إبراهيم نصر يكتب : الكرامة.. والإهانة

من الأشياء الخارقة للعادة ما يسمى المعجزة والإرهاص والكرامة والمعونة والإهانة والاستدراج، وبينهما فروقات جوهرية، ومن خلال تعريف كل منها تتضح تلك الفروقات، وما يعنينى فى هذا المقال هو بيان الفرق بين الكرامة والإهانة، فالكرامة: أمر خارق للعادة يظهره الله على يد مؤمن ملتزم لمتابعة نبي مُكلف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح عَلِمَ بها أو لم يعلم.

وهناك بعض المواقف التي تدل على الكرامة، منها ما روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى الأعداء من مسافة شهر، فقال: “يا سارية الجبل” (سارية: قائد جيش المسلمين)، فسمع سارية قائد جيش المسلمين صوته فانحاز بالناس إلى الجبل وقاتلوا العدو فنصرهم الله تعالى، فتلك كرامة لعمر أن رأى من تلك المسافة، كذلك لسارية أن سمع من المسافة نفسها.

أما الإهانة – أعاذنا الله منها ومن كل سوء- فهي: أمر خارق للعادة يُظهره الله على يد كاذب، على عكس مراده كما وقع لمسيلمة الكذاب عندما تفل في عين رجل – عوراء- لتصح، فعميت الاثنتان أخزاه الله ولعنه.

وبعد فإننى أستطيع الجزم بأن كل الأحداث التى وقعت وتقع لجماعة الإخوان الإرهابية هى من قبيل الإهانة، فما زلنا نذكر ما كانوا يروجونه من أكاذيب لا تنطلى إلا على أتباعهم أثناء اعتصامهم فى ميدان رابعة العدوية، وكانت أبرز تلك الخرافات: إدعاء الشيخ جمال عبدالهادي، أحد عناصر الجماعة، بأن أحد الصالحين في المدينة المنورة بالسعودية، بشره أنه شاهد “سيدنا جبريل” في ميدان رابعة العدوية، يعمل على تثبيت المعتصمين.

أما القيادي الإخواني محمد حراز، فوقف على منصة رابعة العدوية، ليؤكد أن محمد مرسي من عصر الصحابة، وزاد على الأمر أنه قال عنه إنه حفيد الفاروق عمر بن الخطاب، وسط تهليل من الحاضرين.

ثم صفوت حجازي، القيادي الإخواني، فيعتلى منصة رابعة العدوية، ليقول بثقة عالية لأنصار الجماعة: صدقوني بإذن الله السبت هيحصل حاجة، الأحد مرسي معانا، إن شاء الله نتفاءل ولازم نطمئن، فيما شبه مسعد أنور، أحد شيوخ السلفية، محمد مرسي بالنبي يوسف عليه السلام، قائلًا أنهما حكما بعد سنوات من المعاناة والسجن، مضيفًا: إن أحد العلماء الصالحين شاهد 8 حمامات خضراء على كتف الدكتور محمد مرسي، فأولَها بأن مرسي سيكمل مدة 8 سنوات.

وأخيرًا.. فوزي السعيد، أحد قيادات التيار السلفي بالقاهرة، فقال إن من يشكك في عودة مرسى لمنصبه يشكك في الله، مضيفًا: مرسي هو هدية من الله.

هذا السيل من الشائعات والخرافات والأكاذيب التي سيطرت على لغة الخطاب أثناء اعتصام رابعة كان بغرض تثبيت المعتصمين، فإذا بالنتائج تأتى على عكس مرادهم تماما إهانة لهم من الله جزاء ما اقترفوا من الإثم والكذب على الأتباع.

ثم تمضى الأيام وتعود الكتائب الإلكترونية من فلول الإخوان لترويج الشائعات والأكاذيب ضد جيش مصر، وشخص رئيس مصر، ويدعون للخروج ضده فى جمعتين متتاليتين، فإذا بالإهانة لهم من الله أولا ثم من شعب مصر العظيم، حيث جاءت النتائج على عكس مرادهم، فبدلا من أن تخرج الجماهير ضد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فإذا بالجماهير تخرج مؤيدة له مباركة لخطوات الإصلاح، ورافضة لكل أكاذيب الخونة المتآمرين على مصر فى الداخل والخارج.

حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء، وأدام عليها نعمة الأمن من الخوف.. وكفى بها نعمة.

Ibrahim.nssr@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.