القداس الأخير 

بقلم  / عبير نعيم 

تعلو صوت الأجراس وأصوات الترانيم ..

هناك على البعد الآخر .. أرى المشهد من وراء نافذتى الزجاجية ..

تضئ الشموع أركان المكان وتحكى الترنيمة فى سكون الليل أوجاع البتول ، فتتجمد الدمعة على الأهداب ..

أنقاد وراء عشق الترنيمة .. أنظرالى السماء .. يتأرجح فى خاطرى السؤال المعتق برائحة الوجودية

” أكون هناك ..أواكون هنا ..المهم كيف ترانى ؟  ”

أغمضت عينيىَّ .. أذوب مجددا فى عشق الترنيمة كأنى سقطت فى فجوة اللاوعى ،  فتنقاد الروح إلى هناك تاركة الجسد مصلوباً وراء النافذة ومتحررة من عبودية العقل وهائمة فى رحب الإلوهية ..

تحملنى الأجراس هناك فى بهو الترنيمة..

أردد وراءهم الترنيمة وأطوف معهم حاملة أوجاع البتول ونقاء السريرة وجدوى الإعتقاد.. أرمق من بعيد جسدى المصلوب خلف النافذة ووراء العدم؛ وفجأة تغتالنى رصاصة الغدر من الوراء ..

أسقط ، وتسقط تلك الماهية !

جسدى المصلوب ينادينى ..عودى إلىَّ ..عودى إلىَّ….

تتباطئ تدريجياً صوت الترنيمة وتتلاشى الرؤية ثم تنعدم الشخوص ،  فيبحثون عن تلك الماهية ليقيموا عليها مراسم الوداع ؛ فلايجدوها لأنّها غادرت كالبرق من الجسد المجرد من الخطايا..

صوت التكبيرات مختلطا بصوت رضيعى يقطع رحلتى العابرة من الموتة الصغرى . !

أسترد الروح العائدة بإشفاق .. ارتدى ثانيا جسدى المتهالك من الخطايا والمثقوب من الآلام . أنثر على وجهى الماء فيختلط سيل الدموع مع سيل الماء . أنظر إلى السماء مجددا

( أكون هنا أو أكون هناك …المهم كيف ترانى ؟!

فأنا فى كل الأديان …إنسان ..

تعليق 1
  1. محمد محضار يقول

    الأستاذة عبير مبدعة راقية شاعرة وقاصة متمكنة،نصها يتميز بإشارات عميقة لمعاني التسامح والتمازج الانساني ،الذي يتجاوز الاختلافات العقائدية المصطنعة،نحن خلقنا لكي نتعايش هذا ما نلمسه في الخطاب الممرر بين سطور النص

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.