تهاني الصوابي تكتب : أستاذتي .. سعاد حلمي

بقلم / تهاني الصوابي

اسمحوا لي أن أكتب عن الزمن الجميل ،ومن منا لا يتمني أن يعيش الزمن الجميل ،ولكن الزمن الجميل الذي اكتب عنة قد يكون الزمن الذي عشناه ،أو نعيشة ،أو ننتظرة غدا وينتظرنا، فالزمن الجميل لا وقت لة ولا زمان ،وقد يكون انسان ،أ و مكان ،أو حدث ،أو موقف ،ليس مهما المهم أن نعيش الزمن الجميل بكل جمالة حتي نستطيع أن نتغلب علي كل ماهو غير جميل .

فالأمس بجمالة لا  نستطيع أعادتة لننا نتذكرة  ،واليوم علينا أن نعيش مافية من جمال ،وغدا لا نملكة لكننا نتمناة جميلا ،فدعونا نعيش كل ماهو جميل ولنبدأ بزمن من السيدات الراقيات أتذكر منهن بكل الخير والجمال أستاذتي واستاذة جيل من الصحفيين الأستاذة الكاتبة الصحفية سعاد حلمي رئيسة تحرير مجلة حواء رحمة الله عليها والتي علمتني أن القلم سيف في يد الشرفاء فقط دفاعا عن الحق .

استاذتي التي علمتني أن الأخلاق الحميدة طوق في رقاب النبلاء ،حتي لو كان زمن بلا نبلاء.

أمي الحنون التي لم تلدني وكانت الملاذ والملجأ وقت المحن والشدائد .

وصديقتي الصدوق بحق متخطية حاجز الزمن وفارق السن .

وخزانة اسراري التي لم تبح يوما لنفسها بسر بوحت بة في لحظة صدق وفضفضة مع نفسي التي هي نفسها .

استاذتي التي احتضنتني وكنت مازلت طالبة بالسنة الثانية بكلية الأعلام ،حتي وافتها المنية  عام 2011وهي شامخة كالأشجار عندما تموت واقفة ،رافضة أن يراها أحد وهي أسيرة المرض ،ليس ضعفا أو هربا من القدر ،ولكنة التحدي والصمود والإيمان بالقدر حتي لو كان المرض الذي ابتلاها بة الله سبحانه وتعالي .

أستاذتي التي علمتني أن الكرامة والكبرياء بلا تكبر أو عناد هما سلاح الأقوياء فقط وأن الشرف والنبل هما الطريق إلي الخلود في ذاكرة الأصدقاء والمقربين والمحيطين بنا ،أينما كانوا حتي لو كنا مختلفين معهم ،أو لسنا علي وفاق مع البعض منهم.

أستاذتي سعاد حلمي الكاتبة الكبيرة مقاما وفكرا وخلقا،فهي التلميذة النجيبة للأستاذة أمينة السعيد ،وحاملة راية حواء من بعدها في رئاسة تحرير المجلة علي مدي عشر سنوات منذ عام 1981 وحتي عام 1991 ،لم تنطفئ فيها يوما شعلة المجلة،بل ازدادت توهجا وأزدهارا بأفكارها المستنيرة .

شكرا أستاذتي ،لقد كانت التجربة ثرية ،قوية،متحدية،،ثائرة في فترة عصيبة من تاريخ مصر تلاطمت فيها الاراء والأفكار والأتجاهات ،وظلت هي بشموخها وروعتها وقيمها وأخلاقها وأفكارها البناءة تبثها في كل من حولها.

أهنئي وأستريحي أستاذتي وأطمئي فقد أديت رسالتك علي أكمل وجة ،وتلاميذك علي الدرب سائرون لا نحيد ،ولا ننحني مهما كانت الشدائد وسلاما أليك في مرقدك، وسوف نراك من جديد ،فالكل ذاهب إلي هناك حيث الكل في واحد في حضرة الآله سبحانه وتعالي .

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.