تهاني الصوابي تكتب : كنا جيل محترم وأنتم أيضا..

_نعم جيل ولد في الخمسينات ،جيل عاش طفولتة وربما مراهقتة فترة السيتينات.
جيل صامد يعرف معني وقيمة الوطن، جيل لم يعي معني هزيمة 67 ،لكنة شعر بمرارتها في عيون أسرتة وجيرانة وأبناء وطنة،ورغم هذا جيل لم ينهار نفسيا ،ولم يتأزم عاطفيا من ظرف الوطن ،جيل لم يشكو يوما من قلة الموارد .
_لم نحتج عما يقدم لنا من طعام ،جيل أدرك أن بناء الأوطان لا يكون بزخم البطون ،جيل تصدي لهزيمة 67 بالعمل ،أخذنا علي عاتقنا وكنا مازلنا في فترة الطفولة والصبا بناء الوطن ،كانت أحلامنا بسيطة ،لم نذهب للنوادي في سيارات فارهة ،ولم نتناول طعام بمئات الجنيهات في أفخم المطاعم ،ونخرج بعدها ناقمين علي أحوال البلاد ،كان شارعنا أمام عمارتنا نادينا وكانت الطرقات بين شققنا ذات الابواب المفتوحة ملعبنا البسيط الهادي،كنا نتقاسم القروش البسيطة من مصروفنا الشهري، والتي لا تتعدي أصابع اليد مع أخواتنا وأصدقاؤنا ،كنا نتقاسم اللقمة والضحكة والفرحة والأسرار ،والأهم تقاسمنا أن الوطن أهم وأبقي من ملذات زائفة زائلة .
_نحن جيل كان سامرنا الكتاب ،ومتعتنا حدوتة بسيطة عن ست الحسن والجمال ،ننام عند انطفاء الأنوار في صالة البيت ،فننظر إلي السماء بفرح ونعد النجوم حتي نغفو ،جيل كان
للوالدين لدينا هيبة ،والمعلم وفة التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا،وللجار حق ،وللأهل صلة الرحم وللصديق المودة الوفاء.
_نحن جيل يعرف قيمة الوطن ،وكيف سيكون مصيرنا لو قدر الله وضاع ،نحن جيل ورث أولادنا وبكل فخر معني المصري الأصيل الواعي بقيمة ومعني العمل من أجل الوطن ،كل هذة المعاني الجميلة عشتها لحظة فوز منتخابات الشباب المصري بالبطولات الرياضية العالميةمؤخرا ،ولحظة أعلان فوز فريق جامعة القاهرة بكأس العالم في مسابقة أيناكس 2019 للأبداع في مجال خدمة المجتمع منذ أيام وشارك فيها جامعات من مختلف دول العالم،وهم يقفزون في الهواء فرحا وفخرا يتغنون بأسم مصر ، مصر ، مصر ،ويجبرون العالم علي الوقوف أحتراما لهم ،وكم من الآف الشباب المصري مثلهم نموذج مشرف في كافة المجالات الرياضية والثقافية والعلمية ،وغيرهم يعملون في جد وأجتهاد ،ويحققون البطولات والنجاحات يبنون الوطن ويعمرون الأرض ،وتجري في عروقهم دماء مصرية خالصة ،فلندعمهم ونحييهم ونقف لهم تقديرا وتبجيلا ،نحفزهم علي الأستمرار والأبداع ،لأنهم يعرفون معني الوطن ،ودعوكم من قلة لاتعي معني الوطنية ويعتبرون الوطن حفنة تراب ،لا تعيروهم أهتماما ، فسوف يحرقون أنفسهم بأنفسهم قريبا ، وسوف نبقي نحن أبناء هذا الوطن أجيال وراء أجيال ،نحصد مازرعناة ،ونجني ماسوف نبنية بأذن الله سبحانة وتعالي ،وستظل مصر واقفة صامدة آمنة سالمة .
وتعيشي يامصر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.