هل تخوضها مصر مجددا ؟

بقلم / جيهان عبد الرحمن

الأرقام تحذر من اختفاء نوعية معينه من الوظائف لم يعد العالم العربي في حاجة اليها تبلغ نحو 3,5 مليون وظيفه وتتطلب تغيير نوعية التعليم وبخاصة الفني كي تناسب سوق العمل، وان حل مشكلة البطالة تتطلب خلق أكثر من مائة مليون وظيفه خلال السنوات العشر القادمة لتتناسب مع النمو الاقتصادي المنشود، والوضع في بلدنا رغم كل ما هو معلن في ذلك الملف من إجراءات رسميه ما زال يمضي في طريق غير مأمون العواقب خاصة في زيادة أعداد الخريجين في تخصصات نظريه أو حتي عمليه مع عدم وجود وظائف لاستيعابهم، ونقص شديد في تخصصات مثل الطب والعلاج الطبيعي والتمريض، وفرار هؤلاء إلي دول الخليج حيث الراتب المحترم الذي يكفل لهم حياة كريمة، ثم محاولة علاج الأمر بقرارات تزيد الأمر تعقيدا مثل قرار ضغط سنوات الدراسة في كليات الطب إلي خمس سنوات بدلا من سته يعقبهم عامين امتياز بدلا من عام، والنتيجة تخريج أطباء لسوق العمل لم يحصلوا علي التعليم النظري المستحق ولا التدريب العملي الجيد نظرا لقلة المستشفيات وعدم جاهزيتها واعتبار سنوات الامتياز مجازا سنوات ضائعة، باختصار هناك سوء تخطيط ولعل هذا ما دفع د. ناديه جمال الدين أستاذ البحوث التربوية وشيخة التربويين كما أحب أن أطلق عليها تتفاعل مع مقال الأستاذة إيمان رسلان أزمة تعليم أم أزمة عمل لتؤكد معني كنت ابحث عن وصف دقيق له وهو أن التعليم في بلدنا يتم التعامل معه من منظور طبقي رغم كونه حق أصيل من حقوق الإنسان وان الحق في التعليم والحق في العمل كلاهما من حقوق المواطنة لكن الريط بين الحقين يدمر الاثنين معا.

لكن وكما تؤكد د. ناديه أن المشكلة اقتصاديه وثقافيه مرتبطة بالتغيرات العلمية والتكنولوجية وسرعة التغيير في متطلبات سوق العمل، صحيح هناك حديث عن ثورة صناعية رابعة لها مضامين كثيرة لكن نحن ما زلنا نعيش في أوهام التعليم الفني والمفك والصامولة لأغلبية طلاب التعليم الفني أو التعليم التجاري والدبلوم.

حذرت من التفاؤل الشديد حين يتناول الحديث المدارس الصناعية الجديدة، فمن يقبل في تلك المدارس أعدادهم قليله بالمقارنة بأعداد الذين ينبغي تعليمهم، ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة واقتصاد المعرفة يجب أن يكون أنسان متعلم تعليما جيدا يمكنه من العودة للدراسة والتعلم مدي الحياة كلما احتاج إلي الجديد من مهارات لكي يكون مستعدا لمواجهة متطلبات سوق العمل المتغيرة باستمرار وفي سرعة غير مسبوقة .

د. ناديه جمال الدين محاربة من طراز خاص في ميدان التربية والتعليم تقول كلمتها الهامه وأجرها علي الله، من أقوالها أن التعليم أمن قومي فإذا لم يعامل معاملة الجيش من حيث التمويل والاهتمام فلا نجاة وأكدت أن هذا أهم درس من دروس حرب أكتوبر المجيدة، كتبت أيضا.. التعليم أمن قومي وهو الذي يقدم لمصر أسوده البواسل ومحاربيه المتعلمين ولولا هذا ما كان نصر أكتوبر، ثم كتبت العبارة الأخطر.. التعليم وتفكيك الدولة الوطنية مخاوف تنتابني في زمان حروب الجيل الرابع والخامس.

د. ناديه جمال الدين أكدت في حوار سابق معها فكرة المؤامرة ولأهمية هذا الطرح الأن أعيد مقتطفات مما سبق نشرة ومطالبتها بضرورة حشد كل القوات لمواجهة المجهول الذي يريد تفتيت الوطن وتعجبت أن خبراء التربية يفتقدون لغة التواصل مع بعضهم البعض رغم استشعارهم جميعا الخطر ومحاولة تفكيك الدولة الوطنية قالت راجعوا تاريخ الفريق أول محمد فوزي بطل إعادة بناء القوات المسلحة وقائد حرب الاستنزاف الذي فتح أبواب الكلية الحربية لأبناء الطبقة الشعبية من العمال والفلاحين وصاحب مبدأ فرض تجنيد المؤهلات العليا في الجيش المصري وبسبب الشباب المتعلم الجامعي انتصرنا في حرب أكتوبر 1973 لأنه أستفاد من أسباب هزيمة مصر في 5 يونيو 1967 والتي كتب عنها خرشوف زعيم روسيا ” الاتحاد السوفيتي ” في الفترة من 1953 حتي 1964في مذكراته أن من أسباب هزيمة مصر في حرب الأيام السته، الجندي المصري الذي لم يكن يستطيع إلا حمل بندقيه وركوب جمل، إضافة إلى أسباب فنيه وعسكريه أخري لخصها الفريق فوزي في سبع نقاط وكان هو بالفعل بطل معركة إعادة بناء القوات المسلحة وقائد حرب الاستنزاف التي أطلق عليها الحرب المنسية والحرب المستحيلة التي بدأت في 11 يونيو 1967 حتي 1970.الخلاصة أن الجيش المتعلم تعليم حقيقي هو أهم أسباب النصر فهل تخوضها مصر مجددا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.