رجب الشرنوبي يكتب : أكتوبر معركة البناء والتنمية
في مثل هذه الأيام من كل عام يحتفل الشعب المصري بأغلي إنتصاراته في العصر الحديث، في السادس من أكتوبر المجيد يتذكر المصريين دماء أبنائه من شباب مصر التي إرتوت بها أرض سيناء الحبيبة ، في مثل هذا التوقيت سنوياً يتذكر الإسرائيليين مرارة الهزيمة للمرة السادسة والأربعين ، بعد أن تمكنت القوات المسلحة المصرية من إنهاء أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، فقد تمكنت مصر ببسالة رجالها من إسترداد جميع الأراضي المصرية التي إحتلها الكيان الصهيوني في الخامس من يونيو 67، تحية تقدير لكل صاحب قطرة دم سالت علي أرض سيناء الحبيبة ولكل من شارك في هذه الحرب المجيدة، تحية شكر لكل من ساهم في إستراد الكرمة المصرية ، رحم الله الرئيس الراحل أنور السادات وكل رفاقه الذين خططوا وأشرفوا علي تنفيذ حرب لازالت تدرس في الكليات والمعاهد العسكرية العالمية حتي الآن ، تحية تقدير إلي هذا الشعب الذي علّم العالم الكثير، وأثري أجداده الحياة الإنسانية بحضارة عجزت العلوم الحديثة عن فك الكثير من شفراتها ورموزها حتي يومنا هذا .
من المؤكد أن حرب أكتوبر لها من النتائج والمؤشرات والمفاهيم العسكرية التي غيرتها الكثير الذي هو مجال بحث عند عدد غير قليل من القادة والباحثين العسكريين علي المستوي العالمي، ولكن مايهمنا هو ماكانت عليه الروح الوطنية للشعب المصري قبل وأثناء وبعد الحرب ،فقد أثبتت الأيام أن المصريين دائماً كما كان أجدادهم شديدي التعلق بوطنهم ، ماأظهره المصريين من الوحدة الوطنية والإصطفاف خلف قيادتهم صفاً واحداً بعد النكسة وخلال سنوات الإستنزاف ، يثبت بما لايدع مجال للشك أن الشعب المصري من نسيج مختلف عن بقية شعوب الأرض ، حتي أنه لم تسجّل أقسام الشرطة خلال أيام الحرب محضراً واحداً ، وهو مؤشر واضح علي تماسك وقوة ترابط المصريين التي تظهر جلياً وقت الشدة وخلال الأزمات ، وتحملهم في سبيل الحفاظ علي وطنهم مالا يستطيع غيرهم تحمله، فرحة المصريين بإنتصار إكتوبر أنستهم كل الظروف الصعبة التي عاشوها علي مدي سنوات ، وبدأت رحلة البناء للوطن من جديد تحت قيادة رجل الحرب والسلام ، ظل الرئيس السادات أيقونة العالم لسنوات ، فقد أثبتت الأيام مرة أخري أنه كان رجلاً من طراز فريد سبق عصره بسنوات طويلة ، ويكفي أن ماقدمة السادات علي طبق من ذهب للعرب بالسلام ومن دون عناء ومنذ مايقرب من أربعة عقود مجاناً ، أضعاف مايسعون وراءه الآن مع حتمية دفع الثمن ، حتي أغتالته أيادي الغدر وهو يحتفل بين أبنائه ، بإنتصار يشبه الإعجاز بمقاييس العصر الحديث.
ذهب الرئيس الراحل ومعه دعوات جموع المصريين بأن يتغمده الله بواسع رحمته ، ذهب وبقي لنا الوطن الذي رفع هو وأبنائه بالقوات المسلحة رايته عالياً ترفرف في السماء ، بقي الوطن ومعه بقيت مجموعة من الإرهابيين التي لا تريد له أي خير تعيش وسط الناس وترتدي عبائة الدين وتتفنن في إستمالة قلوبهم بشتي الطرق ، فمنذ هجوم المنصة ومروراً بهجوم الأقصر علي السياح الأجانب عام سبعة وتسعين وحتي هروبهم من مصر أثناء وبعد ثورة يونيو ، وقعت العديد من حوادث الإرهاب التي أرهقت جسد الوطن ، ولكنها لم ولن تنال منه بإذن الله ، قد تكون هذه الحوادث الإجرامية أجلت لبعض الوقت جهود التنمية ساعدها علي ذلك المناخ السياسي السيء وعدم وضوح الرؤية والفساد الذي بدأ يستشري في جسد الدولة المصرية بعد سنوات قليلة من حكم الرئيس مبارك ، إلا أنه وبعد ثورة يونيو وبعد أن عاني الشعب الويلات لمدة عام من حكم الإخوان ، وقرر هو نفسه أن يلفظهم مرة أخري فسرعان ماأكتشف أن ولائهم ليس له ، وإنما لمن هم من بني جلدتهم وعشيرتهم ، ولما لا فقد سبق وأخرجهم الرئيس الراحل من السجون والمعتقلات و أنقضوا عليه وقتلوه .
وگأنه قدر هذا الوطن كلما بدأ رحلة لإعادة البناء وضعت في طريقه العراقيل ، فلا يستطيع أحد أن ينكر أو يشكك في أخلاص ووطنية الراحل العظيم جمال عبد الناصر ، ولكن ماهي إلا سنوات قليلة بعد ثورة يوليو العظيمة ، حتي كان العدوان الثلاثي علي مصر والذي فشل في تحقيق أهدافه ، ومع الجهود الجبارة لإعادة بناء مصر عبر مشروعات عملاقة كالسد العالي ومصانع النسيج والحديد والصلب وشركات القطاع العام الكبري وخلافه ، إلا أنه صاحب هذه الجهود صراع خفي بين مراكز القوي داخل مجلس قيادة الثورة وأنتهي الأمر بنكسة العام سبعة وستون وسنوات من حرب الإستنزاف، وتأجل الحلم إلي مابعد إكتوبر حتي إستعاد الوطن كرامته ورجعت له من جديد هيبته ، وسنوات قضتها مصر في المفاوضات حتي إستعادت أرضها ، وأُستشهد الرئيس السادات علي يد القتلة المجرمين، وأستبشرنا خيراً مع الرئيس مبارك فالرجل له تاريخ عسكري مشرف فهو صاحب الضربة الجوية في حرب التحرير ، سنوات أولي من الحكم تبشر بالخير ، إعادة لترتيب البيت من الداخل وكذلك إعادة ترتيب للعلاقات المصرية العربية بعدما أصابها التصدع الناتج عن سوء فهم العرب لجهود الرئيس السادات للحفاظ علي المصالح العربية ، وللأمانة حافظ الرئيس مبارك علي مصر لسنوات من أزمات مفتعلة إجتازها الرجل بحنكة سياسية تستحق التقدير ، ولكن مع تقدم العمر وتدخل الأسرة في القرار الإقتصادي عبر بعض المقربين وأصحاب المصالح والآفاقين ، كان لذلك بالغ الأثر علي القرار السياسي للدولة ، وخير مثال علي ذلك عندما قررت الحكومة عمل برنامج للإصلاح الإقتصادي المزعوم حتي تحقق العدالة الإجتماعية المطلوبة ، قامت الحكومة ببيع المصانع وشركات القطاع العام بأبخث الأثمان لتذهب المليارات إلي جيوب قلة من المقربين وزوي النفوذ ، وأزداد الفقير فقراً وأصابت التخمة جيوب الأغنياء ، علاوة علي إنكماش الدور المصري الإقليمي والدولي وخاصة بعد محاولة إستهدافة عام ستة وتسعون بأديس أبابا، وأستشري الفساد أكثر فأكثر في جسد الدولة حتي أنتهي الأمر بأحداث يناير والتي ستظل تذكر ورغم كل ماحدث خلال السنوات الأخيرة للرئيس مبارك شجاعة ووطنية نادرة للرجل ، الذي أصر للحظة الأخيرة أن يحافظ علي إستقرار مصر وتسليمها بشكل محترم يتناسب مع تاريخها إلي من هم أهل للحفاظ عليها، وأعتقد أنه كان محقاً في ذلك فرجال المؤسسة العسكرية يمثلون كل الشعب المصري ، فهذه المؤسسة العريقة بمثابة شركة مساهمة مصرية يمتلك كل مصري ومصرية سهم من أسهمها ، فلا يوجد بيت واحد في مصر إلا ويرتبط أحد أبنائة بالقوات المسلحة بشكل أو بآخر ، سنوات من النزاع علي السلطة بين القوي السياسية وإستفتاءات وإعلانات دستورية و قلاقل وإنهيار في الإقتصاد الوطني ، أنهك التعب جسد الوطن وصاحبه تغيرات خطيرة في البنية الإجتماعية للشعب المصري فالقيم تغيرت والمباديء تبخرت ، وأنتهي الأمر بتجربة مريرة مع إعتلاء الأخوان السلطة في البلاد وكاد الوطن بعد هذه التجربة أن يكون في طي النسيان .
ما يقرب من ثلاث سنوات بعد أحداث يناير ومصر التي نعرفها غائبةً لاوجود لها ، فلا يوجد دولة بمعناها الحقيقي ، فلا أمن ولا أمان في كل الشوارع والحواري كما تعودنا عليه، وأزمات مستمرة مابين كهرباء ومواصلات وسلع غذائية وإقتتال بين عشرات الأحزاب الكرتونية علي غنائم الفوضي وحجز المقاعد السياسية ، مصانع أغلقت أبوابها وشركات كبري تخلصت من نصف عمالها ، إرتفاع ملحوظ في نسب البطالة، ركود شارف علي الخروج من سوق السياحة العالمي ، إنخفاص تاريخي في رصيد مصر من العملات الصعبة ، غياب مصر عن المشهد الإقليمي والعالمي اللهم إلا فيما يزيد من حدة الصراع داخلها ، أرض مصرية ومؤسسات مستباحة للتدخل الأجنبي في أي وقت ومن أي طرف مابين إتحاد أوربي وكاترين أشتون وأمريكان من إدارة أوباما يومياً وأتراك حتي أن أحمدي نجاد الرئيس الإيراني زار مصر ودخل الأزهر وبدأت أصوات الشيعة تظهر وتتحدث في البرامج مطالبة بحقوقها في قاهرة المعز مدينة الألف مإِذنة ، دول تتوعد بالتدخل هنا ودول تهدد هناك ، مئات من المظاهر التي ليس لها أي معني عند الوطنيين الشرفاء من المصريين إلا “الأنهيار” نعم مصر كانت قد قاربت فعلاً علي الإنهيار في هذه الفترة الزمنية القصيرة ، فالمؤمرة ضخمة والسيناريوهات المعدة لذلك كثيرة ودقيقة ، مصر يبدو أنها تواجهه صعوبات وأعداء أقوي وأشد مما واجهتها في حرب أكتوبر التي خاضتها قبل أربعة عقود لإسترداد أراضيها المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني ، في إكتوبر كان العدو معروف والحرب تقليدية والأهداف محدده سلفاً والتخطيط والإعداد تم علي مايرام والدولة كلها علي قلب رجل واحد ، أما الآن فالأعداء وأصحاب المصالح كثر ، دول وأجهزة إستخبارات يدعمهم أعداء من الداخل لتحقيق أهدافهم المشتركة ووطن ممزق وغياب واضح لمؤسسات الدولة ، حتي كان يوم الثلاثون من يونيو والقرار التاريخي للشعب المصري ، يوم أسترد المصريين وطنهم من أيدي الإخوان ودولهم التي ترعاهم وأجهزتهم الإستخباراتية التي خططت لهم ، أخيراً عادت مصر مرةً أخري إلي أهلها الحقيقيين الطيبين الذين لا يبيعون وطنهم مهما كان الثمن رغم مايتعرضون له من مصاعب ومايقابلونه في حياتهم اليومية من أزمات ، نزلت الملايين إلي الشوارع مرة أخري في الثالث من يوليو لتفوض القوات المسلحة ممثلة في وزير دفاعها الفريق عبد الفتاح السيسي في حمل الأمانة وإعادة البناء مرة أخري وبدء مشوار الألف ميل من جديد.
تحملت القوات المسلحة العبيء الأكبر ولم يهرب الرجل من الميدان بل تحمل المسئولية في ظروف غاية في الصعوبة ، فالمهمة شبه إنتحارية قبلّها وهو يعلم أنها لن تكون سهلة ولكنه التحدي أحد صفات أبناء القوات المسلحة المصرية .
أشهر قليلة وبدأنا نشعر مرةً أخري بمظاهر ومؤشرات وجود الدولة وبدأت هيبتها تلوح في الأفق من جديد ، بدأت الحالة الأمنية في التحسن بعض الشيء وإنقطاع الكهرباء قل عن زي قبل ، زيادة بسيطة فيما هو معروض من السلع الغذائية وخاصة الأساسيةمنها وفرتها الحلول السريعة التي تبنتها القوات المسلحة في المناطق التي عانت نقص شديد، يصاحب المشهد الداخلي تحركات وإتصالات مصرية بسيطة علي إستحياء في حدود ماتبقي من مقومات الدولة المصرية، ورصيدها عند بعض الحلفاء التاريخيين الذي يحملون لمصر الكثير من الود والتقدير في أفئدتهم ، وبدأت مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية تكتمل من جديد ضمن خارطة طريق تم وضعها بجدول زمني محدد وشيئاً فشيئاً بدأت ملامح الطريق تظهر ، مصر علي طريق البناء والتنمية مرةً أخري.
بدأت السنوات تمر والبناء لا ينقطع والمشهد الخارجي يثلج الصدر ويقرّ الأعين ويدخل البهجة علي النفس ، مصانع تعمل بكامل طاقتها ومصانع تفتتح جديدة وشركات تفتح زراعيها للشباب في تبني واضح لهم وكذلك الحال المرأة وزوي الإحتياجات الخاصة ، بنية تحتية تؤسس من جديد من طرق بآلاف الكيلومترات وكباري بالمئات ومحطات كهرباء وطاقة جديدة تشهد بحزء منها أرض برج البرلس وبني سويف والعاصمة علي سبيل المثال إضافة إلي أكبر مشروع في الشرق الأوسط للطاقة النظيفة علي أرض أسوان مع مشروعاً عملاقاً للطاقة النووية في الضبعة تأخر عقود طويلة ، إكتشافات ضخمة وثروة من الغاز الطبيعي الذي أكتفت مصر ذاتياً منه وستبدأ تصديره نهاية العام ، ومحطات جديدة للمياة والصرف الصحي علاوة علي رفع كفاءة ماهو قائم ، مدن جديدة وصل عددها إلي أربعة عشرة مدينة علي رأسهابالطبع الإدارية الجديدة والعالمين الجديدة ، عشرات المناطق الصناعية الجديدة .
مشروعات عملاقة في الزراعة مليون ونصف المليون فدان جديدة ستضاف إلي رقعة مصر الزراعية علاوة علي مشروع مائة ألف فدان من الصوب الزراعية ومناطق إستزراع سمكي عملاقة في غليون وبور سعيد والسويس ، ولا ننسي الأنفاق الجديدة تحت قناة السويس ورؤية جديدة لإعمار سيناء بما يعود بالخير علي أهلنا في سيناء ، إضافة إلي تنمية محور القناة والذي سيعظم الإستفادة من القناة أحد شرايين الإقتصاد المصري المهمة وخاصةً بعد إنشاء القناة الجديدة لتكون منطقة القناة جزء محورياً من المشروع العالمي الجديد للنقل الدولي الذي تتزعمة الصين وأكثر من ستة وثمانون دولة حول العالم والمسمي بمبادرة “الحزام والطريق” إهتمام واضح بتطوير التعليم والصحة ومليارات تنفق في هذا الإتجاه وربما لاتكون النتائج الأولية لتطوير التعليم مرضية ولكنها مجهودات ضخمة تبذلها الدولة ستحتاج بعض الوقت لتتلاشي سلبيات التجربة فهو إرث مثقل بالسلبيات المستمرة منذ عقود، ولكنها تبقي خطوات علي الطريق الصحيح ولا شك أن منظومة التأمين الصحي الجديدة التي بدأت في بور سعيد قبل أشهر و ستغطي بقية الجمهورية في خلال سنوات قليلة ، كانت من أهم الأولويات المطلوبة للإهتمام بصحة الأسرة المصرية إلي جانب المبادرات العملاقة في هذا الشأن مثل مائة مليون صحة و الأمراض السارية والأهتمام بصحة المرأة والطفل وخلافة خصوصاًأنها تتم بإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية ، المؤشرات الإقتصادية في تحسن مستمر ومعدلات البطالة في إنخفاض ملحوظ والتصنيف الإئتماني لمصر ترتفع درجات أمانه شيئاً فشيئاً ورصيد من العملات الصعبة لم يشهده البنك المركزي في تاريخيه فقد وصل إلي خمسة وأربعين مليار دولار وهو مالم يتحقق من قبل بعد أن وصل إلي أربعة عشر مليار في ظل حكم الإخوان ، لن يتسع المقام لذكر مئات المشروعات الكبيرة بالتفصيل والتي أستوعبت من أبناء مصر في سوق العمل الآلاف والآلاف ، العمل يتواصل بشكل مرضي قد لايتناسب مع حجم الطموحات ولكنه يتم في وسط تحديات محلية وإقليمية ودولية شديدة الصعوبة من حروب ضد الإرهاب تخوضها الدولة علي كل حدودها وداخل أجزاء من أراضيها وتوترات وأطماع دولية تكتظ بها المنطقة ، وفي وسط كل هذا المناخ العالمي الغير مستقر واصلت مصر جهودها الجبارة لإعادة صياغة علاقتها الدولية والإقليمية والعربية والأفريقية بشكل رائع خلال السنوات الماضية ، مايقوي من مصر الدولي ويفتح لها طريقاً واسعةً للشراكات الدولية الضخمة التي تنعكس بلا شك علي تحسين الأوضاع الداخلية والحالة المعيشية للمواطنين ، خصوصاً أنها خاضت أصعب الإختبارات الإقتصادية من إصلاحات جذرية عزفت عنها حكومات مصر السابقة جميعاً خوفاً من رد فعل الشعب مع علمهم التام بمدي أهميتها لكي تكون عملية التنمية في مسارها الصحيح ، وهذا ربما يفسر عدم شعور قطاع كبير من المواطنين بالتحسن الملحوظ في جوانب الإقتصاد كما تقول كل المؤسسات الدولية ، ولم تخفي القيادة السياسية وعلي رأسها الرئيس السيسي أن من تحمل عبيء الإصلاح ودفع فاتورتة هو المواطن المصري وأنه هو البطل الحقيقي لمعركة التنمية وعملية الإصلاح ، ويأتي ذلك في إطار من الشفافية علي طريق محاربة الفساد الذي لاينكر أحد وجودة بل وتوغلة لسنوات طويلة داخل مؤسساتنا الحكومية وهو مايبذل رجال المؤسسات الرقابية علي إختلاف أنواعها جهوداً قوية وجبارة لمحاربته والقضاء عليه ، معركة البناء قد بدأت منذ سنوات وفي كل الإتجاهات الداخلية والخارجية ، مؤكد أنها ليست سهلة وتحتاج إلي تضافر كل الجهود من الدولة وكذلك من المواطنيين ، قطعاً سيستغرق الأمر سنوات قليلة أخري لكي نصل إلي مانتمناه، ولكن الرحلة قد بدأت وخطونا فيها خطوات مهمة وكبيرة ، وبناء الدول القوية لايتم بضغطة زر بل بجهد وعرق وإخلاص ، فإذا ماتوافرت الإرادة تهون عند المصريين كل الصعاب ، فهل يستفيد المصريين من إرادتهم القوية التي تجلت بوضوح في حرب التحرير ، لخوض معركة التنمية والبناء من أجل الأجيال القادمة؟؟!!