرغم من يناظره بهاإذا توهم المقدرة على ذلك..ألايستقيم بنيانه واول من طوع الأرض والماء وفاء لاحتياجاته،فضمن خلوده..ولم يعط اسرار بقائه للغير لذلك صدقوه عندما يقول..أن مصر لن تنكسر ولن تخضع هاماتهاإلا لخالقها وهاهو ابن مصر يتركه القريب ..!ويخونه من سمي نفسه محمد والصديق ،وتشتد عليه المحن وتتكالب عليه المصائب وتنصب له المكائد حسدا من عند أنفسهم كما أعتادوا ..وتوهمامن الحاقدين لتركيع هذا الجندى لكن غاب من الذئاب مصاصى الدماء ،أن نور الحق سيظهر لا محالة وأنهم لا يجيدون العمل فى النور ولم تتفتق أذهان المفسدين إلا أنهم لن يستطيعوا إفساد ما أصلحه الرب ..الذى شرف مصر دون غيرها بالذكر فى كل الكتب السماوية فها هو ابنها يتخذ من سلاحه محرابا ومصلى فهو الطريق للخلد وعليه يركع لخالقه وحده وخالقه فقط !!
فهنا الجندى وكل من ورائه فى رباط ليوم الدين انتشارا للشهادة وهذا سر بقاء رأس مصر مرفوعة ..فهل يعى من كان له عقل ؟!ربما تلك الكلمات ليست بالكافية لقراءة مشهد الجنود الذين تتلامس أكتافهم وهم ساجدون فى الميدان لله ويقبلون تراب أرضهم ولا يخافون الموت بل يطلبون الشهادة بكل حب ورضا ورجولة مصرية وشهامة وفخر.
الثقة والاحترام
وأستكمل قائلا إن القوات المسلحة كانت ومازالت هى الحصن والملاذ وهى التى تحقق على يديها نصر أكتوبر وإذا أردكنا أن تتحدث عن المستقبل فلابدأن يعى كل طرف أن الٱخر هام بالنسبة له ففكرة التكامل تعنى أن يجتمع الجميع فى واحد ومصر هى الدولة الوحيدة التى وحدت بحدودها وسكانها منذ ٱلآف السنين وكانت ومازالت تستوعب الحضارات والثقافات وتصهرها لتخرج نسيجا واحدا ..والتكامل له شروط اولها التعاون ،فالإنسان مخلوق لكى يتعامل مع الٱخرين والأمر الٱخر هو ضرورة وجود وازع أى سلطة سياسية تتفرع منها سلطات للرقابة كى يصل المجتمع إلى الإنضباط هذا بالإضافة إلى الثقة والٱحترام المتبادل.بين الناس عامة والمؤسسات المختلفة والالتفاف حول مجموعة من القيم تقوم على الالتزام وتأكيد الهوية الثقافية والتى هى عنصر هام فى بناء الدولة الحديثة .وأخيراً ..يتنهد الشاعر فاروق جويدة ويلتقط أنفاسه المخنوقة قائلا،حمى الله مصر .
تحية لجيشنا العظيم
ويقول الدكتور مصطفي الفقي ونحن نحتفل بذكرى نصر أكتوبر ٧٣ منذ حقق جيشنا الباسل لحظته المجيدة تحضرنى صور ومعان عديدة يضمها فى إطار واحد ما استقر فى خيال ووجدان الشعب المصرى من ذكرى هذا اليوم إنها معانى التضحية والبسالة والصمود والصبر والقوة والعزة يضها جميعا الانخراط فى بوتقة الولاء للوطن والتفانى فى صون كرامته والسعى لسعادة شعبه .
إن السادس من أكتوبر لم يكن نصرا عسكريا فقط..ولحظة العبور العظيم لم تكن لحظة ساد فيها جيشنا على العدو،وشهدائنا الذين روت دماؤهم أرض سيناء،لقد كان السادس من أكتوبر لحظة المحك والاختبار الإرادة الوطنية ..وفى العاشر من رمضان اجتمعت على أرض سيناء إرادة شعب مصر مع قياداته وقد عقدت العزم على تجاوز الماضى وعلى تغيير الحاضر وعلى فتح ٱفاق المستقبل ..والشهداء الذين سقطوا فداء للوطن جلبوا لمصر والمصريين أثمن ما كانوا يطمحون إليه أنتصار بكرامتهم وصونا لعرضهم قبل أرضهم واليوم نتحدث لنذكر أجيالا جديدة من الشبان والشابات بما بذله رجالنا ونساؤنا من تضحيات وما قدموه من أبطال وشهداء وما كرسوه من موارد وخبرات لكي يعبر جيشنا خط القناة ويعبر معه شعبنا حاجزا نفسيا وحضاريا ..أننا نخاطب جيلا جديدا لم يشهد الحرب ولم يذق ويلاتها أو أو يصطلى بنارها لكى نذكره بنصر أكتوبر وبالمعانى النبيلة التى حملها فى طياته ..وقد حان الوقت لكى يعرف كل شاب وشابه أن عليهم الوفاء بدين وحمل راية لم تنتكس والاستمرار فى مسيرة بدأها جدودهم من ٱلأف السنين ونذكر شبابنا بالحرب وانتصاراتنا فيها إنما نقصد ان يعلم من لم يشهدها ما هو الثمن الذى دفعه المصريين لكى ننعم اليوم بسلام عادل ولكى يحس كل اب وكل ام فى اطمئنان على مستقبل أبنائهم وعلى ثقة من أن لمصر جيشا يحميها ويصون كرامتها ويدافع عنها .
ولو نظرنا لخريطة مصر اليوم لوجدنا أن مراكز الإشعاع والحضارة والتنمية التى سوف تتفجر مع المشروعات العملاقة ..وعلينا جميعا أن نكرس مواردنا لتحقيق الرخاء المنشود للأجيال القادمة فلا تفعل ذلك إلا ونحن مرتكنون إلى قدرة جيشنا على حماية حدودنا ومصالحنا ومستقبلنا وإلى ما يمنحه لنا من فرصة توجيه أقتصادنا نحو الاستقرار والسلم بدلا من تبديد طاقاتنا فى الإرهاب والحروب.
واضاف الدكتور مصطفى الفقى قائلا..لابد أن نتذكر لمعاهدة السلام دروس مستفادة حيث إن التاريخ الوطنى لمصر مرتبط بجيشها وحركة التحديث،والدولة المصرية مدانة للقوات المسلحة لكل ما ٱلت إليه وخير دليل على ذلك أن أبناء القرى عندما يلتحقون بالجيش وينهون خدمتهم ويعودون الى أقرانهم يقودون حركة التنمية والتنوير ،وجميع القادة العظام خرجوا من القوات المسلحة فأحمد عرابى ابن الفلاح المصرى الذى وقف الخديوى إسماعيل فى ظروف صعبة وابن القوات المسلحة ” جمال عبد الناصر “ورفاقه هم من تخرجوا من حرب فلسطين وحتى ثورة ٥٢ يناير مدينة مدينة فى نجا حها للقوات المسلحة والتى لو شاءت غير ذلك لم يكن ليكتب لها النجاح فقواتنا المسلحة لها رصيد وهى من تقف مع شعبها فى الشدائد وهى السند أمام المصاعب وكما نعلم فإن الحرب حالة استثنائية والسلام هو الحالة الطبيعية وكل حرب تصنع اوزارها ويتم التفاوض وفقا لنتائجها لذلك لابد أن نذكر رؤية الرئيس السادات كواحد من ابناء القوات المسلحة أن مكانتهم تزيد يوما بعد يوم لانكم جيش يمتلك الحكمة والقدرة على ضبط النفس ..فتحية واحترام لجيشنا العظيم الذى لم يستسلم والذى ظل وسيظل صامدا وشامخا واعيا بكل ما يحيط به .
الفكر الإجتماعى السياسي
تقول الدكتورة ميرفت التلاوى .نصر أكتوبر له نتائج اجتماعية تتمثل فى التأثير الذى أحدثته حرب أكتوبر على الفكر الإجتماعى السياسي المصرى وخاصة فيما يتعلق بنظرته للعلاقة بين الأمن والتنمية أو بين التنمية والأمن بالأحرى والنقطة الثانية تتعلق لتأثير حرب أكتوبر ؤر على بنية القيم الاجتماعية فى المجتمع المصرى ،والنقطة الثالثة..تدور حول تأثير حرب أكتوبر على قضية التطور الجيلى والعلاقة بين الأجيال
فمن هنا نجد أن حرب أكتوبر دشتت مرحلة جديدة فى تطور الفكر الإجتماعى السياسي المصرى وبصفة خاصة فى نظرته لمسألة العلاقة بين الأمن والتنمية فبعد ١٩٧٣ فى مرحلة ما بعد حرب أكتوبر أصبحت النظرة إلى قضية الأمن أوسع مما كانت عليه قبل حرب أكتوبر ٧٣ فلم يعد التعامل مع مسألة الأمن على أنها مسألة عسكرية وليس مفهوم الأمن القومى من الضيق بحيث يقتصر فقط على إبعاده العسكرية وانما أصبحت نظرة المجتمع المصرى والفكر الإجتماعى السياسي المصرى لمفهوم الأمن نظرة اكثر رحابة تضم بجانب الأبعاد العسكرية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وفى هذا الصدد أقول ما أحدثته أكتوبر من عودة جزء من أرض سيناء المحتلة الى أرض الوطن الأم ولاول مرة فى تاريخ مصر ،ولم تعد سيناء أرضا مهجورة بل عادت إلى اللحمة الاجتماعية السياسية المصرية بتأثير من حرب أكتوبر ٧٣ ثم تحرير بقية الأرض بفضل مسيرة التسوية السليمة فيما بعد ودخلت الخدمات المصرية التى تقدمها الحكومة إلى أى بقعة فى الوادى والدلتا الى سيناء وليش فقط الخدمات إنما مشروعات تنموية هامة شديدة التأثير ليس فقط على منطقة سيناء وانما على مصر كلها..لإقامة المشروعات والتنمية سيكون لها تأثير مباشر ليس فقط على الفكر الأمنى التنموى وانما ايضا على الحركة فى مجال الأمن والتنمية فى مصر بشكل يؤدى إلى موضوعية أمنية وتنموية افضل للمجتمع المصرى .
أكتوبر وتأثيره على التطور الجيلى
وتضيف الدكتور ميرفت التلاوى ..عن أبرز الإيجابيات لحرب أكتوبر فى نتائجها الاجتماعية لأن حرب أكتوبر أفرزت جيلا جديدا شارك فى استلام مقاليد السلطة وفى وضع القرار وصنعه وفى تنفيذ برنامج العمل الوطنى هو جيل أكتوبر ،شارك جنبا إلى جنب مع الجيل السابق عليه فأصبح لدينا جيلان جيل يوليو وهذا أمر مطلوب وواجب وطنى على الأجيال المستجدة فى المجتمع فى المجتمع حتى يمكن أن ينهض المجتمع بمسئولياته سواء فى مجالات التنمية أو الأمن أو خلاف ذلك من المجالات ..فيمكن أن يكون هناك جيل جديد يطور ما قام به جيل أكتوبر يبنى عليه ويطوره وربما بعيد تصحيح الأوضاع التى اختلت فى بعض المجالات الاجتماعية وبصفة خاصة ينجح فى عبور الفجوة الجيليةالتى قامت بين جيل أكتوبر والأجيال الشابه فتم بالفعل وبشكل إيجابى احياء الارتباط والولاء والانتماء لتراب الوطن ..فحرب أكتوبر وانتصارها حدث اكبر وأعظم واجل من التمجيد وفى تقديرى وفى تقديرى لابد أن يكون الاحتفال فى أن نتسامى وصولا لقدره فى كل مجالات الوجود على الدوام ..ولابد من إهمال النظر فى المستقبل من ناحية التعليم والثقافة والتفكير فالتطور فى العالم له إنعكاس على المجتمع المصرى كبير جدا ولذلك لابد أن ننتبه ونستعد لك نكون مؤهلين بكل المميزات العظيمة التى صنعت أكتوبر الجليل ..ومن المؤكد أننا بحاجة إلى الاستفادة من روح أكتوبر واستعادة المنظومة بكاملها وبدرجة كفاءتها فى حرب مجتمعية ونتذكر فى النهاية أن النصر فى الحرب المجتمعية هو أساس لحماية مناعة الدولة فمن الضرورى الوعى والحفاظ على الأساس المتين لمنع اى حروب نفسية تلعب على الإنسان وفكره وتوجهاته فعلينا جميعا استيعاب الدروس المستفادة لتحقيق النصر والعبور بالمجتمع الى بر الأمان بالثقافة الفكرية والوعى وتقوية مناعتنا جميعا ضد ميكروبات تحاول التسلل إلى جسد المجتمع فعلينا جميعا مهاجمتها ومقاومتها وطردها من مصر ..تحيا مصر .