المرض الخفى “الفيبرومياليجا”

بقلم – حنان خيري :

من الصعب أن ترى شخصا عزيزا وغاليا عليك يتٱلم ومن القسوة أن يكتم ويكبت ٱلٱلم حتى لا يتسبب لمن حوله  الشعور بالقلق.
فى الحقيقة أنا أعيش هذا الإحساس الشديد القسوة على نفسي، بمجرد سماعى صوت اختى وحبيبتى فى التليفون ونبراتها محملة بالآلآم  التى لا تفارقها لحظة ومع ذلك تحاول تبتسم بكلماتها المؤمنة بقضاء الله وقدره ورضاه عنها بهذا الأختبار الصعب ولابد من صبرها وتحملها وشكرها وحمدها لله ..ويتمزق قلبي لمعاناتها  سنوات طويلة من مرض خفى لا يستطيع الأطباء معرفته ولا لتشخيصه،وذهبت معها لكم كبير من كافة التخصصات ومع الأسف آساتذة أصحاب خبرة كبيرة ومع ذلك يتوقفوا أمام حالتها فى حيرة ولا يستطيعون وضع تعريف قاطع لما تعيشه أختى من عذاب المرض ..

وأستسلمت وأصبحت صديقة لمعانتها وتصالحت مع ٱلآمها ..فكم تتحمل هذه الإنسانة الجميلة القلب وبشوشة الوجه وشديدة العطاء أعباء قاسية، فلا تمر مناسبة عليها بدون مشاركتها ومجاملتها من قلبها الطيب ونفسها المتسامحة وروحها الشفافة ،ولا يتصور أحد أنها تحمل مرضا مؤلما ساكنا تحت جلدها ومستعمرا كل جسدها ليكون احساسها الدائم طبقا لتشبيهها له قائلة”شطة تحت جلدى كماء النار الذى يحرق جسدى”بالإضافة إلى ما تعانيه من دوخة وهبوط وعدم تركيز فى رأسها بمعنى”التوهان”ومع ذلك لا تظهر أمام أحد وهى فى هذه الحالة وتحتجب فى حجرتها أيام  كلها معاناة بين الألم والصبر وقناعتها بالابتلاء والاختبار نعمة من الله سبحانه وتعالى .

ودارت الأيام ومرت سنين طويلة إلى أن تم إكتشاف هذا “اللهو الخفي”الساكن الجسد ليحرقه ويؤلمه ويتسبب فى الحزن والهم ليطفئ نور الأمل بالٱلم وتخفت شموع حب الحياة بكراهية المرض ،وعلى الرغم من حالة سمحاء أختى التى ينحرق قلبي عليها وتتألم نفسي معها من شعورى بما تعيشه من صرخات مكبوتة من شدة الوجع ولكنى اشعر بها عندما تقول “أنا تعبانة ومهما اشرح تعبي لا يمكن تشعروا بما اشعر به فى كل جسمى “وبالفعل ظهر على” الفيس بوك”جروب من كل أنحاء العالم أشخاص يصرخون ويعانون من نفس المرض الخفى الذى لا يكتشفه كل الأطباء ولكن تعرفوا على اسمه “الفيبروميالجيا” وليس له علاج حتى لحظة كتابتى لسطورى.

اخيرا..أقول لابد من الاهتمام وإجراء ابحاث ودراسات للوصول إلى أسباب هذا المرض القاسي اللعين ووجود علاج يداوى ٱلآم وعذاب الكثيرين من المرضى ..

فعلى وزيرة الصحة والحكومة تكثيف جهودها لإنقاذ زوجات وامهات وشباب وشابات من الاستسلام واليأس والضعف الصحى والنفسي أمام التعب والارهاق والمعاناة من شدة وقسوة الوجع الذى يمسك الجسم ليعيش فى كل أجزائه فكيف يسكت الأطباء الأساتذة حائرين ولم يسعوا لأكتشاف علاج يداوى المرضى ؟!

الخلاصة ..من الصعب على فكرى واحساسي أن ينكسر قلبي من الوجع على مرض اختى على مدى سنوات طويلة وتصل حالتها إلى عدم قدرتها على الإمساك بيدها وأصابعها بأى شئ حتى لو كان الكوب وبالتالى اشعر بالحزن علي حالتها وأتعجب على مقاومتها لكل ما تعانى منه أمام الناس ودائما الأبتسامة تغطى ملامحها لتضئ وجهها ويظهر حنان قلبها لمن حولها وهى تسعدهم وتشاركهم وتجاملهم  وتملأ المكان بخفة دمها بالحب والسعادة والعطاء الإنسانى ،وتطوى مرضها تحت جلدها وتكبت وجعها فى قلبها لتسعد من حولها ،اللهم  اشفها واشف كل من تألم من إصابته بهذا المرض الخفى المستعمر لحياة الكثيرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.